الدكتور سعد الدين إبراهيم: الشارع العربي استقبل فوز "بايدن" بحذر وتخوف لأنه "مضلل".. و"ترامب" لم يكن نزيها مع العرب والمسلمين (حوار)

الدكتور سعد الدين إبراهيم في حواره لـ"أهل مصر"
الدكتور سعد الدين إبراهيم في حواره لـ"أهل مصر"

مصر عبرت مرحلة اقتصادية صعبة.. السيسي 'مديرا رشيدا' للأزمات.. والشعب سانده وتحمل معه المتاعب

◄ 'ترامب' عنصري وانتهازي.. تعامل بعقلية 'رجل الأعمال'.. وأعطى لإسرائيل أكثر من أي رئيس أمريكي آخر

◄ أصوات الأقليات أنقذت 'بايدن'.. وإدارته ستكون منصفة مع القضية الفلسطينية.. وسيعيد إحياء الدولتين مرة أخرى

◄ نائبة الرئيس الأمريكي الجديد تمثل 'أمريكا المستقبل'.. وتمثيلها لـ'الأغلبية الملونة' سيمكنها من حكم الولايات المتحدة

◄ ماكرون لديه 'رسالة تنويرية' ورثها من الثورة الفرنسية.. وهو ضد التطرف وليس الإسلام.. ومن يهاجمونه أساءوا فهم تصريحاته

الدكتور سعد الدين إبراهيمالدكتور سعد الدين إبراهيم

يظل الدكتور سعد الدين إبراهيم، أستاذ علم الاجتماع السياسي ومدير مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، أحد أهم العقليات المصرية والعالمية القادرة على ثبر أغوار المكونات الأساسية لأي مجتمع ووصف حلول من شأنها الإسهام في تقدم المجتمعات وحمايتها من آفات عدة في مقدمتها التطرف والإرهاب؛ فضلًا عن قراءته الجيدة للمشهد العالمي وبالأخص الأمريكي كونه يحمل الجنسية الأمريكية.

'أهل مصر' كان لها حوار مطول مع أستاذ علم الاجتماع السياسي، تطرقنا فيه إلى مناحي شتى، وكالعادة كان لضيفنا أطروحاته الثرية سواء في الشأن الداخلي أو على المستوى العالمي.

يرى الدكتور سعد الدين إبراهيم، أن 'الأقليات الأمريكية' هم السبب الرئيس في فوز جو بايدن، بانتخابات الرئاسة الأمريكية الأخيرة؛ إذ أن دونالد ترامب تعامل بعنصرية ضد هؤلاء مما أحدث انقسامًا شديدًا داخل المجتمع الأمريكي. كما يعلق أستاذ علم الاجتماع السياسي آمالًا كبيرة على بامل هاريس، نائبة الرئيس الجديد؛ فهي 'أمريكا المستقبل' وفقًا لوصفه.

وفيما يتعلق بالشأن الداخلي؛ ثمن مدير مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية الإصلاحات الاقتصادية التي تقوم بها الحكومة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، قائلًا: 'مصر عبرت مرحلة صعبة جدًا اقتصاديا خاصة وأنها تزامنت مع موجة فيروس كورونا الذي عصف بالعالم كله، والانجاز المصري الذي تحقق جعل مؤسسات دولية وعالمية بدأت تتسأل: ما الذي مكنّ مصر من تحقيق هذا الإنجاز الاقتصادي؟ وكيف واجهت جائحة كورونا بنجاح مقارنة ببقية دول أفريقيا والحوض المتوسط وإيطاليا وإسبانيا وفرنسا؟'.. وإلى نص الحوار:

◄ العالم كله كان يتابع الانتخابات الرئاسية بين جو بايدن ودونالد ترامب وبصفتك مواطنًا تحمل الجنسية الأمريكية أعطيت صوتك لمن ولماذا؟

- أنا وزوجتي أعطينا صوتينا للمرشح الديمقراطي جون بايدن، لأننا نعتبر المنافس دونالد ترامب، مرشح الحزب الجمهوري، رجل عنصري وانتهازي وكان ضد الأقليات غير البيضاء في أمريكا، وحاول بناء سور بين الولايات المتحدة والمكسيك، وأعطى لإسرائيل أكثر من أي رئيس أمريكي منذ هاري ترومان، الذي اعترف بالدولة الإسرائيلية عقب 3 دقائق من إعلان ولادتها.

