دموع الفرحة الممزوجة بالدهشة ملئت عيني الأم، عندما عاد ابنها «محمود»، مجددا إلى أسرته وقريته بالأقصر، ولم تسعفها الكلمات للتعبير عن مدى شوقها إليه وحزنها على فراقه، وحزن أبيه على غيابه الذي فقد عقله وأصيب بجلطة بسببه.
تروي سليمة، 64 عاما، والدة الشاب المتغيب، لـ أهل مصر، القصة من البداية، فتقول: 'لم أفقد الأمل فى عودة فلذة كبدي الذي خرج فى أحد أيام شهر أكتوبر في عام 2008، ولم يعد من حينها للمنزل، ولم يدلنا على طريقه أحد'.
وقالت إنهم لم يتركوا بابًا مفتوحًا إلا وطرقوه، أملا في عودة نجلها إليها مرة أخرى، واثقة بأن الله سيجبرها ويستجيب لدعوتها ويحمي نجلها من كل سوء.
وتابعت الأم بقولها إن دموعها لم تجف منذ عدة أعوام، وقلبها ظل مشتعلًا حزنا على نجلها المفقود 'محمود' والذي يشتهر بـ'أشرف حامد'، عقب تغيّبه عنها منذ 13 عامًا و10 أشهر.
وأشارت إلى أن نجلها كان يعمل مزارعا في أرضهم الزراعية ، وكان يساعد والدها عندما كان عمره 22 سنة وشهرين.
وأوضحت الأم، أن زوجها حامد الضوي أبو العلا، يبلغ من العمر 60 عاما، أُصيب بجلطة فى المخ نتيجة حزنه الشديد على تغيّب ابنه، وشعوره بأنه فقد أحد أبنائه الستة إلى الأبد، مشيرة إلى أن دموع زوجها لم تجف يومًا، حتى عقب إصابته بالجلطة ومُكوثه فى البيت وعدم مقدرته على الخروج لأى عمل وظل يبكي كالأطفال.
وتوجهت لجنة من التضامن الاجتماعي إلى منزل أسرة الشاب العائد إلى أسرته فقد سنوات من فقدانه، بقيادة إبراهيم محمود الضوي، مدير إدارة التضامن الاجتماعي بإسنا، لتقديم مساعدات مالية واستخراج بطاقة شخصية للشاب، وشهادة ميلاد، وفيزا تكافل وكرامة، تنفيذًا لتوجيهات الدكتورة نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي، والمستشار مصطفى ألهم، محافظ الأقصر، ووكيل وزارة التضامن الاجتماعي، بتقديم كافة سبل الدعم للأسرة.
وعاد الشاب لأسرته، عقب نشر صوره على وسائل التواصل الاجتماعي، ومناشدة المواطنين بمن يتعرف عليه سرعة الاتصال على أهله، حيث ذهبت شقيقته وزوجها إليه في القاهرة وأقنعته بالعودة إلى أهليه مرة أخرى.