حرص وفد من قيادات الجيش المصرى على تقديم واجب العزاء لأسرة الشهيد عبد الغنى الزينى ابن المدينة الباسلة وقاموا بتسليم كافة مقتنياته الشخصية لأسرته، لحظات مريرة مرت بها الأم و هى تحتضن الأفارول 'ما تبقى من ابنها'، وتقبل سلسلته.
وفي أثناء تقديم واجب العزاء للأم المكلومة لم تتوقف عن التساؤلات بل وكانها أرادت أن تعيش اللحظات التى عاشها فلذة كبدها.
وقالت والدة الشهيد عبد الغنى الزينى لـ'أهل مصر': 'بمجرد أن رأيتهم وكأنني رأيت ابنى بل 'شميت ريحته فيهم' لذلك كان يجب أن أطمئن قلبى و أسأل على اللحظات الأخيرة التى عاشها و كيف واجه الإرهاب الغشيم وكيف لاقى ربه'.
وتابعت 'أكيد هو بطل و الأكيد إنه فى الجنة عند اللى خلقه وها يعيش مرتاح لأنه يا قلبى لم يرتح فى حياته بل 'شال المسؤلية' من صغره، كلمات تقولها 'أم البطل'، فى عيونها حزن ممزوج بالفخر ولكن دموع قلبها تتغلب على فخرها لتخرج وتنزف دون أن تدرى'.شهيد الوطن عبد الغنى الزينى
جلست بجوار زميل ابنها فى الكتيبة الجندي المقاتل 'أمير' وسألته وهى تطبطب على كتفه وقالت 'يا ضنايا أكيد أنت شوفت عبد الغنى قبل ما يموت.. لا أقصد قبل ما يستشهد وبدأ أمير يروى لها اللحظات الأخيرة قبل أن يسجل فى تاريخ مصر بطلا جديدا.
فقال (خرجنا لمداهمة وكر إرهابي وكان الشهيد عبد الغني مسئولاً عن التعامل مع السلاح المتعدد الذي يكون على رأس السيارة المدرعة، إلا أنه قبل استهداف الوكر الإرهابي فوجئنا بوابل من الرصاص من أسلحة متطورة في اتجاهنا لم نكن نعلم ما يحدث لـ'عبد الغني'، الجميع يطلق من الأسلحة الآلية تجاه الإرهابين، حتى سمعنا صوتاً عالياً يقول 'إدوني سلاح يا جدعان واصبروا'.الشهيد البطل عبد الغنى الزينى
جنازة شهيد الوطن عبد الغنى الزينى
وفجأة احتضنت الأم الجندى 'أمير' الذى ضم ابنها فى أحضانه عند شهادته و قال أمير لشقيق الشهيد عبد الغنى 'لا تحزن وأفتخر أنك شقيق البطل'.
وفى مشهد آخر من أركان المنزل الصغير البسيط الذى حرم من صاحبه تجلس خطيبة عبد الغنى وتسمع بصمت عميق روايات أصدقائه وتسرح بخيالها وتقول فى نفسها 'كان عندى حق إنى أحبه'، قلبها يخفق فقد عاشت قصة حب لم تكتمل واليوم قلبها به صرخة.
جنازة شهيد الوطن عبد الغنى الزينى