الثأر هو عادات جاهلية قديمة ما أنزل الله بها بالقرآن، يتسمك بها أبناء الصعيد، يسفك الدماء، ويبقى سلسال دم قائم بين القبائل، وأسبابه لا تكن على البال والحُسبان لكن يتغلب الشيطان على الإنسان ليوسوسه بالقتل على أتفه الأسباب، إلا أن لجان المصالحات تلعب دوراً مهما في إنهاء الخصومات الثأرية.
لا يمر عامًا وتشهد محافظة الأقصر إجراء صلح بين العائلات للقضاء على ظاهرة الثأر، لكن وباء فيروس كورونا المستجد 'كوفيد-19' وقف حائلا أمام 'القودة' وذلك لمنع التجمعات التي تعد المصدر الرئيسي لتنقل فيروس كورونا بين المواطنين، مما أدى إلى وقف أنشطة المصالحات لإنهاء الخصومات الثأرية.
ولأول مرة تقيم محافظة الأقصر مراسم صلح في سرادق كبيرة على أرض العديسات بمركز الطود بجنوب المحافظة، لإنها خصومة ثأرية بين عائلتي آل «جوده» وآل «الطاهر» يوم الإثنين المقبل، عقب الحصول على الموافقات من اللواء عصام ياسين مساعد وزير الداخلية مدير أمن الأقصر وسط إجراءات أحترازية مشددة لمواجهة فيروس كورونا.
تعود أسباب الثأر إلى خلافات أسرية بين العائلتين ليقع قتيل من عائلة آل 'جوده'، وتم حبس القاتل من آل 'الطاهر' لمدة 7 سنوات عقوبة لفعلته، وقضى فتره الحبس منذ عامين مضوا، ومن إنهاء الخصومة فيما بينهم بعد غدًا.
كانت محافظة الأقصر شهدت آواخر فبراير 2020 قبل انتشار وباء كورونا بمصر أخر إنهاء خصومة ثأرية، والتي أجريت بقرية أرمنت الحيط التابعة لمدينة أرمنت غرب المحافظة، حيث أنهت لجنة المصالحات خصومة ثأرية بين عائلتى 'الروافعة آل كمونة والجماملة آل حفنى'، برعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وذلك بحضور اللواء أيمن راضى مساعد وزير الداخلية مدير أمن الأقصر 'السابق'، والدكتور عباس شومان رئيس لجنة المصالحات بالأزهر الشريف، وقيادات مديرية الأمن ورجال الأمن العام والمباحث الجنائية، وعدد من القيادات الشعبية، وممثلين عن الأزهر والكنيسة، والآلاف من أهالى القرية والقرى المجاورة، وتبادل الطرفان التصافح والعناق، مرددين قسم العفو والصلح وإنهاء النزاع بينهما وفتح صفحة جديدة وقبول القودة.