مع انتشار وباء فيروس كورونا المستجد، وفي ظل جهود العلماء في أنحاء العالم لتطوير علاج ولقاح ضد هذا المرض، يقوم فريق بحثي من أساتذة جامعة الإسكندرية بتطوير بروتوكول علاج جديد من شأنه الحد من تكاثر الفيروس، وتجنب المضاعفات الناتجة عن الاصابة به.
فقد أظهرت الأبحاث أن فيروس كورونا المستجد يتمكن من الدخول الى خلايا الجسم والسيطرة عليها وإفقادها لوظيفتها، خاصة خلايا الرئة، مما يتسبب في فشل بوظائف التنفس، وخلايا القلب، فيتسبب في ضعف أداء عضلة القلب، وخلايا الأوعية الدموية، فيزيد من ارتشاح وتجلط الدم بها، وتختلف حدة المرض والأعراض لدي المصابين بالعدوى حسب استجابة مناعة الجسم للفيروس؛ فينتج من محاربة الجسم للعدوي مجموعة من السموم والمركبات المناعية، التي في بعض الأحيان، تحدث أضراراً ومضاعفات أكثر خطورة من الفيروس نفسه، ولذلك، تتضمن البروتوكولات العلاجية على أدوية لمهاجمة الفيروس والقضاء عليه، كما تتضمن أدوية مناعية من شأنها تصحيح مسارات مناعة المريض والتحكم بها.
وقال بيان صحفى صادر عن جامعة الإسكندرية، إن الدراسة الرائدة الجديدة تهدف إلي تقييم فعالية استخدام دواء الإيماتينيب، لعلاج المرضي المصابين بفيروس كورونا المستجد، والذين يعانون من أعراض تنفسية متوسطة إلي شديدة، ويتميز هذا الدواء بالجمع بين الفائدتين: فهو دواء مناعي له القدرة على تصحيح مسارات المناعة لدى المريض، كما أن له أيضا تأثيرا مهاجما للفيروس ويحد من نشاطه، هذا بالإضافة إلى قدرته على تحسين أداء الخلايا المبطنة للاوعية الدموية مما قد يحد من الارتشاح بها.
ويتم تقييم دور العلاج بدواء الإيماتينيب في الحد من تطور المرض، من خلال قدرته على تحسين أعراض المرضي و تعافيهم دون الحاجة إلى استخدام أجهزة التنفس الاصطناعي، كما يتم تقييم سرعة تحسن التحاليل الطبية من دلالات الالتهاب ودلالات التجلط، ومدى تحسن آثار الإصابة بالأشعة المقطعية للصدر.
يذكر أن دواء الإيماتينيب متوفر في صورة أقراص عن طريق الفم، مما يسهل استخدامه وتوفيره لعدد كبير من المرضي.
يأتي المشروع البحثي، الممول من الهيئة المصرية لتمويل العلوم والتكنولوجيا والابتكار، في إطار جهود الدولة المصرية لدعم البحث العلمي، وترسيخ دوره في خدمة المجتمع وفي رفع جودة الخدمة الطبية المقدمة للمرضي.
يحظى المشروع البحثي برعاية الدكتور عبد العزيز قنصوة، رئيس جامعة الإسكندرية، وا.د. وائل نبيل، عميد كلية الطب جامعة الاسكندرية، ويشرف عليه مجموعة مميزة من أساتذة كلية الطب بجامعة الإسكندرية، وهم: ا.د سمير حلمي أسعد، أستاذ أمراض الباطنة والسكر والمناعة، ا.د. عاصم عبد الرازق، أستاذ التخدير والرعاية المركزة، ا.د. محمد حلمي زيدان، أستاذ الأمراض الصدرية، ا.د. عادل زكى، أستاذ الصحة العامة والإحصاء الطبي، و د. هاني سمير أسعد، مدرس الطب الحرج والباحث الرئيسي للمشروع، وذلك بالتنسيق مع ا.د. تامر عبدالله ، رئيس الادارة المركزية للمستشفيات الجامعية بالاسكندرية، وا.د رشا الشنيطى، رئيس وحدة إدارة المشروعات بجامعة الإسكندرية.