'حرصت على سماع القرآن الكريم و ذلك بمتابعة قناة المجد التلفزيونية، وكان جينها عمرى لا يتعدى ال٩ سنوات ، فكان القرآن هو الأنيس والونس بالنسبة لى ، بل رفيق رحلة كفاحى: .
هكذا بدأ يروى الشاب البورسعيدى محمد ربيع و المصاب بالتوحد لـ 'أهل مصر' رحلة تحدى الإعاقة وتحول المحنة إلى منحة.
يقول محمد ربيع الشاب الذى يبلغ من العمر ١٨ عاما والطالب بالفرقة الاولى بكلية التجارة بجامعة بورسعيد ،حرصت والدتى على تعليمى للقرآن الكريم منذ الصغر ، وكنت دائم الاستماع لقناة المجد ، و من هنا ازداد شغفى، وحبى لسماع القرآن ، شعرت أنه سيكون الرفيق و الونيس لى خلال رحلة تعليمى ، و بالفعل لم انتهى من المرحلة الابتدائية إلا وكنت انتهيت من حفظ القرآن كاملا ، بل وحفظت أرقام الآيات القرآنية والصفحات أيضا.
التحقت بكلية التجارة لحبى لمادة الرياضيات
و أضاف متحدى الاعاقة، الحمد لله اعتمدت على نفسى، و حصلت على مجموع كبير فى الشهادة الاعدادية ، والتحقت بالثانوية العامة ، وعندما نجحت، أردت الالتحاق بكلية التجارة لأننى كنت أعشق مادة الرياضيات، ولدى مهارة كبيرة فى العمليات الحسابية دون الاعتماد على الآلة الحاسبة.
والدتى هى السند و العون
واختتم محمد كل ما اتمناه من الله سبحانه و تعالى ان يبارك لى فى والدتى و يمنحها الصحة و العافية ، فهى السند و العون لى ، رفيقة رحلة التحدى.
والدة متحدى الاعاقة : ابنى بركة و رزق من الله منحنى اياه و خصنى به .
ومن جانبها قالت والدة محمد ربيع عندما اكتشفت أن أصغر ابنائى مصاب بالتوحد ، وعمره لم يتعدى الـ٤ سنوات، كانت صدمة بالنسبة لنا جميعا فى بداية الأمر ، و لكن بمرور الوقت اكتشفت أنه اجمل هدية رزقنا الله بها .
وأضافت الام حرصت على أن يتعلم نجلى القرآن الكريم منذ الصغر، و لم أتوقع أن سيحفظه كاملا ، بل ولديه ملكة حفظ الصفحات، وأرقام الآيات ، والقيام بعمليات حسابية كبيرة 'ذهنية ' دون اللجوء إلى الآلة الحاسبة .
تابعت الام أخبرنى الشيخ الموجود بالمسجد الذى كان يذهب اليه لمحمد لحفظ القرآن الكريم بأنه حافظ للقرآن كاملا و بمفرده ، كنت سعيدة جدا بهذا الخبر ، و الحمد لله أننى استطعت أن اجعل من ابنى شابا معتمدا على نفسه ، لم يكن عبأ على فى يوم من الايام ، بل كان بركة و رزق من الله منحنى اياه و خصنى به .
واختتمت الأم حديثها بقولها 'أحب أن أوجه رسالة لكل أم ألا تيأس إذا اكتشفت أن ابنها يعانى من أى إعاقة، وسوف تحول إعاقة ابنها إلى طاقة إيجابية يستطيع أن يتفوق ويقدم للمجتمع نموذجا ناجحا لا يسطيع أن يقوم به الأصحاء أنفسهم'.