داخل منزل بسيط للغاية، بُني سقفة من الأخشاب والحطب، وبأحد أركان المنزل توجد مرتبة من القطن العتيق تَجلسُ أعلاها سيدة يزيد وزنها عن 500 كيلو، بعد أن أصيبت بمرض الحُمرة 'داء الفيل'، وتَسكن برفقة ابنيها ووالدها، يئست من كثرة مد يد العون للآخرين ورفضهم لها.
'مكانش نفسي الناس تشوفني كدا بس اعمل ايه مش عارفين نعيش وأولادي مستقبلهم مجهول'.. بهذه الكلمات بدأت عزيزة مجدي 40 سنة، مُقيمة بقرية كفر الدوار التابعة لمركز الباجور بمحافظة المنوفية، وتقول: لم أعلم بمرضي منذ البداية وذلك لأنه بدأ بارتفاع درجة حرارتي بصورة كبيرة ومُستمرة، وليس ذلك فحسب، بل تطور المرض بداخلي ليُصاحب ارتفاع درجة الحرارة زيادة كبيرة في الوزن ومن تم ظهور التشققات في جميع أجزاء الجسم.
عزيزة المُصابة بـ داء الفيل في المنوفية
وتُضيف عزيزة: استمر مرضي عدة سنوات مما اضطرني لأخذ قرار أعلم أنه خاطئ للغاية ولكن لا أستطيع أن أتحمل، قُمتُ بإخراج أبنائي من التعليم بسبب عدم توافر المال اللازم للحياة، فأصبح أبنائي يفترشون الأرض بجواري مُنتظرين وجبة طعام من الأقرباء أو الجيران أو أي أحد كان، نتقاسمها معًا لاستكمال اليوم أحياء.
'أيوا بقبض معاش تكافل وكرامة بس دول 300 جنية ومش بيكفوا بقيت علاجي'.. بهذه الكلمات استكملت عزيزة حديثها لـ'أهل مصر'، قائلة: ليس لدي مال ولا عمل خلاله لأُطعم أبنائي، وبعد إصابتي بمرض الحُمرة 'داء الفيل' أصبحتُ قعيدة ألزم الفراش وبجواري أبنائي، قدمتُ علي معاش تكافل وكرامة وبالفعل جالي، ولكن تفاجأت بـ 300 جنيه وبعد شرائي للأدوية رأيتُ انه لا يكفي سوى نصف الأدوية، فكيف أعيش مع أبنائي، خاصة بعد وفاة زوجي في حادث مؤلم.
عزيزة المُصابة بـ داء الفيل في المنوفية
وتابعت: 'أنا نفسي أخف واشتغل علشان ارجع ولادي المدرسة تاني بس إزاي'، مؤكدة: أنا بحاجة للعلاج علي نفقة الدولة، حتي أتمكن من مراعاة أبنائي'.
فيما يقول والدها: 'أنا عاوز بنتي تقوم من تاني حتي لو هتشتغل خدامة في البيوت علشان تأكل ولادها'، متابعًا: 'ليس من الهين علي أن أقول ذلك ولكنني بالفعل أطالب بعلاج ابنتي لأنني لا أستطيع رؤيتها بهذة الصورة وهي تزحف للحمام لتستطيع قضاء حاجتها'.
وفي النهاية ناشد والد عزيزة باكيًا الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة، واللواء إبراهيم أبو ليمون محافظ المنوفية، التدخل لإنقاذ حياة ابنته وعمل العمليات اللازمة لتحمل أعباء المعيشة.
عزيزة المُصابة بـ داء الفيل في المنوفية
عزيزة المُصابة بـ داء الفيل في المنوفية