وقف مسلمو ومسيحيو بني سويف يدًا واحدة، ضد دعاة الفتنة والتخريب الذين سعوا إلى استغلال الانفلات الأمني الذي أعقب ثورة 25 من يناير 2011؛ حيث تضافرت جهود الأهالي في حماية الكنائس والمساجد، والمنشآت العامة، والممتلكات الخاصة.
التلاحم والتضحية
يقول أحمد فتحى، 32 عاما، أحد شباب مركز ومدينة إهناسيا غرب محافظة بنى سويف، إن أهالي المحافظة ضربوا أروع الأمثال فى التلاحم والتضحية خلال ثورة 25 من يناير، وذلك حين قرروا تشكيل اللجان الشعبية بكافة المناطق والقرى، لحماية الممتلكات العامة والخاصة، ضد اللصوص والمخربين ودعاة الفوضى.
وأشار عبد الرحمن محمد، 31 عاما، أحد شباب بني سويف، إلى أن ثورة يناير إستطاعت أن تجعلنا مسلمين وأقباط فى خندق واحد ويدًا واحدة، مثلما كنا طوال القرون الماضية، مؤكدًا أنه تذوق معنى المشاركة فى العمل العام من خلال إقامة حملات اشترك فيها كل الأهالى وقاموا خلالها بتنظيف الشوارع الرئيسية في المحافظة، وحمل المخلفات والقمامة من داخل المنازل وإلقائها في الصناديق المخصصة لها، بطريقة تضرب أروع الأمثال فى المحبة والتضامن المشترك بين كافة المواطنين.
وأوضح عبد الرحمن، أن كبار السن من أهالي المحافظة كانوا يؤكدون على الشباب والأطفال بعدم الانسياق وراء دعوات التخريب، وضرورة التصدي لكل مخرب ومدمر، وكذلك وجوب الحفاظ على المؤسسات العامة والخاصة وكل مقدرات الدولة، منوها إلى الأهالى بالمحافظة، ضربوا أروع الأمثال فى التماسك والوحدة.
مشاركة فعالة
وتابع أحمد الجابرى، 37 عاما، أحد الشباب بالمحافظة، أنه لم يكن يعلم قبل ثورة يناير أي شيء عن معانى التماسك والمشاركة والوحدة والتضامن بين المواطنين، وخلال أيام الثورة أصبح شخصًا آخر يُدرك معنى التضامن والمشاركة والتماسك والتعاون ونتائجة الفعالة والإيجابية بين كافة المواطنين والأهالى دون تفرقة.
وأكد خالد حمودة، أحد أهالى بنى سويف، على أن ثورة ال 25 من يناير غرست معنى المحبة والمشاركة الفعالة بين أبناء الوطن الواحد، الذين رفضوا الانسياق وراء دعوات التخريب والسرقة والفوضى، قائلًا: «استطعنا أثناء ثورة يناير حماية الأعراض والأموال والممتلكات العامة والخاصة لكل أفراد المجتمع، من خلال الحماية المجتمعية بإقامة اللجان الشعبية، والتصدى لكل محاولات التخريب والهدم لكل مؤسسات الدولة المصرية».
وأوضح حمودة، أنه شارك في القبض على العديد من اللصوص الذين كانوا ينتهزون فترة الإنفلات الآمنى ويقومون بالسطو والسلب والنهب لكل الثروات الخاصة بالدولة والأفراد، كل ذلك تم بتماسك وبمشاركة جميع الأهالى.