وترامب لم يكن بالنسبة لنا كعرب أو كمسلمين رئيسًا منصفًا أو نزيهًا أو حتى محايدًا، كما أن وقائع الحياة الداخلية في أمريكا تشهد بأنه تعامل مع العديد من الملفات الاجتماعية تعامل رجل أعمال يبحث عما في صالحه هو شخصيًا ثم ما هو في صالح الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه، وثالثًا في صالح الذين أطلق عليهم 'المهزومين تاريخيًا' وهؤلاء كتلة تمثل 30% من سكان أمريكا من الطبقة المتوسطة الصغيرة من أصحاب البشرة البيضاء أو الـ'WASB' التي ينتمي إليها ترامب، وهذه الطبقة السكانية ينقسمون إلى شريحتين إحداهما أثرياء ومتمكنين، والأخرى فقراء ومهمشين.

ترامب استغل الفقراء والمهمشين من الـ'WASB' وبدأ يمنيهم أنه سيعيد إليهم المجد والحكم مرة ثانية، وسيمنع انتقال الصناعات من الولايات المتحدة الأمريكية لدول مثل: أمريكا اللاتينية وآسيا وأوروبا.. إلخ، وهؤلاء من كان يعتمد عليهم.

◄ إذن ترامب أحدث انقسامًا داخل المجتمع الأمريكي؟

- نعم، وإنقسام شديد، والنموذج الذي شاهدناه جميعًا تجسد في مقتل الزنجي الأمريكي وغيره من الحوادث العنصرية الكثيرة التي جعلت أمريكا فيها استقطاب شديد، ولذلك تجد نسبة تصويت الناخبين الأمريكيين كانت متقاربة في البداية، لكن الذي أنقذ جو بايدن وصوت لصالحه هم الأمريكان ذوي الأصول الأفريقية واللاتينية وباقي الأقليات.

وما أود أن ألفت الانتباه إليه هنا، أن 'بايدن' له نائبة رئيس وهي بامل هاريس، والدتها من الهند ووالدها من جاميكا وهذه التركيبة تجعلني أراها هي المستقبل، وأنها تمثل 'أمريكا المستقبل' ديموغرافيًا وسكانيًا، وستحكم الولايات المتحدة في السنوات المقبلة، لأنها أيضًا تمثل الأغلبية الملونة، وهي الأكثر انصافًا وانفتاحًا وفصاحة حتى من جو بايدن نفسه.

◄ الشارع العربي استقبل فوز بايدن بحذر وتخوف شديد؛ كيف تفسر هذا؟

- الشارع العربي ولد بداخله هذا الشعور لأنه مضلل، ولكي نكون منصفين يجب أن نؤكد أن هناك نوع من العاطفية والانفعالية غير المبررة لأن أوباما الآمال التي كانت مبنية عليه كانت أعلى بكثير مما يستطيع أن يفي به، وبايدن لو قابل نفس الآمال لن يستطيع أن يفي أيضًا.

وما أتوقعه أن 'بايدن' سيعيد العلاقات بحلف الأطلنطي التي قطعها ترامب، وسيكون أكثر إنصافًا مع القضية الفلسطينية وسيحاول العودة مرة أخرى لأجندة الدولتين التي تخلى عنها سابقه.

◄ نعود إلى الشأن الداخلي؛ كيف تؤثر قرارات حظر البناء في مدن ومحافظات كاملة على النمو العمراني وهل يؤدي ذلك إلى احتجاج اجتماعي؟

- الدولة في سياستها المختلفة تمنح فرصة لكي يستوعب الرأي العام القرارارات حتى لو كانت قررارات شديدة، وكل الإصلاحات الاقتصادية ورفع الدعم كان في الماضي يسبب انفجارات اجتماعية، لكن الآن ورغم الشكوى وجدنا الناس تحملت هذه القرارات، ولذلك مصر عبرت مرحلة صعبة جدًا اقتصاديا خاصة وأنها تزامنت مع موجة فيروس كورونا الذي عصف بالعالم كله، والانجاز المصري الذي تحقق جعل مؤسسات دولية وعالمية بدأت تتسأل: ما الذي مكنّ مصر من تحقيق هذا الإنجاز الاقتصادي؟ وكيف واجهت جائحة كورونا بنجاح مقارنة ببقية دول أفريقيا والحوض المتوسط وإيطاليا وإسبانيا وفرنسا؟.

