اقتصاد لبنان المتهاوي زادت آلامه بشدة، في الساعات الأخيرة، بعد الخسائر الاقتصادية غير المسبوقة في حادث بيروت اليوم، والتي تحتاج لأيام ليتم حصرها، حيث تأثرت العديد من المباني والمنشآت الاقتصادية والحكومية، وتعرضت لأضرار كبيرة لوقوعها بالقرب من موقع الانفجار الذي أثر على محيط نصف قطره كيلومترات حسب وسائل إعلام لبنانية محلية.
وشهد لبنان الغارق في أزماته المالية والمعيشية والصحية، أمس انفجاراً ضخماً هز مرفأ بيروت مما أسفر عن سقوط أكثر من 100 قتيل و 4000 مصاب بسبب وجود مواد شديدة الانفجار كانت مصادرة منذ فترة وفقا لما أعلنه مدير الأمن العام اللواء عباس ابراهيم، حيث وقع انفجاران متتالان الأول انفجار صغير نتيجة وجود مادة 'تي.ان.تي' واحتراق بعض المواد الأخرى، أعقبه انفجار ثان كبير نتيجة اشتعال مادة نيترات الصوديوم، وعليه غطى دخان كثيف سماء العاصمة بيروت، ويقدر متوسط عدد البواخر التي تدخل ميناء بيروت بنحو 170 باخرة شهرياً تفرغ نحو 700 ألف طن وتشحن نحو 70 ألف طن، فيما يقدر متوسط عدد المستوعبات المفرغة بنحو 23 ألف مستوعب شهرياً.
اقرأ ايضاً: من هو المتورط في تفجيرات بيروت؟.. ثلاثة متهمين وراء "فاجعة" لبنان
هل يستطيع لبنان الاعتماد على المساعدات الخارجية؟
بعد التخلف عن سداد سندات اليورو فى مارس الماضى، دخل لبنان فى محادثات مع صندوق النقد الدولى من أجل الحصول على قرض قيمته 10 مليار دولار، وتوقفت المحادثات مع فشل المسئولين اللبنانيين فى التوصل إلى اتفاق حول حجم الخسائر فى النظام المالى وتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية اللازمة للحصول على التمويل.
وقالت صحيفة 'الجارديان' البريطانية أن الإنتاج المحلي للقمح يغطى حوالي 10٪ فقط من الاستهلاك اللبناني، حيث يتم استيراد الباقي - بشكل رئيسي من روسيا، تقريبا جميع الحبوب المستوردة (80٪ +) تدخل من خلال هذا الطرف الوحيد في قلب الانفجار.
وقال وزير الاقتصاد اللبناني راوول نعمة لوسائل الإعلام المحلية إن القمح في مخازن الحبوب في مرفأ بيروت لا يمكن استخدامه وأن الوزارة فقدت مسار سبعة موظفين في مخازن الحبوب.
خسائر أكبر من الوصف
قال رئيس الوزراء اللبناني السابق، سعد الحريري، إن حجم الخسائر أكبر من أن توصف، والخسارة الأكبر سقوط عشرات القتلى والجرحى، والأمل في حل أزمة لبنان الاقتصادية يتبخر بعد انفجار بيروت.
ويشهد لبنان حاليا أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه، مع تدهور في سعر العملة، وقيود على الودائع المصرفية، وتضخم وغلاء في الأسعار، بالإضافة إلى خسارة الآلاف وظائفهم.
وهزّ الانفجار كل أنحاء العاصمة وطالت أضراره كل الأحياء وصولا إلى الضواحي، وتساقط زجاج عدد كبير من المباني والمحال والسيارات، وأفاد أشخاص في جزيرة قبرص المواجهة للبنان عن سماع صوت الانفجار أيضا.
وأدى الانفجار إلى أضرار هائلة في مختلف أنحاء مدينة بيروت، بدءاً من محيط المرفأ وصولاً إلى وسط بيروت والسراي الحكومي ومطار بيروت، وفردان والحمراء وغيرها.
