أثار رحيل 'طبيب الغلابة' الدكتور محمد مشالي، الذي استحق اللقب عن جدارة، حالة من الحزن لدى جموع المصريين، بل والعالم، إعجابا وتقديرا لما قدمه من خدمات للفقراء والمحتاجين، وأصبحت حياة الرجل نموذجا يحكى، خاصة زهده ورقة حاله ورحمته بالمساكين، وفيما يعتقد البعض أن 'مشالي' كان حالة فريدة من نوعها، فقد كشفت محافظة أسيوط، عن وجود طبيب آخر يسير على نهجه، حيث وهب علمه ووقته للفقراء من المرضى الذين يتجمعون أمام عيادته قادمين من كل مراكز المحافظة، انتظارا للكشف والعلاج الذي كثيرا ما يقدمه مجانا.
المواطنون يتحدثون عن طبيب الغلابة بأسيوط
الدكتور فضل حسن، وهو من محافظة المنيا وعمل في أسيوط منذ 25 عاما فى قرية الفيما بمركز الفتح، نموذج للطبيب الإنسان أو 'طبيب الغلابة' الذى يشعر بالفقراء ويعمل من أجلهم دون النظر إلى ما سيجنيه لنفسه، حيث يجتمع عدد كبير من أبناء جميع مراكز المحافظة أمام عيادته حبا فى ذلك الرجل الذى يخفف آلامهم وآلام أطفالهم، ويزيح هم الفقير الذى لا يملك ثمن كشف أصبح يتجاوز الـ100 جنيه فى أدنى عياده بأسيوط، ولكن لدى الدكتور فضل حسن، الأمر أبسط من ذلك بكثير، فالكشف والعلاج بـ5 جنيهات فقط، ليكون بذلك نموذجا آخر من أسطورة الغلابة الدكتور 'محمد مشالى' الذى أهتز العالم لوفاته.
المواطنون يتحدثون عن طبيب الغلابة بأسيوط
يقول 'على محمد' أحد أهالى القرية لم نر مثل هذا الطبيب لسنوات طويلة، حيث يخصص قيمة الكشف في عيادته بما لا يزيد عن 5 جنيهات وكثيرا ما يرفض تقاضي قيمة الكشف من المرضى الفقراء، بل ويشتري لهم العلاج في كثير من الأحيان، حتى ذاع صيته فى جميع قرى الفتح، وهو متفرغ لخدمة الفقراء لأنه غير متزوج، ولم يستغل علمه في ثراء أو حياة مترفة، وونجده ليل نهار فى أى وقت لا يتأخر عن أحد وفرغ حياته في خدمة الناس ورفض مناصب كثيرة.
المواطنون يتحدثون عن طبيب الغلابة بأسيوط
وأضاف 'سعد أحمد ': دائمًا يراعي ظروف الفقراء واحتياجهم، ويرى أن الطب لا يجب أن يكون تجارة لأنه رسالة إنسانية حقيقية في المقام الأول، ودومًا ما كان يرفض أن يأخذ أي تبرعات أو مساعدات من أي شخص أو مؤسسة ويقول إنه لا يحتاجها فليعطوا تلك الأموال لمن يستحقها.
المواطنون يتحدثون عن طبيب الغلابة بأسيوط
ويأتى الدكتور فضل حسن ليتربع فى قلوب أهالى مركز الفتح وهو من محافظة المنيا عمل في أسيوط منذ 25 عامآ فى قرية الفيما بمركز الفتح وكشفه لا يزيد عن 5جنيهات فقط، ولتفانيه وحبه لخدمه المواطنين وعشقه لدعاء الفقراء له نسى الزواج وتفرغ للغلابه واستمر معهم حتى بعد خروجه للمعاش وعندما تعاقدت معه الصحة رفض تقاضى أى أجر وقال 'يكفينى أجر حب الناس الفقراء وأنا من الفقراء وعلمني أبى أن أعيش وأموت فى خدمتهم'.
المواطنون يتحدثون عن طبيب الغلابة بأسيوط
من جانبه، قال الدكتور فضل حسن 'طبيب الغلابة بالصعيد': تربيت فى بيئة فقيرة وتعايشت فى تلك الظروف الصعبة وخاصة بعد وفاة الأب وتركنا أطفالا صغارا فأثر ذلك فى شخصيتى، ويوجد العديد من الفقراء لايستطيعون شراء روشتة علاج بقيمة 20 جنيها فى ظل غلاء الأدوية، ولا أنظر للمال وإنما أنظر لدعوة الفقراء وأنظر لحبهم وكرم ربنا فى صحتى هذا أغلى من أى مكاسب مادية وكنز لايقدر بثمن، فأهم شىء فى الطبيب الإنسانية وتطبيق القسم الذى رددناه بعد التخرج بأن نكون أمناء على المرضى وعلى أحوالهم المادية ولا أنظر إلا لحساب ربنا وليس حساب رئيس فى العمل أوغيره.
وناشد فضل الأطباء قائلا: 'راعو ضمائركم أولا' وتلك المهنة من المهن الإنسانية وليست مهنه للتربح والمكسب على حساب الغلابة، والإنسانية تعلو وتسمو فوق كل اعتبار، وأهم شىء فى الدنيا الستر والصحة والعافية، وللأطباء الذين يغالون فى أجورهم واستغلال الفقراء أقول: 'إن ربك لبالمرصاد'.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
