'في ظروف الحرب يأتي العيد كأنه مجرد يوم عطلة، من زمان ما مر العيد على سوريا، وللأسف كورونا هي آخر هم المواطن السوري خاصة، في ظل فقدان الأدوية أو القدرة على الذهاب إلى المستشفى'.
ذاكرة الحرب والعيد في سوريا
تروي 'ليلي العسلي' لصحيفة 'الجارديان' شهادتها عن العيد في سوريا، وحالة الشتات التي جمعت السوريين وهم يتابعون مناطقهم المتهدمة، بعد أن تعرضت للتدمير والقصف بالصواريخ والبراميل المتفجرة؛ حيث تضيف إلى أعبائهم معاناة أخرى، وتترك مشاعر مختلطة لديهم، تراوح بين الحنين والفقد، إضافة إلى الخوف والتهديد المستمرين، خاصة من تركوا عائلتهم داخل هذه الدائرة البعيدة المخيفة.وبينما حاولت الفتاة السورية أن تستعيد ذاكرتها القديمة، فقد بدت مثل من يقف بين عالمين منفصلين: 'لم يعد ثمة عيد في سوريا، أصبحت مجرد أيام عادية، أتابعها من خلال الأهل حينما أطمئن عليهم، فالناس لم تعد لديهم القدرة على شراء احتياجاتهم الأساسية، لإعداد وتحضير المأكولات المرتبطة لديهم بالعيد؛ مثل الحلويات والمعمول، بالإضافة إلى شراء الملابس الجديدة للأطفال، وهو ما ينعكس على الأسواق التي تعاني من الكساد؛ فلم تعد الأسواق التجارية الشهيرة والمحال تفتح قبل أيام العيد على مدار اليوم، ومن بينها سوق الحميدية والحرير، وشارع الحمراء، والصالحية، وباب توما، والتي كانت جميعها تشهد توافداً للزوار للنزهة أو الشراء.
هل قانون القيصر الأمريكي أثر على فرحة العيد؟
تتابع 'ليلي' أن هناك انخفاض كبير في الليرة السورية أمام الدولار، خاصة بعد تطبيق قانون قيصر الأمريكي، والذي فرض عقوبات اقتصادية على النظام، أدت إلى تفاقم الأزمة الاجتماعية، وترتّب عليها ضعف القدرة الشرائية لغالبية المواطنين السوريين، ومن ثم اختفت مظاهر الاحتفال بالعيد وتلاشت عاداته المميزة، كما أن المناطق الخاضعة للنظام أو الفصائل المسلحة أضحت لا تختلف كثيراً من ناحية تأثيراتها المباشرة والسلبية على السوريين؛ ففي كافة الأحوال، الشعب منهك، في ظل الغلاء، والانفلات السياسي والأمني.وعندما تحولت القضية السورية في المشهد العام إلى حرب أهلية، طائفية وعرقية، ودمر ذلك اقتصاد البلاد؛ فقد أثر في حياة الناس ونمط معيشتهم، وبالتالي، ممارسة طقوس العيد
فرحة العيد تغيب عن أطفال سوريا
ووفقا للصحيفة البريطانية فقد تضرر 40 % من البنية التحتية، ما تسبب في خسارة حوالي 65 ملياراً، وبلغ معدل الفقر 86 % بين السوريين البالغ عددهم حوالي 22 مليوناً، حسبما يشير المركز السوري.وبلغ عدد الوفيات المرتبطة بالنزاع 690 ألف شخص، من بينهم 570 ألفاً قتلوا بشكل مباشر نتيجة النزاع الذي أدى إلى خروج 13 مليوناً من بيوتهم نازحين ولاجئين، في وقت يعيش 2.4 ملايين طفل خارج المدارس داخل البلاد، التي تعلم ستة مناهج في 'مناطق النفوذ' المختلفة؛ وهم حوالي 35 % من الأطفال في سن الدراسة، يضاف إلى ذلك نسب عدم التحاق بالمدارس مشابهة في أماكن اللجوء خارج سوريا'.