وتفقد محافظ بيروت مروان عبود مكان وقوع الانفجار، وقال إن 'بيروت منكوبة وهناك دمار كبير وما حصل غير مسبوق'، وحسب وسائل إعلام لبنانية محلية، تعرض 90% من مستودع أدوية الأمراض المستعصية في منطقة الكرنتينا للتلف جراء الانفجار.
المؤسسات التجارية تضررت
واشتعلت النيران في باخرة قبالة مرفأ بيروت، بعد الانفجار الضخم الذي وقع الثلاثاء، ولم يعرف ما إذا كان عليها ركاب أو عمال، وفق ما أفادت صحيفة في وكالة فرانس برس.
وطلب ضابط في المكان من صحفيين مغادرة كل منطقة المرفأ خوفا من انفجار الباخرة التي تحوي وقودا، وبدا أن مستوعبات كثيرة في المرفأ تحولت ركاما.
وتعرضت المباني السكنية ومباني المؤسسات التجارية القريبة من الميناء إلى أضرار بالغة إذ تحطمت واجهاتها الزجاجية وانهارت سقوفها وكذلك الجدران الأسمنتية بها، إلى جانب الدمار الذى طال السيارات التى كانت تقف وتتحرك على مقربة من الميناء.
تفجيرات لبنان
كما بدت منطقة ميناء بيروت وكأنها ساحة حرب، وانهارت كل المباني بداخل الميناء إلى حد انصهرت معه الواجهات الحديدية لتلك المباني، وعم الدمار الميناء وتطايرت حاويات البضائع العملاقة.
كانت معلومات أمنية أولية قد تحدثت عن انفجار فى أحد عنابر ميناء بيروت البحرى جراء حريق طال العنبر الذى يحتوى على 'مفرقعات نارية' لم يُعرف إلى أى جهة تعود، فيما تبين أن المواد المصادرة هي من مادة نيترات الصوديوم سريعة الاحتراق والتي جرى مصادرتها منذ 4 اشهر من إحدى البواخر ووضعت في المرفأ وكان يجب إعدامها فورا.
أسواق بيروت أصبحت ركاما
'أسواق بيروت' أشهر المناطق التجارية ومحطات الموضة في العاصمة اللبنانية لم تعد موجودة بعد أن تحوّلت إلى منطقة منكوبة بفعل الإنفجار الضخم الذي هزّ مدينة بيروت مساء أمس الثلاثاء.كانت تُعرف هذه المنطقة بأكبر مناطق التبضّع في العاصمة اللبنانية، إذ تتضمّن أكثر من 200 متجر من بينها مجمّع Beirut Souks الشهير الذي يتضمّن بالإضافة إلى محلاّت الأزياء دور للسينما، مطاعم، وأماكن للترفيه.
اقرأ أيضاً: محافظ بيروت: صوامع القمح دُمرت تقريبا ولم يبق سوى القليل بالمخازن الخاصة والأفران
تاريخياً كانت منطقة الأسواق العصب التجاري لمدينة بيروت حتى العام 1975 تاريخ بداية الحرب اللبنانيّة التي دمّرت هذه المنطقة بالكامل، وقد أعيد تأهيلها بعد انتهاء الحرب تحت إشراف رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري الذي تمّ اغتياله بإنفجار عبوة ناسفة خلال العام 2005.
تتضمّن أسواق بيروت مبانىٍ تمّ تجديدها مع الحفاظ على طابعها القديم. وهي مقسّمة إلى قسمين: الأسواق الشماليّة والأسواق الجنوبيّة وقد صمم المهندس رافاييل مونو الأسواق الجنوبيّة بالتعاون مع المهندس سمير خيرالله أما أسواق الذهب فيها التي تحتوي على 49 متجر فقد صممها كيفن داش.
وتتميّز الأسواق الجنوبيّة بأزقتها ذات السقوف المقوّصة التي تترامى المتاجر تحتها. وكانت احتفظت شوارع المنطقة بأسماء الأسواق القديمة نفسها مثل سوق الطويلة، سوق أياس، سوق الصاغة، وكانت حصلت هذه الأسواق على جائزة 'إبينا إشو أوارد' عام 2009 بفئة التميّز المعماري.
