اعلان
اعلان

انتفاضة دينية مصرية ضد طائفية أردوغان.. المؤسسات الإسلامية تعلق على تحويل آيا صوفيا لمسجد: يخالف الشرع والأمر سياسي

مسجد آيا صوفيا
مسجد آيا صوفيا

أثار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان جدلا واسعا فى أنحاء العالم، عندما أعلن عن نيته فى تحويل كنيسة آيا صوفيا إلى مسجد للمسلمين في تركيا، بعد أن اتخذ قرارا بتحويلها إلى متحف عام 1934 بعد أن كانت كنيسة فى عهد أتاتورك وقبلها كانت مسجدا أيضا.

وتعرض رجب أردوغان بين يوم وليلة إلى هجوم كاسح عبر منصات التواصل الاجتماعي والمؤسسات الرسمية ودول كثيرة بالعالم، إذ أن هذا يعد اعتداء على حرية المعتقد التى يكفلها دستور وقانون أي دولة.

ورفض أردوغان عن الانتقادات والإدانات الدولية التي طالته عقب قراره بتحويل كاتدرائية آيا صوفيا السابقة في إسطنبول إلى مسجد، معتبرا أن الأمر يندرج تحت حقوق بلاده السيادية.

الأوقاف: مصر فيها أكثر من 50 معبدا يهوديا تقام فيه العبادات طبيعيا

في مصر رفضت المؤسسات الإسلامية رفضا قاطعا ما أقدم عليه أردوغان وحكومته، إذ قال الدكتور عبد الغني هندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، التابع لوزارة الأوقاف، إن تاريخ تعامل الإسلام مع دور العبادة لم ير هذا الفعل مطلقا، وإنما كان تعاملا حكيما مبنيا على تعاليم الإسلام السمحة.

وأوضح هندي لـ"أهل مصر"، أن أكبر دليل على ذلك عندما أمر سيدنا عمر بن الخطاب عمرو بن العاص عندما فتح مصر أن يرمم كنيسة قس يمسى "بنيامين"، ولما أتى عمرو بن العاص للإقامة بجانب حصن نابيليون أقام مسجده المشهور بجوار الكنيسة والمعبد اليهودي.

وأكد عضو الشئون الإسلامية، أن مجمع الأديان شاهد على هذا الكلام، لافتا إلى موضوع كنيسة آيا صوفيا فيها كلام غائب لا نعرف أين حقيقته وهو أن السلطان محمد الفاتح اشترى هذه الكنيسة دون ذكر اسم المشتري وما اسمه، ولو لم يتم ذكر هذه الأشياء يكون هناك شىء ناقص وهذا الموضوع يحتاج إلى حسم.

وأردف أن الإسلام لا يعرف مطبقا تحويل الكنبيسة أو المعبد اليهودي إلى مسجد، ولدينا في مصر أكثر من 50 معبدا يهوديا إلى جانب الكنائس أيضا.

أستاذ تاريخ: الأمر يحتاج إلى تدخل دولي

وأيد الدكتور أيمن فؤاد، أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة الأزهر، ما قاله هندي من أن الإسلام على مر تاريخه كان سمحا مع الديانات الأخرى، لافتا إلى أن تحويل أيا صوفيا إلى مسجد يخالف كل تعاليم الإسلام السمحة.

وأوضح، فؤاد لـ"أهل مصر"، أن تاريخ آيا صوفيا يعود إلى فتح القسطنيطية على يد محمد الثاني أو الفاتح كما يطلق عليه، ويقال أنها كانت مسجدا ولكن عندما تولى أتاتورك زمام الأمور في تركيا حولها إلى كنيسة وبعد سقوط دولته تم تحويل آيا صوفيا إلى متحف، إذ أنها تحفة معمارية تحمل جمالا معماريا رومانيا.

وأكد، أن تحويل أردوغان آيا صوفيا إلى مسجد الآن يحتاج تدخلا دوليا لأن هناك كثير من ملامح هذا المتحف ستطس مع الوقت.

الأزهر الشريف: لم يحدث في تاريخ الإسلام

في السياق ذاته، علق الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر السابق، على هذا الأمر، قائلا إن ذلك الأمر لا يتفق مع الإسلام، ويتنافى مع تعاليم شريعته السمحة التي تؤكد احترام جميع الديانات ودور العبادة.

وأضاف شومان، أن الإسلام أكد أنه لا يجوز تحويل الكنيسة إلى مسجد وهذا هو رأي الأزهر احترام الديانات الأخرى ودور عبادتها كما قال القرآن "لكم دينكم ولي دين".

وأردف، أنه لم يحدث في الإسلام تحويل كنائس لمساجد عن طريق الاعتداء، ربما حدث العكس أن يتم اعتداء على المسلمين ودور عبادتهم، وهو خطأ من قام به، مبدأ تحويل كنيسة لمسجد مرفوض، مثل عكسه تماما، تحويل مسجد لكنيسة.

وتعبر آيا صوفيا تحفة معمارية شيدها البيزنطيون في القرن السادس وكانوا يتوجون أباطرتهم فيها. وقد أدرجت على لائحة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو)، وتعد واحدة من أهم الوجهات السياحية في إسطنبول، واستقبلت العام الماضي 3,8 ملايين زائر.

دار الإفتاء: لعبة سياسية خطيرة

من ناحيتها، علقت دار الإفتاء المصرية، قائلة إن تحويل آيا صوفيا إلى مسجد إجراء يجب النظر به في سياق الهدف السياسي الذي حدده أردوغان.

وأوضحت الإفتاء أن توقيت وملابسات هذا الحدث تشير إلى أن هذا القرار يحمل فقط طابعا سياسيا ويمكن اعتباره محاولة من قبل الرئيس التركي لعرض نفسه بطلا يزعم أنه يحمي المقدسات الإسلامية ويحي عظمتها.

وأشار إلى أن الكثيرين يتحدثون الآن حول الجوانب التاريخية والقانونية للخطوة التي اتخذها أردوغان، لكن كل ذلك يمثل جدالا تاريخيا غير مجد لأنه يصرف الاهتمام عن السياق الحقيقي لهذه اللعبة السياسية الخطيرة.

إدانات عالمية

من ناحيته، أكد مجلس كنائس الشرق الأوسط أن توقيع الرئيس التركي أردوغان على قرار المحكمة العليا في تركيا بتحويل كنيسة "آيا صوفيا" إلى مسجد، يمثل اعتداء على الحرية الدينية التي أصبحت بُنية مؤسسة في الضمير العالمي وكرستها المواثيق والأعراف والقوانين الدولية.

وذكر مجلس كنائس الشرق الأوسط، في بيان له أمس السبت، أن موقف الرئيس التركي، يستدعي من الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية موقفا حاسما، مع ترجمة لهذا الموقف باستئناف قضائي لقرار المحكمة العليا في تركيا لإحقاق العدالة استنادا إلى مبدئية الحرية الدينية فضلا عن الرمزية التاريخية التي تمثلها كنيسة آيا صوفيا.

وأضاف البيان: "الأخطر أن هذا القرار يأتي خارج سياق مسار العيش المشترك المسيحي - الإسلامي، والذي كانت أبرز تجلياته في فبراير من العام الماضي بوثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك، والتي توجت في لقاء تاريخي بين البابا فرنسيس

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
يديعوت أحرونوت: إدارة بايدن تدرك أن نتنياهو لا يستطيع قيادة إسرائيل