الكمامات المضروبة.. قنابل موقوتة تغزو أسواق الدقهلية وتنقل كورونا بين المواطنين.. "أطباء": 70% منها غير صالحة للاستخدام (صور)

كمامات «مضروبة» تغزو أسواق الدقهلية
كمامات «مضروبة» تغزو أسواق الدقهلية
كتب : عمرو علي

منذ أن بدأت أزمة فيروس كورونا المستجد، وأصبح الجميع يعيشون فى حالة خوف وفزع، خشية من العدوى بالفيروس، ونتيجة لعدم التزام العديد من المواطنين بالقرارات والإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الحكومة للحد من انتشار العدوي، أصبح عدد الإصابات فى تزايد مستمر، ما دفع الحكومة بفرض ارتداء الكمامات ومعاقبة مخالف القرار بغرامة قدرها 4000 آلاف جنيه، وقد أصبح الكثيرون يخشون من غرامة عدم ارتداء الكمامة وآخرين يقوموا بارتدائها خشية انتقال العدوى إليهم، وبين هذا وذاك خرج مستغلو الأزمات لتحقيق المكاسب علي حساب صحة المواطنين ببيع الكمامات الغير صالحة والتي قد تزيد من فرص الإصابة بعدوي كورونا بدلًا من الوقاية.

«أهل مصر» خاضت تجربة شراء الكمامات التي يتم بيعها في الأسواق بمحافظة الدقهلية، وكانت المفاجأة أن الكثير منها لا تتوفر فيها المعايير الصحية اللازمة ولا تصلح للاستخدام، وقد تتسبب فى انتقال الفيروس بشكل كبير، وكانت البداية في عدد من المحالات التجارية التى تبيع الكمامات بأسعار رمزية، سعر الكمامة جنيهان فقط، وبعد قيام محرر «أهل مصر» بشراء كمية من تلك الكمامات تبين أنها طبقة واحدة وغير صالحة ما يجعلها تساعد فى انتقال الفيروس بدلًا من أن تقي منه، وقد تلاحظ إقبال الكثير من المواطنين على شرائها نظرًا لسعرها الضئيل، ولكن لم ينظر المستخدمين إلي مدي كفاءة تلك الكمامات.

كمامات «مضروبة» تغزو أسواق الدقهلية

محمد ناجى، طبيب صيدلى بمحافظة الدقهلية، يقول إن الكمامة التى تُباع بسعر 2 جنيه للواحدة لا تصلح للاستخدام وتساعد فى نقل الفيروس بشكل كبير، لأنها لا تمنع دخوله عبر الكمامة كونها طبقة واحدة ومصنّعة من منتجات سيئة ما يساعد فى نقل الفيروس عكس ما يظن المستخدمون لتلك الكمامة بأنها تمنع نقل العدوى، مضيفًا أن إقبال المواطنين على شرائها بسبب سعرها الضئيل وهذا يدل على مؤشر خطر وهو الخوف من غرامة الحكومة وليست العدوى من الفيروس، موضحًا أن الكمامات السليمة والصحيحة تُباع فى الصيدليات ولكن بسبب ارتفاع سعرها لا يُقبل الأهالى على شرائها حيث أصبح سعر الكمامة الواحدة 6 جنيهات.

لم يقتصر الأمر علي ذلك، بل كان للكمامات القطنية التى تم رصد بيعها فى الأسواق الشعبية وعلى الطرق دورًا كبيرًا فى انتقال فيروس كورونا، حيث يقوم البائعون بالترويج لها بطرق غير صحيحة، فيتم عرض الكمامات فى الشوارع أمام المارة وتعرّضها للشمس والأتربة، دون النظر إلي أن هذه الطريقة قد تُساعد في نقل الفيروس بشكل كبير.

