'بطيخ من غير بذر' جملة تثير دهشة الكثير من المواطنين عند سماعها، إلا أن تفاصيلها تكشف عن مشروع بحثى استمر لمدة 20 سنة، وتحديات كثيرة وجهود كبيرة وحلم ظل يراود صاحبه الباحث المصري سليمان أحمد عمران، أستاذ قسم تربية الخضر بمعهد بحوث البساتين بمركز البحوث الزراعية، منذ كان طالبًا إلى أن تمكن من خروج بحثه إلى النور بجهده الذاتي ليحقق الاكتفاء الذاتي ويطمح بالوصول للعالمية.
'تعبت كثيرًا إلى أن أصبح الحلم حقيقة'، بهذه العبارة كشف 'عمران' رحلته البحثية لإنتاج البطيخ اللابذري لـ 'أهل مصر'، منذ أن كان طالبًا وسمع عنه في أحد المقالات الأجنبية، فقرر بعد أن تخرج أن يكون هذا المشروع رسالته البحثية في الحصول على الدكتوراه، وسجلها في عام 2003 وبذل قصاري جهده ليطبقه على أرض الواقع.
رغم أن البطيخ اللابذري موجود في بعض الدول مثل الصين واليابان والولايات المتحدة الأمريكية، منذ سنوات قديمة إلا أن سعره غالي جدًا، والإنتاجية قليلة للغاية، وبدأ يختفي من الأسواق لعدم توافر التقاوي، يقول 'عمران': 'فكرت أن أحقق الاكتفاء الذاتي للسوق المحلي أولاً وبعدها أصدر للدول المذكورة لا سيما أنهم يرغبون الحصول عليه ويبحثون عن كيفية إنتاجه'.
يشرح 'عمران '، أن التقاوي الخاصة بالإنتاج اللابذري كانت موجودة بشركات أجنبية ومحتكرة، وأول من اكتشفه كان باحثا يابانيا، ولكن المشروع البحثى المصري استطاع من خلاله الحصول على الآباء لتتم عمليات التهجين وتتضاعف الكميات، والتفوق على الدول الأجنبية، حيث فكرة إنتاج البطيخ الخالي من البذور تقوم على إمكانية تضاعف عدد الكروموسومات الموجودة في مختلف أنواع البطيخ مع تطبيق بعض العمليات الكيميائية ليحدث عقم للبطيخ، تكون الثمرة المنتجة خالية من البذر.
ويحكى الباحث هدفه من إنتاج مشروع البطيخ اللابذري بأن يحقق الاكتفاء الذاتى للسوق المحلى لاسيما أن مصر تستورد كميات كبيرة من البطيخ بشكل عام، ويجري العمل على خطة تصديره للدول الإفريقية والأوروبية، قائلاً 'إحنا أول سنة نزرعه ونزلت تابعت مع المزارعين حتى تم إنتاجه وبدأ ينتشر ويوزع على المحلات التجارية الكبري لكن وجوده مازال قليلا، ليتم التوسع في زراعته الفترة المقبلة لتحقيق وفرة في الإنتاجية ويتم التعاقد مع المزارع الكيلو بيخرج من المزرعة للأسواق بقيمة تتراوح من 4 لـ 5 جنيه، ويتم زيادة سعرها في السوق حسب القيمة الربحية وغالي لأنه لسه في البداية، وبعد ذلك هيكون الإنتاج زيادة والأسعار هتقل'.
ويوضح 'عمران' أنه بدأ في إنتاج الآباء للحصول على التقاوي، مرددًا 'بقى عندنا بطيخ بالألوان أحمر وأصفر وأبيض ولم يتأثر الطعم وجميعها ألوان طبيعية غير مُضرة وتغيير الألوان لتلبية الأذواق وقد يزيد السكر بنسبة 1% بالإضافة إلى تعدد الأشكال والأحجام'.
بطيخ من غير بذر
وأشار أنه لم يحصل على أي مساندة أو دعم من الدولة أو البحوث على بحثه، وظل يصرف عليه من راتبه الخاص وسط العديد من الضغوط النفسية والعصبية، لولا الإرادة، معلقًا 'بعد ذلك لما الموضوع اتعرف والرئيس السيسي أوصى في اجتماعته بضروة الاعتماد على إنتاج البذور، وزير الزراعة اجتمع معايا وقالى محتاج ايه قلتله بحلم أنى بلادنا يكون فيها مركز أبحاث لإنتاج البذور لمختلف المحاصيل والخيار والبطيخ الكانتلوب وغيره لتكفي الدولة احتياجاتها وتصدر للغير'.
بطيخ من غير بذر
وتابع :' أول مرة أقابل وزير مهتم بالموضوع وقالى هدعمكم.. والقصير رجل رقمي ويعلم المردود الاقتصادي فمصر تستورد بـ 200 مليون جنيه بطيخ بذري ولابذري'، موضحًا أن المشروع يدر أرباحًا مالية مضاعفة للمزارعين، كما أنه ذات لحم أكثر صلابة من البطيخ البذري، ما يجعل فترة تخزينه أطول، وبالرغم من ذلك يقترب سعره من سعر البطيخ العادي وإمكانية تصدره فيتحمل درجات الحرارة.
بطيخ من غير بذر
وقدم وزير الزراعة سيد القصير، دعمًا ماليًا قدر بـ50 مليون جنيه للمشروع الوطني لإنتاج التقاوي، فضلًا عن تخصيص مساحات للمزارع اللازمة لإنتاج البذور.
واختتم أستاذ بحوث البساتين حديثه، بأنه توالت عليه العروض من الخارج لنشر بحثه لكنه عكف على المضى في طريقه ليخدم المشروع بلده لتصبح مصر أولى البلاد العربية التي استطاعت أن تهجن البطيخ اللا بذري الطبيعي دون استخدام الأشعة بل وتصدره للخارج.
بطيخ من غير بذر
يذكر أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أصدر توجيهاته بضرورة الاهتمام بالمشروعات الزراعية القومية، لضبط آلية السوق، افتتح قطاع محمد نجيب للزراعات المحمية بقاعدة محمد نجيب العسكرية والذي يعد أحد أهم المشاريع القومية في مجال الزراعات المحمية والصوب الزراعية.
بطيخ من غير بذر
ويهدف إلى مواصلة مسيرة العطاء وتطوير الاستثمارات الزراعية بأرقى المعايير الدولية، ويعد هذا الافتتاح إنجازاً جديدا للشركة الوطنية للزراعات المحمية التي أنشأت بقرار من القيادة السياسية كإحدى الشركات التابعة لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية، حيث أخذت الشركة على عاتقها مسؤولية إنشاء العديد من التجمعات الزراعية في المناطق الصحراوية مع تدريب الآلاف من شباب الخرجين على أحدث النظم التكنولوجية في ذلك المجال.
وتحقق البيوت الزراعية عالية التكنولوجيا ترشيداً يصل لنحو80% من مياه الري مع زيادة في الإنتاجية تصل لنحو أربعة أمثال، ويتحقق ذلك من خلال منظومة التحكم البيئي في درجات الحرارة والرطوبة والتهوية ومستويات الإضاءة المطلوبة والعمل على زيادة المعروض من بعض أصناف الخضروات الطازجة في الأسواق بالأسعار المناسبة والجودة العالية، حيث يرجع انخفاض متوسط نصيب الفرد فى مصر حالياً من الغذاء الصافي من الخضروات إلى انخفاض صافى الإنتاج المحلى منه متزامناً مع الزيادات السكانية المستمرة'.