دفعت أزمة كورونا العديد من أصحاب المهن للتخلي عن عملهم الأساسي، فمنهم من ترك مهنته التي قد يكون ورثها من الأباء والأجداد للبحث عن مصدر رزق جديد، حيث لم يتوقف الكثيرين عند حد البطالة والاستسلام بسبب الإجراءات الاحترازية الخاصة بالفيروس من غلق الكافيهات والمطاعم، ومنع التجمعات، بل استمر في المعتبرة للبحث عن لقمة العيش.
وشهدت محافظة الغربية العديد من تلك النماذج التي لم تستسلم للظروف القاسية، فعلى سبيل المثال، الشيف 'إسلام خالد' ابن مدينة المحلة والذي استغل مهنته وخبرته كمشرف مأكولات إيطالية، حيث اشترى عربة خشبية ووقف في الشارع يبيع الذرة حكل بديل يضمن له توفير مصدر رزقه.
ويقول خالد: 'عقب انتشار فيروس كورونا، وإصدار الحكومة عدد من الإجراءات الاحترازية والتي نصت على إغلاق المطاعم، لم أجد مفر سوى البحث عن عمل بديل، لأنني لم أتعلم حرفة أو صنعة، إلى جانب التزامات المادية تجاه والدتي وإخوتي، ظللت أبحث حتى وجدت فكرة وهي أن أبيع الذرة على كورنيش طنطا'.وأضاف خالد: 'شعرت بالخجل في البداية، حيث أنني أتممت شهادتي الجامعية بكلية التجارة، وعملت بعدها بعدد من المطاعم الكبرى، فخشيت أن يسخر مني الناس، ولكن عندما تذكرت التزاماتي وظروفي المادية تشجعت وأصبحت افتخر بعملي'.
أما 'محمد رزق' صاحب أحد المقاهي بمدينة المحلة الكبرى فيقول: 'كانت تلك الإجراءات بمثابة الخراب على أصحاب المقاهي، حيث نصت على الإغلاق الكامل وعدم ممارسة النشاط، وضربنا فيروس كورونا في مقتل، حيث تعتبر تلك المهمة من قديم الأول، فتلك القهوة في الستينات كانت نصبة شاي مملوكة لجدي، وكان يقدم فيها المشروبات الساخنة للفلاحين وعمال اليومية، وتطورت لتصبح دكانا صغيرا ومن بعدها استأجر والدي مكان أكبر، حتى انهيت دراستي وإخوتي وتوسعنا فيها لتصبح مقهى كبير'.
وتابع: 'لم يدم ذلك طويلا فبعد الإغلاق أصبحنا لا نستطيع النوم خشية كسر الإيجار أو الفواتير، إلا أن أخي الأصغر اقترح تحويل مدخل المقهى لفرش خضروات وفاكهة لتوفير نفقة أبناءنا، ولأول مرة منذ 60 عاما نعمل بغير مهنة العائلة، في البداية واجهتنا مشاكل عدة أولها التراخيص والتعامل مع التجار والمواطنين في ظل ركود الأسواق، إلا أن التعاملات أصبحت أكثر يسرا عقب عودة الحياة مرة أخرى'.
وفي سياق متصل يقول الدكتور طارق رحمي محافظ الغربية، إن المحافظة بالاشتراك مع مديرية التضامن الاجتماعي ومديرية القوى العاملة، حرصت على مساعدة أصحاب المهن والحرف وغيرهم الذين ركدت أعمالهم خلال فترة الحظر، حيث تم الإعلان عن معرض صنع بأيدينا والذي يستمر خلال الفترة من 7 إلى 22 أكتوبر داخل ستاد طنطا، والذي يعرض مجموعة من الصناعات المتعددة، حيث يحتوي المعرض على 50 باكية تقدم المنتجات الجلدية والأحذية الرياضية والشنط والإكسسوارات والعطور والملابس والأثاث والموبيليا والحلويات الشرقية والغربية والمنتجات الطبيعية، كعسل النحل والزبيب والمصنوعات الزجاجية والمنتجات اليدوية من سجاد ودهانات وديكورات ستائر ومأكولات ريفية و منسوجات قطنية ومفروشات.