زادت في الفترة الأخيرة المخاوف والقلق حول زيادة إصابات فيروس كورونا خلال الفترة المقبلة بسبب توقعات الدخول في موجة ثانية من تفشي الوباء – إذا لم نكن دخلنا فيها بالفعل- فمنذ أسبوع بدأت الأعداد في الزيادة سواء الإصابات أو الوفيات رغم أهمية دور التقصي الوبائي للمخالطين لمصابي كورونا لرصد الأعداد والتعامل معها.
في البداية، قال الدكتور محمد عز العرب، أستاذ الجهاز الهضمي والكبد، ومؤسس وحدة أورام الكبد بالمعهد القومي للكبد، وسكرتير الجمعية المصرية للكبد والمستشار الطبي للمركز المصري للحق في الدواء، أن المواطنين في كل مكان سواء كانوا في الشوارع أو وسائل المواصلات أو حتى المؤسسات الطبية وغيرها غير ملتزمين بالإجراءات الوقائية، وحتى المرضى أو من لديهم أيه أعراض لا يلتزمون رغم تشابه أعراض كوفيد 19 مع نزلات البرد والأنفلونزا الواجب حينها البقاء في المنزل حتى زوال الأعراض والاستشارة الطبية ولكن الجميع لا يتصرف بشكل صحيح.
وأضاف عز العرب خلال حديثه في تصريحات خاصة لـ'أهل مصر'، أن العقوبات للمخالطين للحالات المؤكدة المصابة بفيروس كورونا، فهناك ما يسمى بـ'التقصى الوبائي' ومهمته سواء في مستشفى الحميات أو الصدرية أو مستشفى العزل يتم تحديد أماكن المرضى المصابين وتحديد ذلك وتبليغ الإدارة الصحية التابعة للسكن بالمديرية الموجود فيها المواطن المؤكد تشخيصه كوفيد 19، ومن ثم تقوم الإدارة الصحية بتوجيه المراقبين الصحيين إلى مقر إقامة المريض المحجوز في المستشفى ويتم إبقائهم في المنزل لمدة أسبوعين وعند ظهور أعراض على أيا منهم يتم عمل تحليل pcr للكشف عن فيروس كورونا وهو المفترض القيام به ولكن لم يتم تنفيذه حاليا.
وأهاب لعدم انتشار فيروس كورونا، أنه في الأسبوع الأخير حدث زيادة واضحة في أعداد المصابين بفيروس كورونا رغم أنها زيادة بسيطة ومقبولة نسبيا لكن الخوف هو الاستمرار في زيادة الأعداد حتى الوصول إلى نفس أعداد شهر يونيو التي تعدت 1700 يوم 19 يونيو الماضي، ولذلك لابد من اتخاذ كل الإجراءات اللازمة، فالقواعد والأسس التي تتم على المرضى جيدة جدا ولكن المهم هو التنفيذ، والتأكيد على جميع مستشفيات العزل بإرسال جميع كشوف المرضى المحجوزين فيهم المصابين بفيروس كورونا للمديريات الصحية التابعة لسكن المرضى ومن ثم يتم عمل التقصي الوبائي واتخاذ الاجراء اللازم سواء تطهير مكان الإقامة أو غير ذلك.
أوضح أن مصر ليس بمنأى عن العالم في مسألة الدخول في موجة ثانية لفيروس كورونا المستجد وتفشيه مرة أخرى، ولكن مازلنا في الموجة الأولى وهناك مراحل ارتدادية تزيد فيها حالات فيروس كورونا، فطبقا للمنحنى الوبائي العالمي لكوفيد 19 لم يصل حتى الآن إلى الحالة الصفرية أو قريب منها، لافتا إلى إن المنحنى الوبائي قل وانخفض فترة خلال شهري يوليو وأغسطس ولكن في أخر سبتمبر وخلال أكتوبر بدأ المنحنى يزيد بشكل كبير جدًا لدرجة أنه في بعض الأيام خلال الأيام القليلة الماضية اقترب العدد من 500 ألف إصابة يومية بفيروس كورونا على مستوى العالم، مضيفا أننا في يوم واحد وصلنا إلى 475 ألف حالة وكان متوسط الحالات من قبل أقل من 100 ألف أو 70 ألف على مستوى العالم، فإننا في بداية الموجة الثانية لفيروس كورونا المستجد أو فيما يطلق عليه 'مرحلة ارتدادية كبيرة' وهي موجودة في بعض الدول الأوربية خاصة في أسبانيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، ومن الدول العربية 'الأردن والمغرب ولبنان' كما أن إسرائيل بها أعداد إصابات كبرى.
وتابع خلال حديثه، أنه سواء كنا في بداية الموجة الثانية لفيروس كورونا أو مرحلة ارتدادية كبيرة من الموجة الأولى فنحن لسنا ببعيدين عما حولنا اذا كانت الأعداد تزيد بشكل أكبر من الموجة الأولى فيجب الحذر بشكل كبير وزيادة تفعيل المراقبة على الحدود البرية والجوية والبحرية والموانئ بالإضافة إلى الحذر من القادمين من الخارج نتيجة انتشار الوباء عالميا هذه الأيام.
ومن جانبه، قال الدكتور محمد عبد الحميد، عضو مجلس نقابة الأطباء، أن أعداد إصابات فيروس كورونا بدأت في الزيادة مرة أخرى وهناك عدد كبير من الفريق الطبي سواء من أصيبوا أو توفوا المرض ولكن بينهم إصابات لم يتم تأكيدها رغم تشخيص المرض أنه كورونا بسبب عدم إجراء تحليل PCR وهناك تعليمات مشددة بضوابط وإجراءات لعمل المسحات، موضحا أن هناك أعداد لم يتم تشخيصها كورونا وبالتالي لا يمكن الاعتماد على الأعداد المعلنة لأنها تعتمد فقط على المسحة.
وأضاف عبد الحميد لـ 'أهل مصر'، أنه لا يمكن الاعتماد على الأشعة المقطعية رغم أنها تبين الإصابة بالمرض وذلك لأن الأعراض يتم تحديدها من قبل الطبيب المختص ويبدأ في علاج المريض إذا كانت أعراضه بسيطة إلى متوسطة وبالتالي لا يمكن المطالبة بدمج هذه الأشعة لأن الأساس في رصد الأعداد هو عمل المسحة رغم أن اجراءها يكون في إطار محدد وقليل.
ولفت إلى أن هناك زيادة في إصابات كبيرة بفيروس كورونا على مستوى العالم، ومصر واحدة من دول العالم وبدأت الأعداد في الزيادة مرة أخرى، موضحا أن رئيس الوزراء نفسه خرج يحذر من عودة زيادة الإصابات في الأسبوع الماضي وبالتالي فلديه بيانات معينة يحذر بناء عليها.