لا تزال البحيرة المقدسة بمعبد الكرنك بمحافظة الأقصر سرا من أسرار الحضارة الفرعونية القديمة، فهى بداخلها مياه ثابتة لا تجف طوال العام، حفرها الملك تحتمس الثالث، وكان يحيط بها سور ضخم قديمًا، ولكنه تَهَدم مع مرور الزمن.
ويقول الدكتور الطيب غريب مدير معابد الكرنك بالأقصر، إنه يوجد على جانبى البحيرة الشمالى والجنوبى مقياس لنهر النيل، لتحديد مواعيد الفيضان كل عام، والبحيرة المقدسة لها مدخلان أحدهما من الجهة الشرقية والثانى من الناحية الغربية، يساعد فى نزول المياه وفى كل جهة، ولها سلالم حجرية تساعد فى النزول للمياه والخروج منها.
ويوضح الدكتور الطيب غريب مدير معابد الكرنك، إن الكهنة كانوا يتوجهون إلى البحيرة المقدسة بالكامل للاغتسال بها قبيل البدء فى أداء أية مراسم دينية أو احتفالات قومية تحضرها الآلهة، ويتم تغذيتها بالمياه عن طريق قناة تربط البحيرة بمياه النيل، والتى شيدها الملك تحتمس الـثالث.
وتابع أن البحيرة المقدسة المياه فيها ثابتة ولا يزيد منسوب المياه أو ينقص حتى مع تغير ارتفاع أو نقصان منسوب النيل من أكثر من 3000 سنة، ولم تجف البحيرة أبدًا، مما يدل على نبوغ وعبقرية المهندسين في العصور الفرعونية الذي راعى عوامل التسرب والتبخر.
ويؤكد مدير معابد الكرنك، أن السيدات اللائي يعانين من مرض العُقم، أو اللاتي لم يحملون عقب شهور من زواجهن، يأتين إلى البحيرة المقدسة لطلب البركات والخوض فيها من أعلى السلالم، والدوران حولها 7 مرات.
ومن جانبها تقول العجوز أمينة يوسف إحدى سيدات الأقصر، إنها تعرف سيدات ذهبن إلى البحيرة بمعبد الكرنك ثم أقمن علاقة جنسيه مع أزواجهن بذات اليوم، وبعدها أصبحن حوامل، فهي طريقة مجربة حقيقة وتعد عادات وتقاليد الصعيد الجوانى.
ويشير الدكتور الطيب غريب مدير معابد الكرنك في الأقصر، بعض الخُرافات المنتشرة أن هلاك البشرية سيبدأ من نقصان المياه في البحيرة المقدسة بمعابد الكرنك في الأقصر التي لم تجف منذ زمن بعيد.