محصول القلقاس ليس فقط غذاءً لذيذًا، بل مصدر رزق لآلاف العائلات الريفية بعدد من محافظات الدلتا وعلى رأسها محافظتي الغربية المنوفية، حيث يحتاج ذلك المحصول الشتوي عدد من المقومات الأساسية وأهمها التربة الطينية والري بالغمر، حيث يعلو صوت الفؤوس ويغوص العمال في الأرض الطينية لاستخراج 'الكنز الشتوي' كما يصفه الفلاحون ومع دخول موسم حصاده، تتجدد حكايات التعب والرضا، والمشكلات المزمنة التي تعيق استقراره كمصدر دخل للمزارعين.
حصاد القلقاس
يقول 'راضي أبو العلا، مزارع بقرية الهياتم : يبدأ موسم زراعة القلقاس من نهاية ديسمبر وحتى فبراير، ويشارك فيه الرجال والنساء والأطفال أحيانًا، حيث يعد من أكثر المحاصيل حساسية، على الرغم من كونه جذري.
حصاد القلقاس
وتابع' أبو العلا': فيما يبدأ الحصاد من أبريل وحتى يوليو، حيث يُستخرج القلقاس من التربة يدويًا باستخدام الفؤوس والمعاول، في عملية شاقة تتطلب الدقة حتى لا يتعرض للتلف أو الكسر.
حصاد القلقاس
فيما تقول 'زينب السيد' ، عامله باليومية : 'بنصحى من الفجر نشتغل. القلقاس تقيل على الضهر، بس بنفرح لما المحصول يكون كويس. السنة دي الإنتاج معقول، بس السعر مش مساوي التكلفة.'
حصاد القلقاس
المزارعون: بين أمل الربح ومخاوف الخسارة
يقول 'ميمي غدية' تاجر بسوق الجملة بالمحلة الكبرى :
'القلقاس بيحتاج أرض كتير وتسميد ومياه. لكن المشكلة الكبيرة في التسويق، لو السوق وقع، بتضطر تبيع بخسارة. السنة اللي فاتت بعناه بـ15جنيه، السنة دي نزل لـ3 جنيه للكيلو.'
وأضاف 'غدية' : يواجه مزارعو القلقاس عددًا من التحديات، أبرزها الري المكلف: يحتاج القلقاس إلى ري منتظم، ما يرهق المزارعين في المناطق التي تعتمد على مياه الآبار أو التي تعاني من نقص مياه الري، إلى جانب غياب التسويق المنظم، حيث لا يوجد نظام تسويق حكومي أو خاص يضمن سعراً عادلاً، مما يجعل الفلاح رهينة تقلبات السوق.
فيما تتراوح أسعار القلقاس في الأسواق المحلية بين 13 بـ17 جنيه للكيلو حسب الجودة والموقع. ويشهد السوق انتعاشًا في المواسم التي يزداد فيها الطلب، مثل رأس السنة والمواسم القبطية، حيث يُعتبر القلقاس طبقًا رئيسيًا.