منذ انطلاق امتحانات الثانوية العامة 2020، والوزارة تقوم بتشديد الإجراءات الأمنية لمنع تسريب أو تداول الامتحانات من داخل اللجان، حتى آخر القرارات التي أصدرها الدكتور رضا حجازي نائب وزير التعليم ورئيس امتحانات الثانوية العامة، أمس في الاجتماع مع رؤساء اللجان، بتفتيش الطالب ٣ مرات لمنع تصوير الامتحان، وعلى الرغم من ذلك شهد اليوم الأحد الموافق 12 يوليو 2020، تداول أسئلة وإجابات الكيمياء ومادة الجغرافيا على الفيس بوك بعد بدء الامتحان بدقائق.
وسادت حالة من الغضب بين أولياء الأمور بسبب تداول الامتحان على صفحات الفيس بوك، ونشر شاومينج الإجابات والتواصل مع الطلاب من داخل اللجان.
مجلس آباء وأمناء وسط القاهرة: الدولة لا تحتاج إلى مهندس أو دكتور غشاش
وفي هذا السياق، قالت هند شاهين أدمن جروب مجلس الآباء والأمناء بإدارة وسط القاهرة، إن الوزارة حرصت منذ انطلاق امتحانات الثانوية العامة على تفتيش طلاب وطالبات الثانوية العامة قبل دخول الامتحان، حرصا منهم على منع الغش أو تسريب الامتحان، ولكن منذ انطلاق امتحانات الثانوية العامة، ونجد مهزلة ومسرحية هزلية بسبب الغش وتسريب امتحانات الثانوية العامة فهل الغش أو التسريب يصب في صالح الطالب؟ بالطبع لا يصب في مصلحة الطالب، فبأي ذنب يتساوى الطالب المجتهد والمتفوق مع الطالب الذي يحصل على المعلومة بسهولة، فالدولة لا تحتاج إلى مهندس غشاش أو دكتور أيضا غشاش.
وتابعت 'شاهين' ولكن نحتاج إلى طالب اجتهد وتفوق، لأنه باختصار من جد وجد، ومن أرد العلى سهر الليالي، والطالب المجتهد والصبور والمكافح خيرًا من الطالب التي تأتي له المعلومة بسهولة، فالطالب المجتهد سوف يخرج أجيال مثله، أما الطالب المستهتر سوف يخرج أجيال أيضًا مثله، لذلك أناشد جميع المسؤولين بالتشديد على جميع المدارس بمنع الغش ووقف التسريب، الذي للأسف نجده الآن في جميع الامتحانات لأننا بالفعل نواجه معادلة صعبة جدًا، ألا وهي إخراج جيل مكافح ومجاهد، أفضل مليون مرة في إخراج جيل غشاش اعتاد على أخذ كل شيء بسهولة، فالبلد تتقدم لأجيال مشرفة.
مصر والتعليم: هل الغش هو تسيب من اللجنة أم جبروت من الطلبة
قالت أميرة يونس مؤسس جروب مصر والتعليم، إن الجميع من أولياء الأمور في تساءل مستمر، لماذا كل لجنة يتم تسريب الامتحانات بها، ثم بعدها الإعلان عن ضبط الفاعل من الطلبة، ومن موقع شاومينج الذي يساعد الطلبة، ومع ذلك كل امتحان بعد التشديد والتفتيش للطلبة قبل الدخول والتشديد عليهم يتم التصوير داخل اللجان، وعلينا أن نعلم كيف يحدث كل ذلك ومراقب اللجنة بداخلها، هل تسيب من اللجنة أم جبروت من الطلبة من معدومي الضمير والنجاح السهل لحق الطالب المجتهد، وإنشاء مجتمع قادم مبني على الغش بمساعدة معدومي الضمير، بالرغم من القبض عليهم والتعرف على هويتهم وضياع مستقبلهم، ولكن يتم استمرار التسريب والغش في كل امتحان.
وأضافت 'يونس' لـ أهل مصر: 'هل بالفعل شبكة شاومينج تسيطر على الوضع كالفيروس، ولم يتم الوصول لرأس الأفعى، أم أن الخيانة داخلية وهنا تبقى المصيبة الأكبر، لذلك نحتاج السيطرة على الوضع بشكل أقوى لإنقاذ الامتحانات القادمة التي تسبب قهر للأهالي والطلبة والقلق من رفع التنسيق بسبب درجات النجاح بالغش، ونصيب المجتهد من حق الفاشل.
مصر تتقدم بالتعليم: الحل الوحيد للقضاء على الغش هو قطع الإنترنت مدة ساعات الامتحان
وعلقت 'هبة علام' مؤسس جروب مصر تتقدم بالتعليم، أنه بالرغم من الإجراءات العديدة التي قامت بها وزارة التربية والتعليم لمنع الغش الإلكتروني، وتداول الأسئلة أثناء انعقاد الامتحانات، فنجد أن ذلك لم يمنعهم اليوم أيضًا، فالطلاب بارعون في اختراع أساليب الغش بدلا من التفكير في المذاكرة.
وأضافت 'علام' لـ أهل مصر، اعتقد أن الحل الوحيد للقضاء على هذه الظاهرة التي أصبحت منتشرة بشكل غريب بين الطلاب، هو قطع النت والاتصالات أثناء فترة انعقاد الامتحانات، والتي لا تستمر أكثر من ساعتين أو ثلاثة حتى يضمن كل طالب الحصول على حقه.
تعليم بلا حدود: على الوزارة ابتكار أساليب جديدة للمراقبة وتأمين اللجان
وقالت فاطمة فتحي، مسئول جروب تعليم بلا حدود، إنه مع كل التشديدات والإجراءات التي اتخذتها الوزارة اليوم للسيطرة على ظاهرة الغش، ومع تخوف الطلبة على جروبات الغش من عدد مرات التفتيش والأجهزة المستخدمة لكشف الغش، الا أننا فوجئنا في تمام الساعة ١٠:١٠ دقائق بتداول أسئلة امتحان الكيمياء ليس فقط عن طريق البوكليت، إنما بكتابة السؤال على جروبات الغش، وأيضا بوكليت الجغرافيا كاملا والإجابات، والغريب أن مع كل تطور وسائل كشف الغش يلجأ الطالب الغشاش إلى ابتكار حيلة، فمنهم من أعلن أنه تم إخفاء الموبايل في حذائه، لأن عصا الغش لن ينزلها المدرس إلى هذا المستوى، ومنهم من قام بلف الموبايل بورق فويل ووضع معه عملات معدنية، وإذا انطلقت صافرة الإنذار يخرج الطالب بضع عملات أو أن يقوم أحد المرافقين للطالب من خارج اللجنة، بإلقاء الهاتف له من خارجها، كما أن الكثير من طلاب الأرياف والصعيد يتفاخرون بتهديد المراقبين وأن لجانهم تتسم بالتسيب.
وتابعت 'فتحي' لـ أهل مصر، أن ظاهرة الغش تتفشى، وذلك لأن الطالب نشأ على أن تقييم التعليم يكون بالدرجات وليس بالتحصيل للمادة العلمية، ومع التطور وجب على وزارة التربية والتعليم ابتكار أساليب جديدة للمراقبة، وتأمين اللجان حتى لو بالتعاون مع أجهزة أخرى للدولة ومباحث الإنترنت، وتتبع الأرقام على جروبات الواتس آب والتليجرام وحسابات الانستجرام.