يعد سبيل مياه حسن ياقوت في منطقة الباب الأخضر التابعة لحي الجمرك بمحافظة الإسكندرية هو السبيل التاريخي الوحيد في مدينة الإسكندرية الموجود الآن.
وتعود فكرة ظهور السبيل إلى فترة العصر الأيوبي ثم شهدت تطورًا كبيرًا في العصر المملوكي ثم العثماني من توفير المياه للعامة وتوفير مصدر دائم ونظيف للمياه للأهالي في مناطق تواجد الأسبلة.
وتستعرض 'أهل مصر' تاريخ السبيل الذي تعدى عمره 108 سنوات في أقدم المناطق التي توجد بها عدة أماكن أثرية، والذي لم تقم الآثار بتسجيله رغم قيمته التاريخية، والذي يعكس روح التكافل بين فئات المجتمع منذ القدم.
اللوحة التاريخية عمرها 108 سنوات
قال آدم أبانس، أحد الباحثين في التراث بمحافظة الإسكندرية، إن مدينة الإسكندرية تعتبر من المدن ذات الوجهات السياحية في مصر لأنها تتميز بسحرها الخاص و طبيعتها التاريخية الفريدة لذلك لقبت بعروس البحر الأبيض المتوسط فهي مدينة الإسكندرية الرائعة.
وأضاف 'أبانس' لـ'أهل مصر'، أن منطقة اللبان التي تقع في حي الجمرك يوجد بها عدد من المناطق الأثرية منها 'صهريج الباب الأخضر - منطقة كوم الناضورة الأثرية - صهريج ابن بطوطة - صهريج إسكال' وأيضًا يقع بها منطقة ميناء الإسكندرية.
وأوضح أن سبيل حسن ياقوت الموجود في منطقة الباب الأخضر هو في مبني بالقرب من مسجد نظير ومسجد المنير ومكتوب أعلى الباب 'توكلت على الله هذا السبيل أسسه حسن ياقوت عام 1335 هجريا'، وتوجد لوحة رخامية بطول باب منقوش عليها آيات قرآنية، وبعرض اللوحة يظهر عليها أنها قديمة منذ إنشاء السبيل.
وقالت إسراء حسن، بكالوريوس آثار بالإسكندرية، إن إنشاء أسبلة المياه في ربوع مصر القديمة دليل على روح الخير والتكافل الاجتماعي من الأثرياء للفقراء وتقربًا لوجه الله تعالى، وتعود فكرة ظهور الأسبلة إلى فترة العصر الأيوبي 1171م - 1250م، ثم شهدت تطورًا كبيرًا في المملوكي والعثماني من توفير المياه للعامة ومع أواخر القرن الـ 19 فقدت الأسبلة التي تفوق الـ200 سبيل، وتنتشر في ربوع القاهرة، قيمتها ومكانتها الاجتماعية بعد تأسيس شركة المياه سنة 1869، وتوفير مصدر دائم ونظيف للمياه.
لافتة باب سبيل حسن ياقوت
وأضافت 'حسن'، أن أشهر الأسبلة في العصر المملوكي، كان أبرزها سبيل'السلطان الغوري' عام 1504م، وهو ذو قيمة معمارية فريدة، فهو أكمل الأسبلة المملوكية من حيث عناصره المعمارية المميزة له، وهو يقع ضمن مجموعة السلطان الغوري الرائعة وعدد أخر منها 'خسرو باشا' بمنطقة النحاسين، وسبيل 'الأمير محمد'، وسبيل'القزلار'، وسبيل' مصطفى سنان'، وسبيل 'عبد الرحمن كتخدا' حاكم مصر عام 1744م، وسبيل 'أبو الإقبال عارفين بك'، وسبيل 'أمين أفندي بن هيزع'، وسبيل 'إبراهيم بك المناسترلي'.
ومن جانبه كشف مصدر بوزارة الآثار، أن شارع الباب الأخضر ومنطقة اللبان يوجد بها عدد من المناطق الأثرية المسجلة في وزارة الآثار لم تُضم، مضيفًا أن مبنى سبيل حسن ياقوت غير مسجل في تعداد المناطق الأثرية، وأن اللوحة الرخامية والكتابة الموجودة عليه تعود إلى 108 سنوات، وأن تسجيل المباني والمناطق الأثرية يكون بناء على قرار من اللجنة الدائمة بوزارة الآثار.
يذكر أن الأسبلة تطورت في العصر العثماني بعد أن كانت ملحقة بالمسجد في العصر المملوكي، حيث بنوا سبيلًا منفصلًا في كل حي عبارة عن بناء مربع بواجهة نحاسية لخدمة العامة والفقراء، وأيضا كنوع من الوجاهة الاجتماعية إذ ارتبط كل سبيل باسم صاحبه من الأمراء أو الأغنياء في المناطق والأحياء الشعبية، مثل حي الجمالية والسيدة زينب والغورية.