في الوقت الذي تحاول تركيا التمسك بدعم حكومة الوفاق الوطني بقيادة فايز السراج بالسلاح والمرتزقة السوريين ومؤخرا بعضا من الجيش الايراني للإشراف على تدريبهم، تتجه أنظار الرئيس التركي رجب طيب اردوغان إلى الصومال لاستقطاب المساعدة من هناك لاصراره على دخول سرت، رغم الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار وتهدئة التصعيد خاصة بعد أن كشرت مصر عن أنيابها عقب تصريحات 'اردوغان' بدخول سرت وهو ما يهدد الأمن القومي المصري، مما أسفر عن إعطاء البرلمان المصري الضوء الأخضر للجيش المصري بحماية حدوده وخوض معركة إذا لم لزم الأمر.
اقرأ أيضاً : إيران تشحن مرتزقة من 'بوكو حرام' لليبيا.. كيف استعانت تركيا بحلفيتها الإرهابية؟
لماذا الاستعانة بضباط صومالين؟
قال موقع 'ليبيا ريفيو' إن تركيا تعكف على دراسة اختيارات من بينها إرسال عدد من الضباط الصوماليين لدعم حكومة الوفاق.
واليوم، أعلنت وزارة داخلية حكومة الوفاق الليبية على فيسبوك أن وزير الداخلية فتحي باشاغا التقى وزير الدفاع التركي خلوصي أكار في العاصمة أنقرة واستعرض معه الأوضاع داخل ليبيا وتباحثا حول 'عدد من المواضيع ذات الاهتمام المشترك'.
اجتماع في قطر لتجهيز ضباط صومالين
تم الاتفاق على ذلك خلال زيارة وزير الدفاع التركي خلوصي أكار لقطر واجتماعه بأميرها أمس الأحد جاء بعد يوم من صدور تقرير عن وزارة الدفاع الأميركية وكشفه أن أنقرة أرسلت بين 3500 و3800 مقاتل مدفوع الأجر إلى ليبيا لدعم حكومة الوفاق.
فيما اعتبر الموقع أن هذا التقرير الأمريكي هو سبب زيارة أكار إلى الدوحة ولقائه بالأمير القطري، إذ قد يكون الهدف تحول في وجهة النظر التركية حول استخدام السوريين في الحرب الليبية واستبدالهم بجنسيات أخرى.
خاصة أن 'الدوحة تعتبر قاعدة لتدريب الصوماليين ونقطة انطلاق لتوزيع هؤلاء المقاتلين عبر مناطق الصراع في الشرق الأوسط'.
ووفقا لدراسة أجراها موقع الصومال الجديد، فإن الوجود التركي في الصومال يعود إلى عام2011 أثناء المجاعة التي ضربت البلاد نتيجة موجات الجفاف المتكررة، حيث زار وفد تركي برئاسة رئيس الوزراء حينها رجب طيب أردوغان إلى العاصمة الصومالية مقديشو، وكان الهدف من ورائها تحسين صورة الأتراك في أذهان الصوماليين، وسبق هذه الزيارة تنظيم برنامج تقديم منح دراسية لـ 1200 طالب صومالي في الجامعات والمعاهد التركية يدرسون فيها في مختلف فروع المعرفة من الطب والهندسة والحقوق وغيرها بكلفة تبلغ نحو 70مليون دولار، كما تم تجهيز 414 مليون دولار من القطاعين العام والخاص كمساهمة في برنامج إغاثية وتنموية عدة في الصومال.
قطر بوابة تركيا في الصومال
برز التغلغل القطري في الصومال في كافة القطاعات الحيوية بدءا من القطاع الاقتصادي مرورا بالقطاع الصحي وانتهاء بالقطاع العسكري، حتى التعليم بالصومال، وحينها أعطت قطر الضوء الأخضر في مشاركتها بالمقدرات التركية مقابل مصالح مشتركة أخري في دول أخرى مما أسفر عن تأسيس تركيا معاهد ومراكز لتدريس اللغة التركية، منها مدرسة كبلونوما، ومقرها مبنى مدرسة بنادر الثانوية سابقا، والدراسة فيها مجانية، ويلتحق بها عدد كبير من خريجي الثانويات والجامعات ممن يحدوهم الأمل في مواصلة دراستهم في تركيا أو الحصول على وظائف من الشركات والمؤسسات التركية التي تشترط في المتقدم إلى وظائفها إتقان اللغة التركية.
كما دخلت تركيا في مجال الاستثمار بالموانئ وحصلت شركة 'البيراك' على حق تشغيل وإدارة ميناء مقديشيو لمدة 20 عاما، كما حصلت تركيا على حق السماح لسفنها بالصيد في مياه الصومال الإقليمية، وهناك اتفاقيات أخرى حول الاستثمار التركي في المجال الزراعي.
ووفق الموقع الصومالي فتركبا تملك ثلاثة معسكرات للتدريب ومخازن للأسلحة والذخيرة ومباني للإقامة سرية في الصومال كانت. جهزتهم من ٢٠١٥ لإنشاء قاعدة عسكرية هناك لم تكتمل بعد ويشرف عليها ضباط صوماليون يقومون بتدريب العديد من مرتزقة اردوغان، وهم من يريد الاستعانة بهم.