أُنشئ مطار بورسعيد في الثلاثينات من القرن الماضي بواسطة الاحتلال الإنجليزي، وتم تسليمه للسلطة المصرية عام 1945 وتم إيقاف العمل به عام 1967 لظروف النكسة ولكن أُعيد تشغيله عام 1977، وتم تطويره على عدة مراحل كان أولها عام 1994 وآخرها عام 2011، وأصبح تشغيل مطار بورسعيد للمرة الرابعة حلمًا بالنسبة للمواطن البورسعيدى حيث صار بالنسبة لهم أملًا وتاريخًا، ولكن سرعان ما أصبح سرابا، خاصة بعد إغلاقه أكثر من 3 مرات دون تحقيق المراد من إنشائه.
ووصلت تكلفة مشروع تطوير مطار بورسعيد أو كما يُطلق عليه 'مطار الجميل' إلى 51 مليون جنيه لتطويره ورفع الكفاءات به من قِبل وزارة الطيران، حيث يوجد به ساحة للطائرات تسع 4 طائرات من طراز '737'، ومساحته الحالية 296 فدانا، وهناك مقترح بضم 959 فدانا بالجنوب للشركة لتصبح المساحة 1255 فدانًا، حتى يمكن عمل مبنى للركاب يسع مليون راكب في العام وكذلك عمل برج مراقبة جديد ومبنى للبضائع ومحطة تمويل، ولكن وبالرغم من ذلك لا يزال المطار خارج الخدمة منذ سنوات وأصبح تشغيله مجرد وعودا لا تتحقق وسرعان ما تتحول إلى سراب.
وفي هذا السياق، يقول محمد عبدالرحمن خلف، موظف بالمعاش، يبلغ من العمر 60 عامًا، إن منطقة مطار الجميل تعتبر تاريخًا قوميًا لمحافظة بورسعيد، فقد دارت فيها العديد من المعارك أثناء العدوان الثلاثي على بورسعيد، متابعا: 'حققنا هناك العديد من الانتصارات، وإقامة مطار بهذا المكان بالنسبة لنا حدثًا تاريخيًا ولكن حتى الآن لم نجد طائرة تذهب بنا مباشرة إلى المملكة السعودية لإقامة فرائض الحج والعمرة كما وعدنا المحافظين السابقين، حيث كل عام ننتظر تشغيل المطار لكن دون جدوى'، مضيفًا: 'أرى أن الموظفين المتواجدون به يتقاضون رواتبًا بلا عمل، فماذا يعملون في مطار محلى تُقام به رحلة أسبوعية إلى محافظة القاهرة؟'.
ويُضيف بدر الدين حسن محمد، يعمل بإحدى شركات التوكيلات الملاحية ببورسعيد، أنه يجب ربط المطار بالخطوط الدولية مع مطارات قبرص وتركيا وغيرها كما يجب الاستفادة من السفن العابرة للقناة والتي يصل عددها حوالي 20 ألف سفينة سنويا، بأن يتم إرسال القباطنة والبحارة والطرود الخاصة بهذه السفن إلى بورسعيد مباشرة الأمر الذي يؤدي إلى زيادة تشغيل المطار وسهولة وصولهم إلى السفن العابرة بدلًا من الضغط الحالي على مطار القاهرة، ثم التوجه إلى بورسعيد بالسيارات مما يكبدهم تكاليف إضافية بالإضافة إلى تأخر وصول الطرد إلى السفينة قبل عبورها للقناة.
ويُتابع أنه يجب كذلك تشغيل رحلات الحج والعمرة لبورسعيد ولجميع المحافظات المجاورة لها كما يجب أن يكون المطار مثل مطار النزهة بالإسكندرية، وغيره من المطارات التي تعمل بها شركات القطاع الخاص، والتي تقوم بنقل العمالة المصرية من وإلى دول الخليج خلال الإجازة السنوية.
فيما يؤكد أحمد قزامل نقيب المحامين السابق ببورسعيد، أن تشغيل المطار كان صوريًا لذا كان من المتوقع إيقافه أكثر من مرة، فكان يجب أن يكون هناك عملية تسويق عالمية له وخلق كيان جاذب للمواطنيين للتوجه إلى منطقة المطار وكذلك إنشاء مجموعة من الأسواق الحرة داخل الصالة الخاصة به ومعارض للأنشطة الثقافية والاقتصادية ومتحف يضم الآثار الموجودة بالمدينة الباسلة ويجب تجهيز المطار ليكون احتياطي استراتيجي لمصر وقت الأزمات العسكرية.
من جانبه أكد الكابتن طيار حسني حسن يوسف مدير المطار، أن المطار يعمل من نطاق الطراز المتوسط لأن تكلفته بسيطة ولكن بالنسبة لرحلات الحج والعمرة فهي تحتاج إلى طائرات من طراز عريض وأن قوة تحمل الأسفلت حاليًا هى 35 وبذلك فهى لا تتحمل هبوط الطائرات العريضة.
وبالنسبة لعملية تطوير مطار بورسعيد، أوضح 'يوسف'، أنه كان هناك قرارًا بضم قطعتي أرض الأولى فى الناحية الشرقية وتتبع القوات المسلحة وتبلغ 20 فدانًا والثانية في الغرب وتابعة لهيئة الثروة السمكية وتبلغ 180 مترًا تابعة للقوات المسلحة، متابعا: 'هيئة الثروة السمكية أرادت أن تمنحنا الأرض كحق انتفاع بالإيجار، وقام الطريق الدائرى بتقسيم الأرض أيضًا مما أعاقت الفكرة وبالتالى توقفت عملية التطوير'.
وأشار مدير المطار، إلى أنه تم افتتاح خط القاهرة - بورسعيد في 18/3/2013، وكان هذا الخط بمثابة انطلاقة لتشغيل خطوط أخرى ولكن الرحلات كانت قليلة جدًا وتم إغلاقه مرة أخرى لأنه تسبب في خسارة الشركة وقد انعدم تمامًا دور شركات السياحة فى التسويق والإعلان عن رحلات المطار وانعدم دور رجال الأعمال والبنوك في استغلال سور المطار كنوع من الدعاية، وحاليًا عمل المطار يقتصر على رحلات داخلية لشركات البترول.