اعلان

"زملائي في المستشفى رفضوا حجزي وتم علاجي على تقييم خطأ".. رحلة عذاب الطبيب مصطفى عبده مع كورونا قبل وفاته

قصة معاناة الطبيب مصطفى عبده قبل وفاته بكورونا
قصة معاناة الطبيب مصطفى عبده قبل وفاته بكورونا

بدأت قصة إصابة الشاب مصطفى السيد عبده طبيب أمراض القلب والأوعية الدموية بمركز القلب بالمحلة الكبرى، بـ فيروس كورونا المستجد كوفيد 19، يوم 24 أغسطس الماضي بمنشور عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي 'فيسبوك' والذي جاء فيه آية قرآنية من سورة الزمر 'وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ'، مع صورة شخصية له والتي عرف من خلالها جميع أصدقائه بمرضه بكوفيد 19 متمنين له السلامة والشفاء العاجل.

وبدأ الطبيب الشاب مصطفى السيد عبده من خلال منشوراته سرد تفاصيل ظهور أعراض فيروس كورونا المستجد كوفيد 19، عليه وسوء تقدير وتشخيص الحالة من قبل وزملائه بالمستشفى ورفضهم حجزه ومن ثم التقييم غير الحقيقي لحالته الصحية الذي أدى إلى تدهور الحالة أكثر حتى وفاته اليوم، بعد تركيب أنبوبة حنجرية له، ونرصد التفاصيل فيما يلي.

وعلى الرغم من إصابته بفيروس كورونا، إلا أنه ظل ينشر عدد من المنشورات حول أراض فيروس كورونا وطريقة تشخيص المرض والفحص الطبي والتحاليل التي توضح مدى سوء حالته.

قصة معاناة الطبيب مصطفى عبده قبل وفاته بكوروناقصة معاناة الطبيب مصطفى عبده قبل وفاته بكورونا

وعقب ذلك جاء منشور له في 26 أغسطس الماضي يتضمن 'نهجان شديد وصعوبة في التنفس، معدل أكسجين بينقص، ودرجة حرارة ما بتنزلش، والجسم كله مكسر، وكحة شديدة، وحرب علشان النفس يدخل وحرب أصعب علشان النفس يخرج، ودي كلها اسمها أعراض تنفسية بسيطة، على كده سكرات الموت بتبقى عاملة إزاي؟ سلم يا رب سلم'، وازدادت حينها الدعاء له بالشفاء العاجل.

وفي 27 أغسطس نشر الطبيب الراحل: 'أي حد له عندي مظلمة أو حق فأسأله بالله العظيم أن يسامحني أو يعرفني حقه وأنا أسعى جاهدا لرد الحقوق، وكل الحقوق المالية سواء ذكرتها لزوجتي أو لم أذكرها محفوظة بانتظار طلب صاحب الحق أسألكم الدعاء، وجزاكم الله خيرا'.

وفي يوم 31 أغسطس الماضي، كتب عبر صفحته ' في الحديث الذي رواه أحمد والترمذي وابن ماجه أنَّ النَّبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: (لَا يَزِيدُ فِي الْعُمْرِ إِلَّا الْبِرُّ، وَلَا يَرُدُّ الْقَدَرَ إِلَّا الدُّعَاءُ ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِخَطِيئَةٍ يَعْمَلُهَا) اللهم ارزقني زيادة في العمر أملؤها برا ولا تحرمني رزقك بخطايا فأنت الكريم وأنا عبدك الضعيف.. أسألكم الدعاء فلا يرد القدر إلا الدعاء وبكل القضاء والقدر والله إنا لمؤمنون'.

قصة معاناة الطبيب مصطفى عبده قبل وفاته بكوروناقصة معاناة الطبيب مصطفى عبده قبل وفاته بكورونا

معاناة الطبيب مصطفى عبده مع كورونا

وكتب الطبيب منذ يومين منشور بعنوان 'شوية فضفضة الكورونا موجودة ومنتشرة'، قائلا: 'حاول تاخد كل احتياطاتك رغم إنها مش ضمانة إطلاقا لأني كنت من أكتر الناس هوسا ومش عارف مين مصدر العدوى ليا اللي ممكن تكون فلوس أو زجاجة مياه أو مرافق مريض اتكلمت معه بدون وقاية كاملة، محدش عارف طبيعة ومسار المرض بتمشي إزاي، الأغلبية بلا أعراض، والبعض أعراض الصداع والتكسير في الجسم والآلم في الحلق وفقدان حاسة الشم أو التذوق وإسهال أو شوية أعراض تنفسية بسيطة'.

وأضاف: 'ده اللي بيحصل معايا انهيار تام لوظائف التنفس نسبة الأكسجين نزلت لـ50% على هواء الغرفة، ومش بتظبط على أسطوانة الأكسجين، ارتفاع شديد في درجة الحرارة ما كانش بيستجيب للباراسيتامول الوريدي والكمادات الثلجية لعدة أيام، الزملاء في المستشفى رفضوا حجزي في البداية لعدم تقديرهم لسوء الحالة وقتها، ورجعت لهم بعد يومين من زيادة التدهور، واضطروا يحجزوني نتيجة توصيات، برضه لعدم تخيلهم يوما أن الحالة بالسوء اللي بذكره وتخيلوا أنها مبالغة مني كطبيب داخل في أزمة هياج وإنكار للمرض، اتحجزت ولمدة يومين تم علاجي على تقييم غير حقيقي لحالتي فانهارت الحالة أكتر، وصولا ليوم السبت مع مرور طبيبة اخرى (جزاها الله عني وعن كل مرضاها كل خير) اهتمت بإعادة فحص الموقف لعدم تماشي حالتي الطبية مع المعطيات أمامها'.

وتابع: 'تم نقلي للعناية المركزة وتوصيلي بجهاز تنفس صناعي لعدة أيام وبدء بروتوكول علاجي متقدم جدا ومكثف جدا تم تحسن الحالة تدريجيا ولله الحمد مع بعض انتكاسات بسيطة بعد محاولة الفصل من جهاز التنفس الصناعي الحالة العامة ظلت مستقرة نسبيا، فترة بسيطة جدا لكن كالعادة لازم يحصل حاجة توقع الدنيا تاني ومحدش طبعا في قصص الكورونا عارف ايه بيحصل وليه اضطرينا نرجع لبروتوكول علاجي مكثف من أول وجديد، ورجعنا لجهاز التنفس الصناعي من تاني، في المجمل أن كنت بموت بمعدل 24 ساعة يوميا فأنا حاليا ممكن اتعذب ساعة واحدة واستريح 23 ساعة يوميا وده شئ عظيم لأن كده تحسن معدل وقت الآلم بقى 96 %'.

ولفت إلى أن 'قصة الأكسجين لسة بينزل 50% لما الجهاز يتفصل دقيقة فإن شاء الله ربنا يكرم وتتحسن لأن مفيش حاجة صعبة على الملك في ملكه، موضوع الوقت أنا كنت متخيل أن الدنيا هتمشي في الإنجاز لكن واضح أن معظم الكلام على فترات طويلة أوي غير ما كنت متخيل، أنا من باب الكورونا أحسن كتير إنما جسمي نفسه بدأ ينهار من كمية الأدوية ونفسيتي بقت في الأرض من معدل حالات الوفيات اللي شفتها جنبي في العناية رغم أني متعود على الوفيات بس مش للدرجة دي، بالإضافة إلى حالات الذهان العقلي اللي كل المرضى الأحياء دخلوا فيها حواليا، بالإضافة لنومي على سرير المرض في حد ذاته بيكسر أي إنسان، بالإضافة لقلق أهلي وأصحابي عليا بالإضافة رعبي على البنتين اللي بقيت لما بفكر فيهم بنهار حرفيا بقيت خايف ابص لصورهم تاني المهم فكروني لو خرجت من هنا أشوف فريق هندسي بجد لتطوير سراير العنايات ومراتبهم مش معقول مريض يتحمل المرض ونومة البورش دي'.

وقال 'وثانيا اتبنى فكرة وضع تليفزيون قدام كل سرير ده لو ما كانش يضايق دكاترة مكافحة العدوى ويبقى في تغطية موبايلات ضروري كويسة في العنايات للاتصالات والنت وأخيرا التمريض الغلبان هيفضل مظلوم وشايل انهيار المنظومة التمريض فعلا بيحارب حرب محدش متخيلها، بنتين تمريض مطلوب منهم يشتغلوا عشرين حالة بكل تفاصيلهم قياس ضغط ونبض وحرارة وسكر واكسجين وتبليغ الكلام ده وصرف علاج وتحضيره وإعطائه وتحمل الزن بتاعنا كمرضى لما العلاج يقف أو الكانيولات تفلت هنا لو الشيفت مش بالفين جنيه للممرض أو للممرضة يبقى حرام فعليا هتقولوا هنجيب فلوس منين من أي مكان، نتصرف مجتمع مدني .. منح .. تتخصم من مخصصات كورة أو سياسة او حتى فتح باب تبرع اهالي المرضى ده بالاضافة لازم عدد التمريض يزيد وإلا حرام فعلا علينا واخيرا عارف ان الزملاء الاطباء كلهم فيهم الخير والبركة لكن أرجوكم انسوا مصطلح recommendoma وتعامل مع زميلك أنه مريض واعمل تقييم صح من أول مرة لأنه هيفرق كتير مع كل الزملاء بعد منك وهيفرق تبتدي علاج زميلك بدري مش زي ما انا اتاخرت اربع ايام أظن كانوا هيبقوا مهمين'.

قصة معاناة الطبيب مصطفى عبده قبل وفاته بكوروناقصة معاناة الطبيب مصطفى عبده قبل وفاته بكورونا

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً