الإهمال يغتال قصر رائدة الحركة النسائية هدي شعراوي بالمنيا.. المبنى يواريه التراب وتقطنه الأشباح دون حراسة (فيديو وصور)

قصر تسكنه الأشباح، بعد أن كانت تسكنه رائدة الحركة النسائية التي ساهمت في تغيير شكل الحياة في مصر، حيث تحول القصر إلى كتلة من الخراب بسبب الإهمال على مدى السنوات.

قصر هدي شعراوي بمدينة المنيا، أصبح يتوارى خلف لافتات الدعاية سواء التجارية أو الانتخابية، وتشوهت واجهته ومداخله وأبوابه التي غطتها قطع خشبية حلت محل القطع المكسورة بها.

وعلي الرغم قيمة وقامة قصر هدي شعراوي ومكانتها في التاريخ ودورها القيادي الثائر ضد قمع الناس إلا أن قصرها لم يعد شاهدا علي تاريخها النضالي لعدم تسجيله كأثر يجب الحفاظ عليه من قبل وزارة الآثار، علي الرغم من وضع لافتة تعلو باب القصر تؤكد بأثرية القصر الذي طمست ملامحه التاريخية.

وتوضح اللافتة التي تعلو قصر هدي شعراوي أن القصر هو مبني أثري ذو طابع معماري وتاريخي مميز بقرار اللجنة العليا رقم 10 لسنة 1998، وجار ترميمه والحفاظ علي طابعه الأثري إنفاذا لقرار النائب العام لعام 2009.

يقول علي رشاد، أحد أهالي مدينة المنيا، إن قصر هدي شعراوي رغم تاريخه لا توجد عليه أي حراسة أمنية وهو واضح أمام الجميع، لافتا إلي أن القصر لا يدخله أحد وتكسوه الأتربة ومغلق بالأقفال الحديدية، مشيرا إلي أن الشكل العام لباب القصر لا يليق به حيث بعض القطع الخشبية القديمة وأجزاء من لافتات أحد مرشحي مجلس النواب وهذا لا يليق بمكانته كقصر هدي شعراوي التي مازالت قصتها تروى في كتب التاريخ والكتب المدرسية للأجيال الصغيرة في المدارس.

من جانبه يقول فرج عوض، إن عددا كبيرا من الأهالي لا يصدقون أن هذا القصر المنهار هو قصر رائدة الحركة النسائية هدي شعراوي فى مصر ابنة الباشاوات وزوجة علي باشا شعراوي، موضحا أنه رغم وجود لافتة تعلو باب القصر تؤكد أثرية القصر إلا أنها فقط لافتة ولم نلمس أي إهتمام من قبل وزارة الآثار تجاه هذا الأثر الذي يروي قصة ابنة من أبناء الصعيد فعلت ما لا يمكن لغيرها فعله في العصر الذي كانت تعيش فيه.

ويقول علي شبل، إن قصر هدي شعراوي طمست ملامحه وسيطر الصدأ علي ملامح أبوابه ونوافذه وهذا واضح جدا في واجهته، لافتا إلي أن المبني يغطيه عدد من الأشجار ويقوم البعض باستخدام المساحة الفارغة أمامه كجراج للعربات دون مراعاة للمبني التاريخي، مشيرا إلي هناك عدة محاولات حدثت في سنوات ماضية للتعدي علي المنزل وهي لا شك محاولات لوأد آخر ما تبقي من سيرة هدي شعراوي واستغلال المنزل وإجبار ورثته علي بيعه ويوجد عدد كبير ينتظر لحظة عرضه للبيع لموقعه الجغرافي المتميز والذي يطل علي نهر النيل مباشرة ويجاوره عدد من المعالم الأثرية.

يذكر أن قصر هدي شعراوي تعرض في مطلع يناير 2018 إلي إنهيار جزئي لعدد من الغرف داخل القصر وقررت الأجهزة التنفيذية آنذاك بتشكيل لجنة تصم التفتيش الهندسي، الإدارة الهندسية، ورئيس الحي، وممثلي الإسكان، وتمت المعاينة التي أوضحت تعرض 3 غرف داخل القصر للإنهيار وطالبت بالإبقاء علي حالة القصر كما هي.

وكان مساعد وزير الآثار رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية الأسبق، الدكتور محمد عبد اللطيف، أكد خلال تصريحات إعلامية، عدم أثرية قصر هدي شعراوي بمحافظة المنيا، وأن القصر غير مسجل في عداد الآثار الإسلامية والقبطية ولم يتم تسجيله مسبقا كما أشيع، وأشار أن اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية كانت قد ناقشت في عام 2009 دراسة مقدمة لها لتسجيل القصر ضمن عداد الآثار الإسلامية والقبطية، وبناء عليه تم تشكيل لجنة لمعاينة القصر والتي أوصت بعدم تسجيله، وعليه أصدرت اللجنة الدائمة قرارها في السابع من مايو 2009 بعدم تسجيل القصر كأثر.

ونور الهدى محمد سلطان' المعروفة ب هدى شعراوي، هي ابنة محافظة المنيا، رائدة حركة النضال النسائية، ابنة محمد سلطان باشا رئيس مجلس النواب المصري الأول في مصر في عهد الخديوي توفيق.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً