اعلان

انتشل 50 جثة دون أدوات غطس بقنا.. صابر "الحوت" قوة إنقاذ بمفرده ويرفض تقاضي أموال.. الأهالي استقبلوه بالزغاريد لعثوره على غريق بعد 4 أيام (فيديو)

«الحوت» اسم اشتهر به الرجل الخمسيني لكثرة الجثث الغارقة التي انتشلها من النيل والترع وقناطر نجع حمادي، 30 عامًا قضاها في النيل شاهد خلالهم قصص وحكايات مثيرة مع الجثث، لا يوجد للخوف مكان في حياته يحتضن الجثث ويغمض عيونهم، سُمي بالغطاس كونه يلقي بنفسه في المياه بمجرد سماعه بحالة غرق دون اللجوء لجهاز أكسجين أو بدلة غطس دون إتخاذ أجر مادي، جعلها مهنة أساسية في حياته مثل وظيفته الحكومية ولكن بالتطوع وأصبحت زوجته وأطفاله فخورين به، تميز أيضًا بنفسه الطويل الذي ساعده من انتشال الجثث على بعد 15 مترًا في النيل، وشهرته وصلت لحد الاستغاثة به من محافظات أخرى.

قصة الحوت مع الجثث الغارقة

حاورت «أهل مصر» العم صابر فكور اسكندر، 51 عامًا، موظف بالري، ويعمل صيادا بالفترة المسائية، مقيم بقرية الرزقة بمركز أبوتشت، شمال محافظة قنا اشتهر بأسماء عديدة منها «الحوت، والغطاس» لاستطاعته على انتشال الجثث الغارقة دون إرتداء جهاز أكسجين أو بدلة غطس، وذلك للتعرف على قصته وحكاياته والمواقف التي شاهدها أثناء ممارسة عملية انتشال الجثث الغارقة رغم أنه غير موظف بهيئة الإنقاذ النهري.

محررة أهل مصر أثناء لقائها مع الحوت لانتشاله الجثث الغارقة في قنا

قال «الحوت» إنه بدأ في انتشال الجثث منذ قرابة 30 عامًا مع بداية عمله كصياد، وكونه مقيم بالقرب من مكان تحدث فيه حالات الغرق بصفة مستمرة وهو قناطر نجع حمادي الشهير بابتلاعه لجثث الشباب، فكان كلما شاهد غريقا يغطس مرة واحدة فقط وينتشل جثته عكس قوات الإنقاذ النهري التي تستغرق أياما أحيانًا في انتشال جثة، ولهذا اشتهر في جميع قرى أبوتشت حتى في محافظة سوهاج «بالحوت» الذي ينتشل جثث الغرقى في أسرع وقت.

انتشال الجثث الغارقة لوجه الله

«بنتشل الجثث ثواب لوجه الله»، وأضاف «إسكندر»، أن أسر عديدة عرضت عليه مبالغ مالية مكافأة على انتشال جثث غرقاهم لكنه كان يرفض أخذ أجر واعتبرها ثوابا لوجه الله، مبينًا أنه ينفق على أطفاله من عمله بهيئة الري ويساعد عليها بالعمل صيادا في الفترة المسائية لتلبية احتياجات أسرته، وانتشاله للجثث مجانًا عمل تطوعي لخدمة الأسر في العثور على جثث أبنائهم الغارقة لتخفيف جزءًا من حزنهم وحسرتهم بالعثور عليهم ودفنهم.

انتشل الحوت 50 جثة غريق

وذكر «الحوت»، أنه انتشل أكثر من 50 جثة طوال ال30 عامًا في عمله كصياد، معظمهم شباب وأطفال انتشل جثثهم من أماكن مختلفة وقرى بعيدة عن محل إقامته لكنه كان لا يتردد رأفة بذويهم مشيرًا إلى أن أكثر الأماكن التي سجلت حوادث الغرق هي قناطر نجع حمادي القديمة خاصة مكان الهاويس، وحذر كثيرًا الشباب من الإقتراب من هذه الأماكن لكن لا حياة لمن ينادي، بل يتوافدون عليها بكثرة خاصة في المناسبات ولا توجد مناسبة إلا وسجلت قناطر نجع حمادي حالة غرق.

زغاريد وصراخ

«زغاريد وصراخ» وحكى العم «إسكندر»، عن أصعب موقف شاهده خلال انتشال الجثث منذ بدايته هو عندما تم الاستغاثة به لانتشال جثة طفل لم يكمل 10 أعوام، بعدما فشلت قوات الإنقاذ النهري في العثور عليه لمدة 4 أيام، وكانت الواقعة بقرية بعيدة عنه تابعة لمركز أبوتشت، مباشرة ذهب لهذه القرية مع أهلية الغريق لانتشالها وبالفعل عثر عليها من أول مرة غطس فيها وجده معلق في شجرة بعد 200 متر من المكان الذي غرق فيه وعندما شاهد أهل الغريق الجثة استقبلوها بالزغاريد تارة للعثور على جثته والصراخ على فقدانه تارة أخرى، ذلك الموقف الوحيد الذي أبكاه أيام طويلة وتأثر به لدرجة أنه قرر عدم انتشال الجثث مرة أخرى لكنه لم يستمر في ذلك وعاد مرة أخرى رأفة بأهلية الغريق.

WhatsApp
Telegram