'تقدمت بأوراقى فى مسابقة الأم المثالية فى العام الماضى، والحمد لله أنني كنت من الخمسة الأوائل على مستوى محافظة بورسعيد، وهذا العام 2022 حصدت لقب الأم المثالية الثانية على مستوى المحافظة، بعد أن هاجمنى مرض السرطان هذا العام'، هكذا بدأت تسرد الحاجة عائشة السيد محمد، التي تبلغ من العمر 69 عاما، لـ'أهل مصر' قصة كفاحها لتربية أولادها ومع مرض السرطان.
تقول الحاجة عائشة: 'داهمني مرض السرطان هذا العام ونفس المرض الذي توفى به زوجي، وأصبحت أتلقى جلسات الكيماوى كل أسبوع، وتذكرت عندما أخفى عني زوجى مرضه لسنوات طويلة، وكأنه كان يؤهلني لأن أتقبل الحياة بدونه، فقال لي اجمدي يا عائشة أنا دعوت لك أن يعينك الله من بعدي على تربية أبنائنا الثلاثة، ربنا يقويكي ويكرمك فبتلك العبارات أوصانى زوجى على أولادى وعلى استكمال المسيرة معهم من بعده'.
وتُضيف: 'زوجي مجدي البربري، كان يعمل مديرا لكلية الدراسات الإسلامية ببورسعيد، وأنا كنت معلمة جغرافيا بمدرسة 6 أكتوبر الثانوية للبنات، وانتدبت للعمل في المملكة العربية السعودية إعارة'، متابعة: 'سافر زوجي معي، وكانت طبيعة عملي هناك في التوجيه، وكان بالنسبة لي عملا جديدا لم أكن مُدرَّبة عليه، ولكن أخذ زوجي يعلمني إلى أن نجحت نجاحا كبيرا وأشاد الجميع بأدائي الوظيفي، بل تركت بصمة كبيرة هناك بداية من المرحلة الابتدائية ونهاية بالثانوية، وقالوا لي 'أنت صورة مشرفة لمصر'، وطلبوا مني مد سنوات الإعارة'.
وتُتابع الحاجة عائشة: 'مرت السنوات وأنجبنا 3 أبناء، كانت المعيشة صعبة في بداية الأمر إلا أنني كنت أستطيع تدبير راتبي على راتبه ولا نحتاج لأحد، كنت دائما فخورة بأنني زوجة لهذا الرجل الذي يحفظ كتاب الله 'القرآن الكريم'، والذي غرس وبث في نفوس أبنائنا الثلاثة القيم والمبادئ الدينية السامية'.
واستطردت الأم المثالية: 'كان زوجي أول رجل يتولى منصب كلية للبنات 'كلية الدراسات الإسلامية'، وقالت عنه الراحلة العظيمة الدكتورة عبلة الكحلاوي 'لن آمن أن يتولى مديرا لكلية البنات سواك لأنك رجلا على دين وخلق'، فهو أول من طالب بمدينة جامعية للفتيات الملتحقات بكلية الدراسات الإسلامية، وظل يتابع إلى أن تم إنشائها بالفعل، وظل زوجي يعاني من مرض الكنسر على مدار 6 سنوات، وهو يخفي عني مرضه، وعندما ينتابني شعور بأنه مريض كان يخبرني أنه شيء بسيط، وتوفي زوجي منذ ١٥ عاما، تاركا لي إرثا كبيرا كان لابد أن أكبره 'ثلاثة أطفال'، في سن خطير 'مرحلة التشكيل' وأوصاني قبل وفاته، وقال لي 'أنتي هتقدري تكملي من بعدي'، كلماته وضعت أحلامه أمامي وكان لابد أن أحققها فكان يحلم بأن يكون أبنائه مهندسين.
واستكملت الحاجة عائشة حديثها: 'كنت أذهب إلى عملي وأراعي الله فيه، فلم أعطي درسا خصوصيا لأحد بل كنت أساعد الطالبات في كل وقت دون مقابل، وأعتبر أن المقابل يجزيني الله خيرا في أبنائي، حتى أصبحت موجه عام دراسات اجتماعية'.
وأردفت: 'مرت الأيام وكلما كبر أبنائي كلما زادت المسؤولية فكان لابد أن أفكر في دخل يعينني بالإضافة إلى مرتبي ومعاش زوجي، قمت بعمل 'جمعيات وقروض واشتريت سيارة أجرة تاكسي'، حتى أستطع أن أحقق حلم زوجي الغالي، وبالفعل مرت الأيام ولم تكن سهلة ولا سريعة، وتحقق حلم زوجي ورغبة أبنائي، حتى أصبح ابنى الكبير محمد يبلغ من العمر 32 عاما بكالوريوس هندسة تخصص كهرباء، وأحمد 30 عاما بكالوريوس تجارة، ومحمود 28 عاما بكالوريوس هندسة 'مدني'، وتزوج اثنين من أبنائى و ما زال محمود معي لم يتزوج'.
واختتمت الحاجة عائشة حديثها: 'تقدمت لمسابقة الأم المثالية التي أعلنت عنها وزارة التضامن الاجتماعي للعام الثانى على التوالى، وقلت لو حصلت عليها ستكون مفاجأة لأبنائي، وأردت أن أكلل مشواري معهم بهدية، ولكن ليس لي بل لهم ولزوجي الذي يستحق التكريم بعد وفاته والحمد لله حصلت هذا العام على المركز الثانى على مستوى محافظة بورسعيد وإن شاء الله لو ربنا كتب لى عمرا العام القادم سوف أقدم فيها أيضا رغم أننى أصبحت مريضة بنفس مرض زوجى 'السرطان' وأتمنى أن أترك وساما لأبنائى يضعونه على صدورهم وهو لقب الأم المثالية كما أتمنى أن أقابل الرئيس السيسى وأشكره على اهتمامه بالمرأة المصرية وإنجازاته العظيمة لمصر ولقد حلمت مرارًا و تكرارًا بانه يكرمنى لذا لن أيأس من الحصول على لقب الأم المثالية الاولى إن شاء الله فى العام القادم.