بين كراسي ومقاعد قهوة الخواجة يتحرك في رشاقة ومهارة بوجه لا تفارقه البسمة وهو يستجيب لطلبات زبائن قهوة الخواجة، مؤدب ودود لبق يفوق في ذكائه بعض المثقفين المزعومين الذين يزعم بعضهم أنه متعلم وهم مع الاسف يفتقرون لكل مقومات المثقف الحقيقي، هو (كريم سامبو ) بطل قهوة الخواجة بشارع شامبليون وسط القاهرة، وجميع من يجلس على مقهى الخواجة يعرف هذا الوجه البشوش الذي لا يقابلك أبدا إلا بابتسامة، ابتسامة من تشعر وأنت في ضيافته بأنك تجلس في ضيافة على بساطتها، كريمة، وفي أمان على نفسك وعلى من معك .
كريم سامبو
مثقف عضوي مرتبط بالزمان والمكان
ما يفعله كريم (كريم سامبو ) هو بالضبط ما يجب أن يقوم به كل مثقف عضوي، مثقف مرتبط بالزمان والمكان وعلى مسافة قريبة من الناس، هؤلاء هم المرتبوطون بالشارع والناس والقادرين على التأثير مباشرة ، كل في قطاع الناس الذي يتواجد وسطهم، وهم في وقت الجد القادرين على حماية الميادين والاوطان ، بفعل لا يعرف التردد ولا الجبن ولا حسابات المكسب والخسارة، أن اعطوا يعطون بلا حساب وإن طلبات الاوطان نجدتهم فهم في مقدمة الصفوف ، هؤلاء ليسوا مثل المثقف المتعجرف الذي لا يجيد سوى أن يلوك الكلمات التي لا معنى لها وعندما يطلب منه الفعل يختفي بجسده ويخفت صوتهم ولا تجد من وراء كلماتهم المصقولة بعناية أى معنى .
الدور الثقافي والاجتماعي للمقاهي في مصر
والمقهى في مصر كان له تاريخيا ادوار اجتماعية وأدبية وثقافقية، لم يكن المقهى أبدا مجرد مكان يقتصر دور المقاهي في مصر على كونها مجرد مكان يجلس به العامة من أجل تناول المشروبات وتبادل الأحاديث، بل يمتد دور هذا المكان الذي يُعد بمثابة ذاكرة شعبية إلى تشكيل ثقافة ووجدان الشخصية المصرية، حيث على تلك المقاهي من مجالس سمر واحتكاكات مجتمعية وموروثات شعبية تتشكل الثقافة الشعبية، والتي يأخذ منها المصري ميراثه الثقافي ويكون وجدانه وشخصيته.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
