لم تكتفِ تركيا بدعم الإرهاب في الدول العربية، وتمويل المنظمات والمليشيات الإرهابية في سوريا وليبيا والعراق ومصر ومالي والكثير من الدول، بل أيضا أدخلت الإرهاب داخل إحدى المدن التركية التي يسيطر عليها حزب التنمية والعدالة التركي التابع للرئيس التركي رجب طيب اردوغان، حيث وفرت ملاذاً آمنا لرجال تنظيم داعش الإرهابي في 'سراديب' تحت مدينة ' أنقرة'، حيث نقلت تلك السراديب من العاصمة إسطنبول الي أنقرة عقب خسارة اردوغان المدوية السيطرة على بلدية إسطنبول، ولعل ذلك من الأسباب الهامة التي كانت تؤرق حزب العدالة والتنمية التركي عقب خسارته إسطنبول أمام منافسه في انتخابات البلديات الأخيرة.
وفي هذا السياق، كشف موقع 'نورديك مونيتور' عن سراديب تحت مدينة أنقرة تتخذ منها قيادات تنظيم الداعي الإرهابي الهاربين من العراق وسوريا ملاذا آمنا، كما تتخذ منها السلطة التركية سجونا لتعذيب المعارضة بالاساليب الداعشية.
كيف تم إنشاء "سراديب" تحت أنقرة لحماية قيادات داعش؟
خلال البحث الاستقصائية للموقع السويدي المخابراتي، اكتشف سراديب تحت مدينة أنقرة تمت الموافقة عليها في السجلات الحكومية التركية على أنها معتقلات للمعارضة من الكردستان، وقد وافق على تلك السراديب النائب العام التركي 'مصطفي مانجا'.مصطفي مانجا
وقال الموقع إن الرقابة الأوروبية اكتشفت جزءا من تلك السراديب ولكنها لم تعثر علي قيادات داعش الذين تواجدوا بها لمدة عامين كاملين والذي يرجح أن يكون تم نقلهم لمكان آخر لحمايتهم.
وأضاف الموقع السويدي، أن الأدلة التي وجدت داخل السراديب تشير إلى وجود آثار تعذيب لسجناء معارضين لتركيا، كان من بينهم أحد رجال الشرطة ' فاتح كاراباج' الذي اكتشف سراديب إسطنبول وعند بلاغه القائد تم اقتياده وتعذيبه داخل السجون السرية على يد تنظيم داعش الإرهابي ، حيث كان ' كاراباج' من بين الضباط الذي حققوا في قضايا تنظيم داعش في سوريا والعراق، وقد احتجازه في تلك السجون لمدة ٣٠ يوماً حتى توفى، وتم تسجيله في السجلات على أنه توفى إثر اعتقاله في سجن إسطنبول بتهمة الخيانة العظمى ومحاولة الانقلاب في ٢٠١٦.
وثائق تكشف سراديب تحت أنقرة
٥٠٠ رجل وامرأة لقوا حتفهم في سراديب أنقرة
كشفت وثيقة حصل عليها الموقع السويدي أن ٥٠٠ رجل وامرأة توفوا اثر التعذيب في سجون أنقرة تحت الارض،كما تم اغتصاب ١٨ امرأة من قبل قيادات داعش الإرهابي، وحرموا من الطعام والشراب لتسليم أجسادهم لرجال التنظيم طوعاً عقب اغتصابهن.سراديب تحت أنقرة
إفلات الجناة من العقاب
كان مرتكبو التعذيب في تركيا يتمتعون بالحماية بموجب مرسوم حكومي أصدره الرئيس أردوغان يوفر حصانة شاملة للمسؤولين الذين شاركوا في التحقيقات في الانقلاب، حيث منح المرسوم بقانون رقم 667 ، الذي أصدرته الحكومة في 23 يوليو 2016 ، حماية شاملة لموظفي إنفاذ القانون من أجل منع الضحايا من رفع شكاوى التعذيب أو سوء المعاملة أو الإساءة ضد المسؤولين.وثائق تكشف سراديب تحت أنقرة
نصت المادة 9 من هذا المرسوم بقانون على أنه 'لا يجوز أن تنشأ مسؤوليات قانونية وإدارية ومالية وجنائية فيما يتعلق بالأشخاص الذين اتخذوا قرارات وقاموا بواجباتهم في نطاق هذا المرسوم بقانون'.