'مجزرة مطيرة'.. هكذا لُقبت الجريمة البشعة، ذبح شقيقتي مطيرة التي تجردت منها كافة معاني الإنسانية والرحمة والشفقة على شقيقتين لحقت بهما المعاناة والشقاء والخروج للعمل في صغر سنهما لإيجاد لقمة العيش، 'ندى ونورهان' شقيقتان تعرضتا لجريمة ذبح تعجز الألسنة عن وصفها وتدمي القلوب وتدمع الأعين لمجرد التفكير بها ويُصاب العقل بالشلل التام إن حاول البحث عن مبرر لارتكابها.
كأنه سيناريو لفيلم سينمائي مرعب، مر على محافظة قنا، خلال الأيام الماضية، أبطاله شقيقتان انتهت بهما الدنيا بحزن وحسرة ومأساة وشفقة، دون ارتكابهما أي ذنب، فقط حكمت عليهما الحياة عيشة اليتم بعد وفاة الأم بالسرطان وزواج الأب بمحافظة أخرى وتخلي الأقارب والجيران عنهما، وذلك ما جعلهما مطمعا للذئاب البشرية، ذبُحت البراءة والطفولة وجدل مثار حولهما.
بداية القصة
مع حلول المساء عم الهدوء جزيرة مطيرة، بمركز قوص، جنوبي محافظة قنا، وخلت الشوارع من المارة عدا بعض المصلين، الذين خرجوا من المسجد عقب انتهاء صلاة المغرب في طريقهم إلى منازلهم، لتكسر صرخات استغاثة صمت الليل في القرية الهادئة أطلقتها طفلة لا يتجاوز عمرها الـ6 أعوام: 'الحقوني أختى ندى فيها دم'.
تدافع الأهالي نحو مصدر الصوت، الذي قادهم إلى منزل 'شقيقتين يتيمتين'، توفيت والدتهما منذ عامين بعد معاناة مع مرض السرطان، وتركهما والدهما بعد زواجه من أخرى والسفر للعمل بالصيد ببحيرة ناصر في محافظة أسوان.
أمام منزل مبني من طابق واحد ومسقوف بالبوص، وقف الأهالي مذهولين مما رأوه، فقد صدمهم مشهد جثة فتاة ملقاة مذبوحة في صالة المنزل المتواضع مربوطة بالحبال في يديها، وعلى الفور هرول عدد من أهالي القرية، لإبلاغ الشرطة، التي حضرت، وبالمعاينة والبحث بالمنزل عثر على الشقيقة الأخرى مذبوحة أيضًا، وملقاة أسفل السرير'.
ماذا عن الشائعات
منذ لحظة العثور على جثتي الشقيقتين 'ندى ونورهان' ترددت الشاءعات حول سبب ذبحهما، وأصبحت القضية الأكثر جدلًا خلال عام 2020، في محافظة قنا، وخاضت الأحاديث في أعراضهما وإليكم بالتفصيل:
'شرف وسوء سمعة'.. كانت أولى الشائعات التي ترددت حول ذبح الشقيقتين أن الدفاع عن الشرف هو الدافع وراء التخلص منهما، بعد تداول بعض الأحاديث عن الضحية الكبرى وارتباطها بأحد الشباب تعرفت عليه أثناء خروجها للعمل بمصنع سكر قوص، وكان على الأجهزة الأمنية ضبط جميع أقاربهما لاستجوابهم حول الواقعة وما تم ترديده بين جيرانها، ولكن تقرير الطب الشرعي برأ الضحيتين.
'صفعته على وجهه بعد التحرش بها فانتقم منها'..كانت تلك الشائعة الأكثر جدلًا حول مذبحة مطيرة، قد أصبحت حقيقة عند البعض واقتنع بها الكثيرون حيث تردد أن الضحية الكبرى صفعت عاملا على وجهه بعدما حاول التحرش بها فقرر الانتقام بمساعدة 4 من أصدقائها ونفذ جريمته.
أبكم يحل لغز ذبح شقيقتي مطير
بعد 5 أيام من التحريات والبحث ليلًا ونهارًا باستجواب الجيران وسائقي التكاتك والعاملين بمصنع سكر قوص، توجه شاب أبكم يُدعى محمد خريشي، 17 عامًا، إلى أحد ضباط مباحث قوص، وفي محاولة توصيله بعض المعلومات عن الواقعة، تمت الاستعانة بمترجم إشارة ليوضح ما يحاول شرحه ذلك الشاب، بأنه رأى أحد الأشخاص على ثوبه دماء خارجا من المنزل وذهب للاستحمام بإحدى ترع القرية، فتم اصطحاب الشاب إلى الأماكن التى رأى فيها ذلك الشخص وكانت شهادته طرف خيط لحل اللغز.
الشاب الأبكم الدال على منفذ مذبحة مطيرة
القبض على المتهم
توصلت الأجهزة الأمنية إلى منفذ مذبحة مطيرة، والمفاجأة التي صدمت الجميع ولم يستوعبها أحد حتى الآن، أنه 'مجدي.ط.ع، 30 عامًا، جار الضحيتين، وانتقل إلى أبو سمبل في أسوان ليعمل بها صيادا منذ سنوات طويلة، وبالتنسيق بين أمن قنا وأسوان تم القبض عليه ليتم ترحيله مباشرة لمديرية أمن قنا.
المتهم منفذ مذبحة مطيرة
اعترافات المتهم بذبح شقيقتي مطيرة
اعترف المتهم بارتباطه بعلاقة عاطفية بالضحية الكبرى ندى، وكانا قد تواعدا على الزواج، فحدثت خلافات بينهما، ارتبطت بعدها بشخص آخر إضافة إلى معايرتها له بسوء سلوك شقيقتيه، فعقد العزم على التخلص منها.
وأضاف المتهم أنه فى سبيل تنفيذ مُخططه توجه يوم الحادث لمنزلهما، وعقب فتح المجني عليها الباب كبلها وكمم فمها وتعدى عليها بسلاح أبيض 'سكين' محدثاً إصابتها التى أودت بحياتها، ولدى مشاهدة شقيقتها له، وخشية افتضاح أمره تعدى عليها بذات السلاح، محدثاً إصابتها التى أودت بحياتها، ثم استولى على هاتفها المحمول وهرب، وتخلص من الهاتف والسلاح المستخدم بإلقائهما بأحد المصارف المائية بدائرة المركر.
كان اللواء محمد أبوالمجد، مدير أمن قنا، قد تلقى إخطارًا، الخميس الماضي، من مركز شرطة قوص، يفيد بالعثور على شقيقتين مذبوحتين داخل منزلهما في قرية جزيرة مطيرة، وبالانتقال والفحص تبين العثور على جثتي ندى.ف.خ، 18 عامًا، وشقيقتها الصغرى نورهان 13 عامً، وتم التحفظ على الجثتين تحت تصرف النيابة العامة التي أمرت بالتشريح لمعرفة سبب الوفاة، وصرحت بالدفن.