وبالرغم من أني لا أحب امتداح أي نظام؛ إلا أن النظام المصري الحالي بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي نجح في الكثير من الجوانب، وحقق العديد من الإنجازات، وهذا واقع ولابد أن نقر به، ونهنئه عليها ونطلب له المزيد من التوفيق، والرئيس أدرك أن الشعب يقف معه، لذلك فإنه وجه الجميع بمراعاة الشعب الذي تعاون وتحمل.

الدكتور سعد الدين إبراهيم في حواره لـالدكتور سعد الدين إبراهيم في حواره لـ'أهل مصر'

◄ لكن ماذا عن الاحتجاجات التي وقعت في الريف؟

- لم تحدث أي احتجاجات ضد الاصلاحات الاقتصادية، بالعكس الناس ساندت القيادة السياسية وتحملت المتاعب؛ لكن المصريين شكائين بطبعهم، ونحن كعلماء اجتماع نعلم ذلك، ومهما فعلت الحكومة سيظل هناك قطاع دائم الشكوى، وهناك مجال حقيقي للشكوى والتي تكون بمثابة صمام الأمان، لأن الكبت يولد الانفجار، فكون أن تتخذي إجراءات تقشقية أو انضباطية أو احترازية ثم تكممي الناس يحدث الانفجار، ورغم كل القرارات التي اتخذت في عهد السيسي، أذكر أن انتفاضة الخبز عام 1977 بسبب زيادة سعر رغيف الخبز، وكان أحد الأشياء التي أدت إلى التغيير والثورة، وهي تراكمية، وما أريد أن أقوله أن هناك قرارات اتخذت في عهد السيسي أقوى بكثير من القرارات التي اتخذت في عهد السادات وتسببت في انتفاضة الخبز، وهو ما لم يحدث مع السيسي لأن الناس - كما قلت - وقفت بجوار الرئيس وتحملت معه متاعب الاصلاح.

الدكتور سعد الدين إبراهيمالدكتور سعد الدين إبراهيم

◄ المصريون ثاروا في عهد السادات بسبب زيادة سعر الرغيف 'قرش صاغ' وتحملوا مع الرئيس السيسي الصعاب؛ ما الذي تغير في جينات الشعب المصري؟

- أولًا: إحساس الناس أن هذه السياسات لمصلحتهم، وثانيًا: أنهم شاهدوا في الرئيس السيسي ومن معه 'القدوة'؛ فقد كانت هناك مشكلة في عصر السادات، الذي كان يطالب الناس بالتقشف لكنه يعيش عيشة مرفهة مع عائلته وأبنائه، لذلك كانت الهتافات 'يا فلان بيه يا فلان بيه كيلو اللحم بقى بجنيه'، أما الآن لا يوجد مثل هذا الكلام وهناك مساواة بين الجميع في تحمل ضريبة الاصلاح.

إضافة إلى أن ثورة 25 يناير 'سيست المصريين'؛ فأصبح الجميع يتحدث في السياسة وهو ما لم يكن موجودًا من قبل، وهذا دليل على ارتفاع الوعي، وإدراكهم أن البلاد المحيطة بهم مليئة بالقلاقل والفوضى، وأن مصر أفضل من غيرها، وبالتالي كل هذه أسباب تفسر الاستقرار الموجود الآن في وطننا والذي أرجو أن يستمر.

وفي وقت سابق كتبت مقالًا بعنوان: السيسي مديرًا رشيدًا للأزمات، تحدثت فيها عن كيف تمكن من إدارة أكثر من أزمة في الداخل والخارج بشيء من الحصافة.

الدكتور سعد الدين إبراهيمالدكتور سعد الدين إبراهيم

◄ هذا يعني أننا تجاوزنا مرحلة التقشف؟

- نحن في آخر مرحلة التقشف، وهناك العديد من النجاحات والثمار التي تحققت بالفعل جراء عملية الاصلاح الاقتصادي، لقد أصبح لدينا شبكة من الطرق في مصر تضاهي مثيلاتها في أمريكا وأوروبا، ولم يعد هناك انقطاع في التيار الكهرباء أو الماء وهذه طفرة، إضافة إلى أن عدد كبير من البيوت المصرية وصل إليها الغاز الطبيعي.

ومن ثمار الاصلاح الهامة تلك الحملات التفتيشية المفاجئة التي تتم دوريًا على العاملين في الدولة والمحافظات، والتي تمنح المواطن احساسًا بأن شيء جيد يحدث، وأنه لا توجد استثناءات أو 'خيار وفاقوس' والمواطنين جميعًا أمام القانون سواء، ولا أحب أن أعطي سورة وردية، لأنه بالتأكيد هناك بعض الأشياء السلبية لكن الإيجابيات أكثر، وكلنا أمل في أن تتحول مصر كلها إلى مناطق راقية بدون عشوائيات، وأتمنى أن أشاهد هذا قبل وفاتي.

الدكتور سعد الدين إبراهيم في حواره لـالدكتور سعد الدين إبراهيم في حواره لـ'أهل مصر'

◄ هل ملف تطوير العشوائيات نموذج لتحول مصر إلى مناطق راقية كما أشرت؟

- طبعًا، وهذا أمر مهم جدًا لأنه ساهم في شيئين، الأول: أنه أشعر سكان العشوائيات أنهم مواطنين ويستحقوا أن يعيشوا حياة كريمة، والشيء الثاني: أن العشوائيات كانت ملجئًا للكثير من الآفات الاجتماعية مثل الجرائم والمخدرات والتحرش وتطويرها يقضي على كل هذه الأفات؛ لأنها مزدحمة جدًا بالسكان وبالتالي فعشوائية السكن تؤدي إلى عشوائية الفكر.

◄ هل الفقر سبب رئيس في انضمام البعض للجماعات الإرهابية؟

- في بعض الحالات نعم، لكن في حالات أخرى الفقر ليس له علاقة بالإرهاب، لكن التلاعب بـ'التفكير الديني' منذ الصغر يؤدي إلى جنوح هؤلاء واعتقادهم أن من واجبهم محاربة المجتمع والدولة، وأكثر من نحذر منه فقدان الشخص المتعلم لـ'الفرصة في الحياة الكريمة'؛ لأن هذا يصبح خطير جدًا، وفي غياب المساواة يصبح بمثابة قنبلة موقوتة.

الدكتور سعد الدين إبراهيمالدكتور سعد الدين إبراهيم

◄ على مدار المائة سنة الأخير أعطت القيادة المصرية فرص عدة لعناصر الجماعات الإسلاموية كي ينخرطوا في المجتمع ويقلعوا عن العنف؛ إلا أنهم تمسكوا بالإرهاب وشنوا العديد من موجات العنف ضد المصريين؛ فكيف يُعقل أن نثق بهؤلاء الموتوريين مرة أخرى؟

- نحن نحتاج إلى التربية منذ البداية، فهذا كفيل بتحصين العقول وجعل أصحابها يرفضون الخطاب الذي يزعم أصحابه أن الحل في إعادة الخلافة الإسلامية، وأن كل شيء كان جيدًا حتى اللحظة التي توقفنا فيها عن تطبيق الشريعة، وأن العالم الإسلامي بدأ يتدهور وينهار وتمت السيطرة عليه من قبل الغرب، وأن الخلاص في العودة إلى الماضي.

◄ هل يعيد بايدن الحديث في ملف التصالح مع الإخوان؟

- لا أعتقد أن بايدن سوف يعيد الحديث في ملف المصالحة مع جماعة الإخوان، وحتى لو أعاد فتح هذا الملف فالرد القاطع من مصر سيكون الرفض كما حدث سابقًا.

◄ وهل من الممكن أن يتخذ بايدن منظمات حقوق الإنسان ذريعة للضغط على مصر مثلما كان يفعل أوباما؟

- نعم، هذا من المتوقع حدوثه، مثلما أتوقع أن يولي بايدن ونائبته اهتمامًا كبيرًا بملف حقوق الإنسان والحريات في الشرق الأوسط كله وليس مصر فقط؛ لكن هذا لا يعني أن مصر ستتعرض لضغوط مماثلة لتلك التي كان يمارسها أوباما، وإنما سيكون اهتمام الرئيس الأمريكي الجديد في اتجاه نشر الحريات بشكل حقيقي.

◄ وماذا عن ملف سد النهضة؛ كيف سيتعامل معه بايدن؟

- أتوقع أن يستمر بايدن في إعطاء الضوء الأخضر لمصر في التعامل سياسيا وعسكريا مع 'سد النهضة'، لأن مصر هي مفتاح المنطقة بأكملها والجميع يدرك ذلك، وهناك من يدرك أن القاهرة هي مفتاح المنطقة ويترجم ذلك لأفعال، وهناك من يعلم ولا يهتم بالتفاصيل، ولا شك أن وجود بامل هاريس مع جو بايدن، سيجعل الأخير يهتم بملف سد النهضة، وسيكون منصفًا لكل من مصر وإثيوبيا، والإنصاف للطرفين هو ما تريده مصر.

وأنا أرى أن معالجة أزمة سد النهضة قد تتم عن طريق أحد حلين، أولهما من خلال نهر الكونغو، عن طريق شق قناة من الكونغو إلى النيل تصب المياه فيه بدلا من المحيط، مع الوضع في الاعتبار أن التكلفة كبيرة، بسبب سوء الأرض وكثرة المرتفعات والجبال، فالأمر سوف يحتاج إلى إنشاء أنفاق وأمور أخرى مكلفة.

خاصة وأن الكونغو هي نافورة أفريقيا وليست أثيوبيا، نظرا لأن لديها مياه تفوق إثيوبيا بـ 5 مرات، فوق احتياجاتهم ويتركونها تنزل بالمحيط، ومصر في حال استغلال تلك الفكرة سوف تنهي أزمة المياه، وهناك دراسة تمت منذ عام 2000، لكن توقف تنفيذها بسبب ارتفاع التكلفة، والآن أصبحت التكلفة مضاعفة، ولكنها مبررة وتستحق، نظرا لأنها توفر لمصر أكثر من مصدر، ولن تكون بعدها تحت رحمة أحد.

أما الحل الثاني للتغلب على أزمة سد النهضة فيتمثل في مشروع تحلية المياه، وهذا المشروع سيجعل إثيوبيا تتخلص من المياه الموجودة لديها، لأنها في الطبيعي تجرفها وتغرقها.

◄ كيف قرأت أزمة تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون؟

- تصريحات ماكرون لم تُفهم، والرجل ليس ضد الإسلام؛ لكنه ضد العزلة التي يريد بعض المسلمين الفرنسيين العيش فيها، وبالأخص الذين جاءوا من شمال وغرب إفريقيا، ويعيشون الآن في الضواحي أو 'العشوائيات' على أطراف المدن الفرنسية.

والأزمة التي تحدث عنها الرئيس الفرنسي تتعلق ببعض رجال الدين المتطرفين وقيادات التنظيمات الإرهابية الذين بدءوا يعملون على استقطاب هذا الشباب الذي يقطن عشوائيات داخل فرنسا، خاصة وأنهم لا يمتلكون فرصًا للترقي ولا للعمالة الكاملة ولا فرصًا للإنجاز، ورجال الدين استغلوا هذا في إقناع الشباب أن غياب الفرص بسبب أنهم مسلمين وبدأت تعلو صيحة 'واه إسلاماه'، وخاصة القادمين من تركيا والجزائر والمغرب.

الأمر برمته ليس مقصودًا به شن حرب ضد الإسلام كما زعم البعض، لكنه ضد أي انكماش أو عزلة لبعض المواطنين الفرنسيين، وهذا ما قاله ماكرون، لكن من يهاجمونه لم يفهموه، والحقيقة أن هذا الرجل هو أول من نهض لإنقاذ لبنان في أزمته الأخيرة؛ فكيف نعتبره عدوًا للعرب والمسلمين؟

◄ لكن البعض قال إن نهوض ماكرون لإنقاذ لبنان دافعه ميول استعمارية؟

- هذه أقوال غير صحيحة؛ لأن لبنان 'عش دبابير' ومن يفكر في دخوله سيخسر، والحقيقة أن هناك شيء نطلق عليه 'الإحساس الرسالي'، وهو إحساس داخل كل شخص لديه رسالة تنويرية، وهذا الإحساس جزء من تراث الثورة الفرنسية والذي ما زال موجودًا حتى الآن، وهو الذي يريد تحقيقه ماكرون في فرنسا عن طريق تحقيق الاندماج الكامل للمهاجرين في الجسم الاجتماعي السياسي الفرنسي، وهو يعتبر العلمانية جزء من حضارته التي تقوم على الفصل بين الدين والدولة وهذا ليس عداء للدين، ولكنه حرصٌ على أن يكون على مسافة واحدة من كل الديانات والحرية الكاملة مكفولة لكل من يريد ممارسة الدين بشرط عدم الخلط بينه وبين السياسة.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
إعلام إسرائيلي: تل أبيب تدرس الاستئناف على قرار الجنائية الدولية ضد نتنياهو