فتاة لا تعرف المستحيل.. «إيمان» قهرت إعاقتها وحصدت 3 بطولات جمهورية: حلمي أوصل للعالمية "صور"

'أعيش حتى الآن بدعوات والدتي رحمة الله عليها، فهى من شجعتني بأن استكمل مشوار حياتي بعد أن داهمني اليأس بعد الحادث الأليم الذى تعرضت له منذ أكثر من ٦ سنوات، والذى جعلنى أجلس على كرسي متحرك ما تبقى لى من العمر'.. هكذا بدأت تروى إيمان لاشين الفتاة البورسعيدية، التى تبلغ من العمر ٢٦ عاما لـ'أهل مصر'، قصة نجاتها من موت محقق بعد سقوطها من الطابق الثالث من بلكونة منزلها.

عدت للحياة بدعوات والدتي

تقول إيمان: 'كنت أقوم بنشر بطانية على منشر الغسيل بالبلكونة الخاصة بمنزلنا، والذى كان بالطابق الثالث، خانتني حركتى، واختل توازني فسقطت على الأرض بالشارع، ونٌقلت إلى المستشفى، وتم إجراء عمليات جراحية متعددة لإنقاذى من الموت، وبالفعل عدت إلى الحياة مرة أخرى بفضل دعوات والدتى، إلا أننى أصيبت بعجز فى القدمين نتيجة إصابتى بكسر فى العامود الفقرى وفى الحبل الشوكى؛ مما أدى إلى إصابتي بشلل نصفى'.

مارست لعبة تنس الطاولة

وأضافت إيمان، أنها بعد الحادث جلست فى المنزل لأكثر من عام ونصف، وهي تخشى مواجهة الناس وتنمرهم على إعاقتها، و كانت قد تركت المدرسة قبل الحادث فعادت واستكملت دراستها وحصلت على دبلوم التجارة، وفكرت فى ممارسة الرياضة، والتحقت ب نادى الحرية الرياضى للمعاقين، معلقة: 'أردت الاشتراك فى لعبة رفع الأثقال ولكنى فوجئت بأنها لم تناسب حالتي الصحية فانضممت إلى لعبة تنس الطاولة وواظبت على التمرينات بمساعدة الكابتن يوسف سليمان الذى كان يقوم بتدريبى'.

والدتى كانت هى الداعم لى باستمرار

وتابعت بطلة التحدى ببورسعيد: 'كما أن زملائي دعموني وشجعونى على النجاح حتى حصلت على بطولات جمهورية فى لعبة تنس الطاولة، ووالدتى كانت هى الداعم لى باستمرار وشجعتني على الاستمرارية والإصرار، وبعد حصولى على بطولة الجمهورية فى لعبة تنس الطاولة ثلاثة مرات، ازداد طموحى فى الاشتراك فى بطولات افريقية ودولية، لذا ضاعفت التدريبات فأصبحت 4 مرات أسبوعيا، وأحيانا أتدرب الأسبوع بالكامل.

أول طريق النجاح هو مواجهة المجتمع.

واستكملت بطلة الجمهورية فى تنس الطاولة: 'أحب أن أوجه رسالة لكل فتاة بأن تكون قوية ولا تستسلم لأى ظروف صعبة تمر بها، فأول طريق النجاح هو مواجهة المجتمع، فالمعاق هو من ينظر لنا بنظرة شفقة، والإعاقة فى الفكر و ليس فى الجسم، وكابتن فاطمة محرم عميد ذوى الهمم ببورسعيد شجعتني على الاستمرار فى ممارسة الرياضة والنجاح فيها، ودعمتني بقوة قالت لي أن أعتمد على نفسى فى كل صغيرة وكبيرة ، وهى قدوتى فأتمنى أن أحقق بطولات عالمية مثلها'.

خطيبى رآنى بقلبه

واختتمت إيمان أنها عندما واجهت المجتمع بإعاقتها بقوة تقدم شاب للارتباط بها وهو شخص سليم معاف صحيا، 'رآنى بقلبه ولا ينظر لى على أنني صاحبة إعاقة، رغم أنه كان من المستحيل أن يرتبط بى لكنه عافر من أجلى وصمم على الارتباط بي، ويشجعني دائما وواجه صعوبات وتحديات من أجلي.

قومى المراة يشيد بفتاة بورسعيد متحدية الإعاقة

و من جانبها، أشادت نجلاء إدوار مقررة المجلس القومى للمرأة بفرع بورسعيد بإصرار و عزيمة الفتاة البورسعيدية إيمان، مؤكدة بأنها مثال جميل يحتذى به وأن المجلس يدعم هذه النماذج الجميلة التى تتحدي الإعاقة بالبطولات الرياضية.