في وقت تقدم فيه توصيات للحد من نفوذ جماعة الإخوان المسلمين، دعت لجنة تحقيق فرنسية إلى منع الإخواني، يوسف القرضاوي، وأنصاره من دخول الأراضي فرنسا.
التوصيات الـ44 الواردة في التقرير الذي قدم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون شخصيا، الذي قدم أيضا إلى مجلس الشيوخ الفرنسي، تعاطت مع إستراتيجية الإخوان المسلمين للتسلل من أجل السيطرة على منظمات وجاليات، وحتى مؤسّسات تمولها الدولة مثل المدارس.
ماذا جاء في المذكرة التي قدمت بشأن القرضاوي في فرنسا؟
جاء في التقرير؛ أنّ 'الردكلة الإسلاموية يدفعها بشكل خاص مشروع سياسي، هو 'الإسلاموية'، تدعمه دول أو جماعات أو أفراد'، وشكّل نموّ جماعة الإخوان المسلمين، التي يعتقد أنّها تسيطر على نحو 150 مسجدا فرنسيا، ومئات المؤسسات الأخرى، تهديدا خاصا؛ وأنّ الجماعة قد حظيت بدعم كلّ من قطر وتركيا، ما أسهم في توسيع أنشطتها.وقال التقرير: 'من أجل محاربة نفوذ الإخوان المسلمين يجب أن يقوم وزير الداخلية بمراجعة إمكانية إعلان حظر إداري على الأراضي ضدّ يوسف القرضاوي والمنظّرين الأيديولوجيين لهذه الحركة'.
ومن شأن الحظر أن يقيّد بشدة أنشطة أولئك الذين ينظر إليهم على أنّهم يعملون مع القرضاوي، ويسمح بفرض قيود على نشر كتاباته، كما أن نطاق العمل يجب أن يكون أوسع من قيادة الإخوان المسلمين، ويمتدّ للتعاطي مع الجماعات الخاضعة لسيطرة الإخوان داخل الجالية المسلمة.
وأضاف موقع لو فيجارو الفرنسي: 'لست مشرعا، لكن يجب أن نبدأ بإغلاق 600 جمعية، بموجب قانون 1901، مرتبطة بالإخوان المسلمين في فرنسا، والتي تشكّل الطرف الآخر من السلسلة الإرهابية'.
وقال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إنّ هناك مبادرة سياسية رئيسة قيد الإعداد لضمان عدم تقسيم فرنسا بين الجاليات؛ حيث تنقطع بعض شرائح المجتمع عن التيار الرئيس.
جماعة الإخوان والشعور بالاستهداف
بينما تستغل جماعة الإخوان المسلمين مشاعر الإحساس بالاستهداف وعدم المساواة، فإنّها تسعى أيضاً إلى تجنيد أتباع من أبناء النخبة، يستطيعون ممارسة أشكال تأثير قوية على الهيئات المدعومة من الدولة.
من جانبها، قالت جاكلين أوستاش-برينيو، وهي عضوة في مجلس الشيوخ من يمين الوسط ومقررة التحقيق: 'في كلّ مكان، علينا معرفة من يفعل وماذا يفعل في هذا البلد، للتأكّد من إيقاف هذه المنظمة على المستوى الشعبي'، مضيفة: 'بالنسبة إلى سلطات البلدية؛ فقد شهدنا دخول عدد معين من النشطاء، الذين جاؤوا إلى هناك لجلب الأصوات نيابة عن إحدى الجاليات، وتجب علينا محاربة ذلك'.
وأشار التحقيق إلى أنّ إنشاء المجلس الإسلامي كان خطأ؛ لأنّه وفّر منبراً لنفوذ الإخوان على المستوى الوطني والإداري، وعلى وجه الخصوص، روّجت الحملة الجماعية ضدّ الإسلاموفوبيا، التي قام بها المجلس لجماعة الإخوان المسلمين.
ناقوس الخطر يدق بسبب الشباب الفرنسي
جاء في التقرير، الذي يدقّ ناقوس الخطر بشأن شباب فرنسا، أنّ 'الدولة في حاجة إلى الاستجابة للوضع في المدارس والنوادي الرياضية ومجموعات الشباب'، قائلا: 'فرنسا محظوظة؛ لأنّها قادرة على الاعتماد على 1.5 مليون جمعية، وتعبئة ما بين 16 إلى 20 مليون متطوع'، مضيفا: 'من نواحٍ كثيرة، لا يمكن الاستغناء عن هذه الجمعيات، خاصة في مجال الشباب'.وتابع أنّ الاعتقاد الخاطئ بأنّ الاتحادات الرياضية عبارة عن حصن ضدّ الردكلة يجب هدمه، قائلا: 'حتى وقت قريب، لم تكن قضية الردكلة والانفصالية المجتمعية والدينية عاملا كبيرا في عالم الرياضة، سواء بالنسبة إلى الدولة أو الاتحادات، أو حتى الأندية المهنية والنقابية'.
وتستغل جماعة الإخوان المسلمين مشاعر الإحساس بالاستهداف وعدم المساواة، وتسعى أيضاً إلى تجنيد أتباع من أبناء النخبة، يستطيعون ممارسة أشكال تأثير قوية على الهيئات المدعومة من الدولة، وتشير لجنة التحقيق إلى أنّه رغم من التقدم المحرز فيما يتعلق بالتدريب لمكافحة الردكلة والانفصالية الدينية، فإنّ ذلك ما يزال غير كافٍ لمواجهة اللاعبين المشاركين في الرياضة.
وأعرب التقرير عن قلقه إزاء ارتفاع عدد الأطفال المنخرطين في الدراسة المنزلية، خارج المناهج الوطنية المنظمة، وهو العدد الذي ارتفع بنسبة 20 في المئة، في العام الدراسي 2018-2019، حتى قبل تفشّي الوباء.
وقال وزير التعليم الفرنسي، جان-ميشيل بلانكر، إنّ بذور الخطر المستقبلي يمكن أن تزرع في هذا الاتجاه، مضيفا: 'لقد شهد عام 2010 زيادة حادة في عدد طلبات فتح مدارس خارج النظام'، مؤكدًا أنه يجب أن نظلّ يقظين جدا بشأن جودة التعليم ومخاطر الردكلة الإسلاموية أو الانحراف الطائفي.