اعلان

طارق متولي يكتب.. «حكايتنا 1»

طارق متولي
طارق متولي
كتب : أهل مصر

معلوم أن العمل مهم جدًا لتقدم الشعوب بالعمل يحقق الإنسان احتياجاته ومتطلبات حياته وحياة مجتمعه، والفلاح يزرع الأرض والصانع يصنع كل ما ينتفع به الإنسان والتاجر والمعلم والطبيب والمهندس والجندي الذي يحرس فالمجتمع يتكون من خلية عمال كل فرد يعمل عمل ما ليقوموا جميعا بكل احتياجات المجتمع وتطلعاته ويتقدموا به فى الحياة فيستمر المجتمع ويزدهر ويتحسن جيل بعد جيل.

ومعلوم أيضًا أن الله سبحانه وتعالى خلق البشر وأعطاهم القدرة على العمل ليعمروا الأرض ويمهدوا الطريق ويحسنوه لمن يأتي بعدهم.

فمن أين يأتي التخلف والتدهور في بعض المجتمعات حتى تتعثر حياتهم وتختنق ولا تزدهر بل تذبل وتختفي ويصبحون عالة على غيرهم من المجتمعات.

والحقيقة أن التخلف والتدهور يأتي من اختلال هذه المنظومة منظومة العمل عندما يتوقف الفلاح عن عمله في زرع الأرض والصانع عن صناعة الأشياء ويفسد التاجر.

والمعلم والطبيب والمهندس وكل هؤلاء ويتجهون للراحة والكسل والعمل بأشياء أخرى لا تحتاجها المجتمعات ولا تشكل عنصر أساسي في حياتهم فبدلًا من أن نزرع الأرض ونتعب في زراعتها وحصادها نبيعها ومن ثمنها نشتري الثمار جاهزة دون عناء ونعيش في رفاهية فالمال من ثمن الأرض يكفينا بقية عمرنا، وهنا إذا صحت هذه النظرية فإنها تسقط من حسابها مستقبل المجتمع والأجيال القادمة، كذلك الصانع والمعلم وبقية المهن يهملون العمل ويتجهون للكسب دون عمل تحت شعار براق اسمه الاستثمار، رغم أن كلمة استثمار نفسها تأتي من كلمة ثمار، ثمار جهد وعمل وحصاد.

اختلال منظومة العمل في أن يتجه المجتمع لأعمال غير ضرورية لحياة الإنسان مثل العمل بالترفيه أو الفن أو الكرة أو ما ظهر حديثًا من العمل على منصات التواصل الاجتماعي، واعتقد أن المجتمع لن يموت إذا لم ينتج أعمال فنية أو إذا لم يلعب كرة أو لم يشارك في مسابقات

ومهرجانات لكنه بالطبع سيموت، إذا لم ينتج غذاءه وأدوات حياته الضرورية.

وهنا يتبين لنا عظمة الإسلام في تحريم الربا كي لا يتوقف العمل ويعتمد الإنسان في كسبه على مجهود الآخرين، ويأكل المجتمع بعضه كما هو حادث الآن، وللحديث بقية بإذن الله.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً