بعيون مليئة بدموع الفرح، وابتسامة كبيرة تنير وجهها، وقبلة على جبين ورأس، ويدي والدتها، عبرت ' مريم محمد إبراهيم' ابنة قرية المساوية التابعة لمركز ومدينة إسنا جنوب محافظة الأقصر، عن سعادتها وتفوقها وحصولها على المركز الأول على مستوى محافظة الأقصر فى الشهادة الإعدادية، مؤكدة أن سر تفوقها هذا هو دعم أمها ومساندتها لها وبذل قصارى جهدها معها أيام الدراسة والإمتحانات.
وأوضحت الطالبة المتفوقة، أنها فور سماعها للنتيجة، وجدت أمها تحتضنها بشدة ودموع الفرح تسيل من عيون كلا منهما، ثم توجهت للسجود ربها، ثم قامت بتأدية صلاة ركعتين شكر لله على تحقيق أمنيتها التي كانت تدعوا الله بها دائما، لافتة إلى أنها بالرغم من بذلها قصارى جهودها فى المذاكرة وتمنيها هذا المركز، وتوفير أهلها لها كل سبل الراحة أثناءالإمتحانات إلا أنها لم تكن تتوقع تحقيق أمنيتها بهذه السهولة، حيث أنها كانت تتوقع الأولى على المركز ولكن نبأ فوزها بالأول على المحافظة تعتبره هو المفاجأة العظمى فى حياتها التي لا تساويها أى فرحة .
وتقول ' فدوة سعيد محمد ' والدة الطالبة، والتي تعمل مدرسة رياضيات بمدرسة المساوية الإعدادية، أنها عندما أخبرها ' محسن أحمد' مدير إدارة إسنا التعليمية، بتفوق ابنتها، الدنيا لم تكاد تسعها، وقلبها كاد يخرج من جسدها من كثرة تراقصه بالفرحة والسعادة لرؤية حصادها ثمرة تعبها، مشيرة إلى أنها كانت تتابع مع ابنتها منذ بداية الدراسة ثم صارا يركزان على المذاكرة والمراجعة بالدقة فى الكتب والملازم والملخصات آخر ثلاثة أشهر فى العام، مع توفير الجو العام لفلذة كبدها التي تصفها بأنها جوهرة المكان لطيبتها وحنيتها على واخوتها ووالديها وكسب رضاهما، الصفات التي تجعل والديها دائما يدعوا لها بالتفوق والنجاح والسعادة فى حياتها.
ولفتت الطالبة المجتهدة، إلى أنها أن ترغب فى استكمال دراستها، بالثانوية العامة، وتحلم بدخول كلية الصيدلة، حتى تصير دكتورة صيدلانية تستطيع أن تقدم للمرضى العلاج الصحيح الذي يخفف عنهم، موضحة أن هذه الأمنية فى الحقيقة رغبة والدتها التي تمنتها منذ صغرها حينما لما يخدمها الحظ هي فى دخول هذه الكلية، فإذا دخلت هي الصيدلة بذلك تحقق أمنية أمها وتدخل عليها مصدر السعادة، وتجعلها تفخر بعملها الذي تسبب فى دخول ابنتها الكلية التي هي رغبتها منذ صغرها.
وتوجه محسن أحمد، مدير إدارة إسنا التعليمية، إلى منزل الطالبة ليقدم لها التهنئة بنفسه، موضحا أن هذا التفوق ليس بجديد على أبناء إسنا، حيث اعتادت إسنا كل عام على خروج نماذج مشرفة مثل مريم، تحصد المركز الأول على الأقصر، وهناك بعد الطلاب فى مسابقات آخرى يحصدون مراكز على مستوى الجمهورية، لتفوق أبناء إسنا ونقاء عقولهم وتركيزهم على التعليم ووجود روح الطموح والتحدي والكفاح داخلهم، إضافة إلى تمسكهم بحفظ القرآن الكريم.
وأضافت مريم بأنها لم تحدد ساعات معينة لمذاكرتها، بل كانت تبدأ مذاكرة حينما تعود من الدروس الخصوصية التي تأخذها فى جميع المواد، وأن والدتها كانت تحفزها بالكلام المعنوي، ثم تذاكر معها المواد وخاصة
الرياضيات لإنها تخصصها، لافتة إلى أنها تخصص وقتا إلزاميا كل يوم لقراءة ومراجعة جزأ من القرآن الكريم، خاصة أنها تعشق حفظ القرآن من صغرها حيث أنها فازت بالعديد من المراكز فى مسابقات القرآن، وتم تكريمها بشهادات تقدير من نواب مجلس وغيرهم.
وتوجهت مريم بالشكر لوالدها ' محمد إبراهيم أحمد' المعلم بمدرسة العضايمة الإبتدائية المشتركة، الذي كان له دور كبير في نجاحها وتفوقها من خلال دعمه لها بالكلام والتوجيه الصحيح، كما توجهت بالشكر لأختها ' فاطمة محمد' التي تركت دراستها بالمعهد الفني الصحي بأسوان، أيام امتحانات أختها لتقف بجوارها وتساعدها فى المذاكرة، كما توجهت بالشكر والعرفان لوالدتها التي تعتبرها سر تفوقها فى الحياة، ولمعلميها الذين بذلوا قصارى جهدهم معها فى الشرح والتحليل والمراجعة ولأخيها إبراهيم الذي كان يدعمها دوما، متمنية من الله دوام تفوقها وتحقيق حلمها وحلم والدتها بدخول كلية الصيدلة .