هذه الأسواق التي كانت مقصد متابعي الموضة والسيّاح تحوّلت مساء أمس إلى منطقة منكوبة نتيجة الإنفجار الذي طالت آثاره جميع أرجاء وسط بيروت وصولاً إلى مناطق الحمرا، الجميزة، الأشرفية، والمرفأ.
وقد تعرضت دور أزياء إيلي صعب، زهير مراد، ربيع كيروز وسواهم من المصممين اللبنانيين الذين لديهم مشاغل وصالات عرض في العاصمة اللبنانية إلى أضرار جسيمة.
إلى ذلك، قال محافظ بيروت، مروان عبود، إن حجم الأضرار بسبب انفجار بيروت يتراوح بين 3 و5 مليارات دولار، وفقا لما نقلته المؤسسة اللبنانية للإرسال إنترناشونال.
اقرأ أيضاً: مدير مرفأ بيروت يكشف أسرارا خطيرة عن المفرقعات المسببة للانفجار: حذرنا منها مدة 6 سنوات
5 مليارات دولار خسائر اقتصاد تفجيرات لبنان
ويذكر أن 300 ألف لبناني أصبحوا بلا مأوى بعد الانفجار، وتزيد هذه الخسائر من معاناة لبنان الذي يحتاج إلى ما يصل إلى 93 مليار دولار لإنقاذ اقتصاده، وفقا لتقرير معهد الدفاع عن الديمقراطية الأميركي.
ويشير التقرير الجديد إلى أن بيروت تحتاج إلى 67 مليار دولار من الأموال الجديدة لتحقيق الاستقرار في القطاع المصرفي اللبناني، بافتراض سعر صرف غير رسمي قدره 4000 ليرة لبنانية مقابل الدولار، ولا يشمل ذلك 22 مليار دولار من الخسائر التي تكبدها البنك المركزي، مصرف لبنان. كما أنه لا يتضمن خسائر صافية متوقعة تبلغ 4.2 مليار دولار أو أكثر من سندات اليورو المتعثرة.
ويشير التقرير إلى أن احتياج لبنان البالغ 100 مليار دولار تقريبًا لا يشمل حتى البنية التحتية العامة والاحتياجات الأخرى. وفي هذا السياق، بلغت أكبر خطة إنقاذ لصندوق النقد الدولي على الإطلاق 57 مليار دولار للأرجنتين في عام 2018.
وهزت انفجارات ضخمة ميناء بيروت، أمس الثلاثاء، والتي أودت بحياة ما لا يقل عن 100 شخص وجرح نحو 4000 آخرين في العاصمة اللبنانية.
قال محافظ بيروت، مروان عبود، إن حجم الأضرار بسبب انفجار بيروت يتراوح بين 3 و5 مليارات دولار، وفقا لما نقلته المؤسسة اللبنانية للإرسال إنترناشونال.
اقرأ أيضاً: محافظ بيروت: 300 ألف لبناني أصبحوا بلا مأوى و5 مليارات دولار خسائر
وأضاف أن 300 ألف لبناني أصبحوا بلا مأوى بعد الانفجار، وتزيد هذه الخسائر من معاناة لبنان الذي يحتاج إلى ما يصل إلى 93 مليار دولار لإنقاذ اقتصاده، وفقا لتقرير معهد الدفاع عن الديمقراطية الأميركي.
ويشير التقرير الجديد إلى أن بيروت تحتاج إلى 67 مليار دولار من الأموال الجديدة لتحقيق الاستقرار في القطاع المصرفي اللبناني، بافتراض سعر صرف غير رسمي قدره 4000 ليرة لبنانية مقابل الدولار، ولا يشمل ذلك 22 مليار دولار من الخسائر التي تكبدها البنك المركزي، مصرف لبنان. كما أنه لا يتضمن خسائر صافية متوقعة تبلغ 4.2 مليار دولار أو أكثر من سندات اليورو المتعثرة.
ويشير التقرير إلى أن احتياج لبنان البالغ 100 مليار دولار تقريبًا لا يشمل حتى البنية التحتية العامة والاحتياجات الأخرى، وفي هذا السياق، بلغت أكبر خطة إنقاذ لصندوق النقد الدولي على الإطلاق 57 مليار دولار للأرجنتين في عام 2018.