على الرغم من انخفاض الحد الأدنى لمجاميع تنسيق كليات الطب والصيدلة الخاصة والأهلية لعام 2020، إلا أن مقترح تحويل الطلاب من كليات الصيدلة إلى طب بعد بدء الدراسة أثار تحفظ الأطباء عليه في حين قابله موافقة من الصيادلة لسد عجز المنظومة الصحية.
علق الدكتور حاتم البدوي، سكرتير عام شعبة الصيدليات باتحاد الغرف التجارية، على مقترح تحويل الصيادلة إلى كليات الطب، بأنه كلام ليس جديدًا فهو موجود منذ 20- 25 عاما ومعترف به في كل دول العالم، ففي الماضي كان يتم التحويل من علوم إلى صيدلة ومن طب لصيدلة والعكس، طالما كانت المواد التي يتم تدريسها متشابهة.
وقال الدكتور حاتم البدوي في حديثه لـ "أهل مصر"، أن المناهج متقاربة وهناك نقص في أعداد الأطباء فالأمر يحل أزمة، لأن هناك نقص كبير وواضح في أوقات فيروس كورونا المستجد، لافتا أنه عندما تخرج كان مجموعه الكلي أعلى من طب عين شمس ولكنه رفض ودخل كلية الصيدلة لأن حينها 95% من الصيادلة كتبوا صيادلة في رغبتهم الأولى بسبب كونها 5 سنوات فقط وفكرة فتح صيدلية والدخول في سوق العمل سريعا.
وأضاف سكرتير عام شعبة الصيدليات باتحاد الغرف التجارية، أن سوق العمل لا يحتاج لأي صيادلة يتم تخريجهم في الوقت الحالي، ففي العام الماضي تم تخريج بين 14- 15 ألف صيدلي وجميعهم لم يعملون ولم يتم تعيينهم في الحكومة أو تكليفهم ولا نحتاج أيضا نصف العدد فهو عدد كبير أيضا متسائلا: "الأعداد اللي بتتخرج دي كلها هنوديها فين؟".
وعلق الدكتور محمد الشيخ، نقيب صيادلة القاهرة، أن هذا المقترح وارد ويمكن أن يسد عجز المنظومة الصحية ولكن بضوابط وشروط معينة، مثل أن يكونوا طبيب عام مثلا أو في التحاليل وتخصصات معينة يتم تحديدها وليس في مجال الطب عموما، قائلا: "أرى أن المقترح قابل للتطبيق ولكن بضوابط معينة وأن يتم تخريج الصيدلي بالدراسات الكافية التي تؤهله لكونه طبيب عام".
وأضاف في حديثه لـ "أهل مصر"، أنه من الناحية القانونية يحدث ذلك، ففي الماضي كان أي شخص ينهي دراسة العلوم الطبية يمكنه أن يلتحق بكلية طب والحصول على سنة أو اثنين في البداية حسب المواد الدراسية ويستكمل الدراسة، وغيرها من الكليات كالعلوم والزراعة يمكنهم دخول صيدلة والبدء من العام الثاني أو الثالث، موضحًا أن هناك دول سبقتنا في هذا المجال وعلي سبيل المثال منها انجلترا في بداية 2020.
في حين قال الدكتور محمد عبد الحميد، عضو مجلس نقابة الأطباء، أن موضوع تحويل الصيادلة لأطباء فهو انتهاك لمبدأ الدستور والقانون والعدالة فلا يمكن تحويل الطالب من صيدلة إلى طب فإذا حصل منذ البداية على مجموع يؤهله لذلك سيدخل الطب ولكن يمكن السماح للصيادلة من حصل منهم فقط على مجموع الطب أن يلتحق بكليات الطب ايماءً لمبدأ العدالة أي أن مجموع الطالب هو من يتحكم في الكلية التي يتم توزيعه عليها.
كما رفضت نقابة الأطباء المقترح تماما موضحة أنه يضر بصحة المواطن المصري وبسمعة مصر الطبية العالمية، موضحة أنه من المعلوم بالضرورة أن كل فئة من فئات الفريق الطبي لها دور هام جدا تقوم به فعلا، وتمارسه طبقا للأصول العلمية والمهنية وطبقا لنوعية الدراسة النظرية والعملية التي درستها لسنوات طويلة، ولا تستطيع أي فئة أن تحل محل الفئة الأخرى، ولا يجوز القول بأن أي دراسة مكملة يمكنها معادلة شهادة علمية وعملية مختلفة، وبالتالي فعلى من يرغب في امتهان مهنة الطب ويكون مسئولا عن أرواح المصريين، فعليه أن يلتحق بالسنة الأولى من كلية الطب البشري، وبعد تخرجه وتدريبه يتم منحه ترخیص لمزاولة مهنة الطب، لذا فنقابة الأطباء ترفض هذا المقترح جملة وتفصيلا.
يذكر أن تنسيق الجامعات الأهلية الجديدة يأتي أقل بنسبة 5% عن الجامعات الخاصة والحد الأدنى للقبول 90% للطب البشرى، كليات طب الأسنان والصيدلة والعلاج الطبيعي 85% ، كما أن مصروفات الكليات تكون كما يلي مجال الطب 105.000ومجال طب الاسنان 97.000، والعلوم الصيدلية 85.000، العلاج الطبيعي 63.000، تكنولوجيا العلوم الصحية التطبيقية 39.000، علوم التمريض 31.000 جنيه.