كمامات «مضروبة» تغزو أسواق الدقهلية

ويلجأ الكثيرون لشراء تلك الكمامات نظرًا لإعادة استخدامها لمرات عديدة ويتم بيعها بسعر 10 جنيهات فقط، وعلي الرغم من خطورة عرض الكمامات فى الهواء الطلق مُعرّضة للأتربة وأشعة الشمس إلا أن الطامة الكبري هي قيام البائعين بالسماح للمشترين بأن يقوموا بوضعها على وجوههم لقياسها أكثر من مرة، ولم يلتفت أحد إلي أن هذه الطريقة قد تتسبب فى سرعة نقل العدوي بالفيروس.

وتأتي مواقف السيارات والطرق العمومية فى مدينة المنصورة والمدن المجاورة، أكثر الأماكن التي يتم بها بيع تلك الكمامات، ويتم بيعها بطرق غير صحيحة قد تتسبب فى نقل الكثير من الفيروسات وليس كورونا فقط.

كمامات «مضروبة» تغزو أسواق الدقهلية

في هذا الصدد، قال الدكتور محمد السيد، أخصائى الصدر، إن الكمامات التى يتم بيعها فى المواقف والطرق العامة غير صالحة للاستخدام، بسبب بيعها بطرق غير سليمة، حيث لابد من وضع الكمامات فى أماكن مخصصة لأنها معقمة، ومن المفترض أن يتم وضعها فى درجات حرارة معينة، ولكن وضع الكمامات فى الشمس والأتربة يتسبب فى نقل الفيروسات الأخرى، متسائلًا: «كيف يتم بيع كمامات بها فيروسات من أجل الوقاية من كورونا؟!».

وأكد «السيد»، أن طريقة بيع الكمامات وقياس الكثير من المواطنين للكمامات على وجهوههم قبل شرائها يتسبب فى كارثة كبرى لأنه من الممكن أن يتراجع المشترى عن الشراء فيقوم البائع ببيعها لشخص آخر، والسبب فى نقل الفيروسات، كما أن هذه الكمامات تُصنع من الأقمشة ومن أنواع غير مصممة للوقاية من الفيروس أو غير طبية ومخصصة لذلك ولم يكن عليها رقابة من قِبل المسؤولين.

كمامات «مضروبة» تغزو أسواق الدقهلية

وأضاف الدكتور محمد السيد، أحد الصيادلية، أن الكمامات التى يتم بيعها فى الأسواق أكثر من 70% منها لا تصلح للاستخدام، ويتم الترويج لها عبر صفحات موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» ويُقبل الكثير على شرائها لسعرها المتناول للجميع ويفضّلها الكثيرون عن الكمامات التى يتم بيعها فى الصيدليات بـ 5 جنيهات للواحدة وهى الكمامة الصحيحة، والتي تشهد عدم إقبال من المواطنين علي شرائها نظرًا لثمنها.

من جانبه أكد الدكتور سعد مكى، وكيل وزارة الصحة بالدقهلية، أنه يوجد رقابة على الأسواق وقد تم ضبط كميات كبيرة من الكمامات التى لم تصلح للاستخدام وتم ضبط أكثر من 100 كمامة من أحد المخازن الغيرمعروفة ويتم تطبيق القانون على المخالفين فى تلك الأزمة.

كمامات «مضروبة» تغزو أسواق الدقهلية

وجدير بالذكر أن حملة مكبرة من حي غرب المنصورة، برئاسة الدكتور مصطفى عنان، نائب رئيس حى غرب، والفريق المعاون له، بمنطقة سوق الشيخ حسنانين بمحافظة الدقهلية، تمكنت من ضبط كميات متنوعة من الأدوية مجهولة المصدر ما بين مستعملة ومنتهية الصلاحية، تُباع بواسطة الباعة الجائلين الذين يفترشون الأرض بمنطقة الشيخ حسانين؛ وذلك من أجل النصب على المواطنين عن طريق الترويج لتلك الأدوية على أنها علاجًا لفيروس كورونا، وتم مصادرة الأدوية وعمل محضر بالواقعة بمعرفة التفتيش الصيدلي، وجهاز حماية المستهلك بالدقهلية، وجارِ اتخاذ كافة اللإجراءات القانونية للعرض على النيابة العامة ومتابعة التحقيقات.

كمامات «مضروبة» تغزو أسواق الدقهلية

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً