فتح وفاة الكثيرين بسبب التهاب رئوي حاد، بحسب التشخيص والتقارير الطبية، الباب للشكوك، وأثار التساؤلات حول ما إذا كان فيروس كورونا، هو السبب الرئيسي وليس الالتهاب، خاصة في ظل عدم وجود بيانات رسمية واضحة حول عدد المسحات التي تُجريها وزارة الصحة والسكان لكل المرضى أو المشتبه بهم والمخالطين، ولكنها تتم عند ظهور الأعراض بشكل كامل للفيروس المستجد، ودخول المريض في حالة إعياء شديد، يستلزم معها حجزه في المستشفى.
الأشعة المقطعية هى التي تُحدد الإصابة من عدمه
الدكتور رامي عادل، نائب رئيس أمانة المراكز الطبية المتخصصة التابعة لوزارة الصحة والسكان، قال إن المريض الذي يتوفى بفيروس كورونا، يكون بناء على نتيجة المسحة التي تم إجراؤها.
وأضاف 'عادل'، في تصريحات خاصة لـ'أهل مصر'، 'أن أي مريض يذهب إلى المستشفيات الحكومية يُعاني من أعراض بسيطة أو متوسطة لكورونا، يتم عمل أشعة مقطعية على الصدر وبناء عليها يتم التحديد، ما إذا كان هناك أي شك يتم عمل مسحة'.
وتابع 'طالما المريض توفي دون إجراء مسحة تشخيصية (pcr)، لا يُوجد ما يثبت أنه كان مصابًا كورونا، سواءً كان التهاب رئوي أم فيروس مستجد، يجب حينها عمل أشعة مقطعية على الصدر يحدد من خلالها الطبيب المختص المرض'.
وأشار 'إلى أنه إذا كانت الأشعة توضح التهاب رئوي فقط بدون مشكلات فيروس كورونا، يكون المريض مصابًا بالتهاب رئوي، وفي حال ظهور خلاف ذلك، وما يُشير إلى الإصابة بالفيروس في الأشعة، يتم إجراء مسحة كورونا'.
أزمة عدد المسحات
بينما لفت الدكتور علاء عوض، أستاذ أمراض الجهاز الهضمي والكبد، إلى أنه 'طالما ظلت تحاليل المسحة لتشخيص غير متاحة لكل الحالات المشتبه فيها ولمخالطي الحالات المؤكدة وكل أعضاء الأطقم الطبية، يبقى العدد الحقيقي للمرضى غير معروف'.
وواصل 'عوض'، في تصريحات خاصة لـ'أهل مصر': 'وبالتالى يكون الحجم الحقيقي للمشكلة غير معروف'، مشيرًا 'إلى أن إتاحة التحاليل في أوسع دوائر ممكنة هى الخطوة الأهم الآن، لأنها السبيل الوحيد لاكتشاف مصادر العدوى وأهم أدوات الترصد الوبائى، فأي استراتيجية مكافحة لا تضع هذا الأمر على صدر أولوياتها، لن تكون مجدية'.
واستطرد أن ' على وزارة الصحة إضافة خانة جديدة للبيان اليومى بخصوص حالات فيروس كورونا، تذكر فيها عدد الحالات الجديدة التي أجرى لها تحليل المسحة فى اليوم نفسه، سواء المشتبهة أو المخالطين'، مؤكدًا 'أن وجود هذه المعلومة في البيان اليومى سيجيب على تساؤلات عديدة حول تقدير الحجم الفعلي للأزمة، حيث إن ذكر عدد الحالات الجديدة المسجلة، دون ذكر حجم الوعاء البشري الذي تم اختباره لا يُقدم أي معلومات دقيقة بالمرة'.
الأعداد المعلنة غير حقيقية
ومن جانبه، نوه الدكتور محمد عز العرب، المستشار الطبي للمركز المصري للحق في الدواء، بأن 'البيان اليومي للإعلان عن إصابات فيروس كورونا، غير حقيقي ولا يعبر عن الواقع من الناحية العلمية'.
وذكر 'عز العرب'، في تصريحات خاصة لـ'أهل مصر'، 'أن تصريحات الدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالي، بأن العدد يزيد عن المعلن عنه بحوالي 5 أضعاف تقريبا هو أقرب للحقيقة، حيث إن المعلن عنه هو ما تم عمل لهم مسحات تشخيصية (pcr)، غير حقيقي لإصابات كورونا في مصر'.
وأرجع سبب أن عدد الإصابات المعلن في مصر أو في أي دولة في العالم يكون أقل من الحقيقي إلى أن 'أعراض كوفيد 19 تتشابه كثيرًا مع نزلات البرد والأنفلونزا، وبالتالي من الممكن إصابة شخص به ويتم شفائه تلقائيًا بواسطة الجهاز المناعي في الجسم لأن هناك أكثر من 80% من الحالات لا تستدعي الدخول إلى المستشفيات بسبب قوة الجهاز المناعي وقدرته في التغلب على المرض، أو بسبب العزل المنزلي الذي لا يتطلب عمل مسحات وغير ذلك'.
وطالب بالاعتماد على تجربة الصين 'لأنهم يعتمدون على (pcr) فقط للعزل ولكن، وجدوا علامات لظهور كوفيد 19 في الأشعة المقطعية للصدر، وبدأوا يضعون هذه الحالات ضمن البيان اليومي لديهم فزادت الحالات فترة معينة لذلك'، منوهًا إلى ضرورة 'وضع ما يتم اكتشافه من خلال الأشعة المقطعية للصدر أو الأعراض الإكلنيكية الحادة مثل الالتهابات الرئوية خلال هذه الفترة باعتبارها ضمن كورونا'.
وكان رئيس قطاع الشئون الصحية بالقاهرة، الدكتور محمد شوقي محمد، أرسل في منتصف مايو الماضي خطاب لمديري المستشفيات بالتنبيه بعدم إجراء تحليل PCR إلا بعد عمل أشعة على الصدر وتحليل صورة دم كاملة وتوقيع أثنين من الأطباء الاخصائيين على طلب التحليل ومن يخالف ذلك سيتعرض للمساءلة القانونية.
يذكر أن وزارة الصحة والسكان، أعلنت أن إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بفيروس كورونا المستجد حتى امس الجمعة، هو 104262 حالة من ضمنهم 97592 حالة تم شفاؤها، و 6029 حالة وفاة.
وتواصل وزارة الصحة والسكان رفع استعداداتها بجميع محافظات الجمهورية، ومتابعة الموقف أولاً بأول بشأن فيروس 'كورونا المستجد'، واتخاذ كافة الإجراءات الوقائية اللازمة ضد أي فيروسات أو أمراض معدية، كما قامت الوزارة بتخصيص عدد من وسائل التواصل لتلقي استفسارات المواطنين بشأن فيروس كورونا المستجد والأمراض المعدية، منها الخط الساخن '105'، و'15335' ورقم الواتساب '01553105105'، بالإضافة إلى تطبيق 'صحة مصر' المتاح على الهواتف.