الزوجة الجدعة رزق.. "أميمة" تبدع في تشكيل الأخشاب لمساعدة زوجها في المعيشة (فيديو وصور)

"أميمة" تبدع في تشكيل الأخشاب
"أميمة" تبدع في تشكيل الأخشاب

'كنت أجلس بجوار والدتي وأنا طفلة صغيرة أتعلم منها كيفية استعمال الماكينة حتى أستطيع تفريغ الرسومات، أو ما يسمى فن الأركيت'، بهذه الكلمات بدأت أميمة كامل، التي تبلغ من العمر 47 عاما، تروي لـ'أهل مصر'، قصة كفاح وتحديها للظروف الاقتصادية الصعبة.

تقول 'أميمة': 'كانت والدتى تساعد والدى مريض السرطان والذى كان يعمل نجارًا، إلى أن داهمه المرض وتوفى، و ترك مسؤولية كبيرة بل همًّا كبيرًا. تمثل في 6 بنات ووالدتهم'.

الزوجة الجدعة رزق

20 عاما من الكفاح والصبر

وتضيف 'أميمة': اشتغلت فى 'الأركيت' منذ أكثر من 20 عاما ولم أرث مهنة 'الأركيت' عن والدتى فقط بل ورثت منها الصبر والجدعنة، فأنا أساعد زوجي الذي يعمل 'أرزقي' فهو يوم يعمل وعشرة أيام بلا عمل، ولدينا 3 أبناء يحتاجون إلى مصروفات والتزامات كبيرة فكان لابد من عملي وبالفعل اشتغلت فى 'الأركيت' وهو عمل يعتقد البعض أنه سهل وبسيط إلا أنه صعب جدًا، ويحتاج إلى إتقان ويقظة باستمرار.

قصة كفاح اميمه

تعمل ببواقى الأخشاب

وتُتابع: 'تعرضت للإصابة فى يدى، كما أن نشارة الأخشاب المتطايرة من الماكينة تؤثر على صدرى بشكل كبير وللأسف أسعار الأخشاب أصبحت غالية جدًا ولذا فأنا أتعامل مع بواقى الأخشاب (فائض) من النجارين وأشتريها بسعر قليل وأبدأ فى استعمالها بوضع رسومات عليها ثم أقوم بتفريغها على الماكينة، لتظهر بشكل بارز وأظل فى العمل طوال اليوم حتى أستطيع أن إنجاز وتوفير الكميات المطلوبة'.

اميمة قصة كفاح و تحدى

واستطردت 'أميمة': 'أقيم مع والدتى التى تحملت المسؤولية منذ وفاة والدي، كما قامت بخدمة والدى أثناء مرضه بالسرطان دون كلل أو ملل، فكانت نعم الزوجة ونعم الأم وقامت بتزويجنا جميعًا 6 فتيات، وعندما تزوجت ومرت حياتى بظروف اقتصادية صعبة وجدت نفسي أعيد سيناريو حياة والدتى، ووقفت بجوار زوجى إلى أن وصلت ابنتى إلى المرحلة الجامعية ولديّ 2 من أبنائى فى مراحل تعليمية مختلفة'.

قصة كفاح و تحدى

قرض 'بشاير الخير'

وأردفت: 'لقد قمت بعمل قرض من جمعية المشروعات الصغيرة 'قرض بشاير الخير' منذ أن كانت قيمته 500 جنيها إلى أن وصلت إلى 10 آلاف جنيها فهو يساعدنى كثيرًا من أجل شراء الأخشاب والغراء والمسامير بل ساعدنى فى الورشة الصغيرة التي فتحتها بمنزل والدتي'.

اميمة ست ب ١٠٠ راجل

واختتمت 'أميمة' حديثها، قائلة: 'الحمد لله ربنا بيرزقنا ولم نحتاج لأحد وأجمل شىء فى الدنيا هو الستر وعدم الاحتياج فالعمل والكفاح ليس عيبًا بل هو نعمة وفضل من الله ومجرد أن تجد السيدة عمل وتحترف فيه وتبدع وتتقن فهذا رضا من الله أيضًا'.

والدة أميمة

فيما روت والدة 'أميمة'، أن زوجها كان يعمل نجارا و ساعدها فى فتح مشروع ورشة الأركيت ولكن داهمه المرض 'كبد وسرطان' وظل مريضا مدة 18 عاما إلى أن توفى منذ 22 عاما وترك لها 6 فتيات علمتهم وزوجتهم، مضيفة: 'الحمد لله بأننى سترت بيتى وبناتى فأنا ورثت الجدعنة من زوجى ولم أمد يدى لأحد واستطعت تربية 6 بنات وزوّجتهم بعملى الأركيت، حيث كنت أستيقظ من الفجر حتى أعمل على هذه الماكينة من أجل عدم الاحتياج'.

قرض بشاير الخير

ومن جانبها أكدت سميرة فوزى، مدير إدارة التوعية والإعلان بجمعية المشروعات الصغيرة ببورسعيد، أن مشروع 'أميمة' من المشروعات النادرة والناجحة، مضيفة أنه 'عند متابعة تلك المشروعات نقوم بتدعيمها باستمرار بإبرازها وتيسير منحها قروضا بعد التزامها بسداد القروض السابقة وهى عميلة بالجمعية منذ 10 سنوات وملتزمة بسداد القروض فى مواعيدها'.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً