سيدات الصعيد مش خدامات.. «سبعينية» تربي أبنائها من الزراعة بعد وفاة زوجها في قنا (فيديو وصور)

محررة أهل مصر في لقائها مع السيدة غنية عاملة الزراعة في قنا
محررة أهل مصر في لقائها مع السيدة غنية عاملة الزراعة في قنا

'سيدات الصعيد مش خدامات'، انتشرت العديد من الأقاويل عبر مواقع السوشيال ميديا من قبل أحد الإعلامين عن سيدات الصعيد بأنهم يسافرون للقاهرة للعمل كخدامات في المنازل وذكر الأطفال بالعمل في الورش ويطلقون عليهم 'الأسطى بلية' غضب أصاب جميع أهالي الصعيد وطالبو بمعاقبة الإعلامي على إهانته لسيدات وأطفال صعيد مصر.

قدمت 'أهل مصر' نموذجًا لسيدة من الصعيد قضت 50 عامًا في العمل بالزراعة بمختلف أنواعها، تزرع وتحصد وتجني ثم تستقل القارب الصغير حتى تصل إلى المدينة لتفترش في السوق وتبيع الفجل والجرجير وتعود بعدها لمنزلها القاطن في جزيرة بمنتصف النيل بقوت أبنائها 'ست ب 100 راجل'.

السيدة غنية محمد مصطفى تعمل في الزراعة من 50 عامًا في قناالسيدة غنية محمد مصطفى تعمل في الزراعة من 50 عامًا في قنا

قضت غنية محمد مصطفى، 70 عامًا، مقيمة في كوخ صغير من الطين اللبن، وإضاءته من لمبة الغاز القديمة لعدم وجود كهرباء بداخله، في جزيرة بمنتصف النيل بقرية الحلة مركز قوص بجنوب محافظة قنا.

بدأت «غنية» رحلة شاقة في العمل بمهنة الزراعة 'بالفاس' تلك المهنة المعروفة للرجال لصعوبتها ومشقتها، ولكنها تحدت الصعوبات من أجل مساعدة زوجها في بداية زواجها بزراعته الخاصة بحثًا معه عن لقمة العيش.

قالت المُسنة خلال حديثها مع 'أهل مصر' إن زوجها تُوفى منذ 5 أعوام، ترك لها إرث من الأبناء 8 فتيات و4 أولاد، مشيرة إلى أنها عملت ليلاً ونهارًا مع زوجها في الزراعة لتربية أبنائها، حتى تمكنا سويًا من تزويجهم، فيما عدا أصغر فتاتين تولت المُسنة تكاليف زواجهما بعد وفاة والدهما من عملها في الزراعة، بالإضافة إلى مساعدتها من قبل الجمعيات الخيرية وفاعلين الخير في الأجهزة الكهربائية.

ذكرت غنية أنها تستيقظ في السادسة صباحًا يوميًا، ثم تتجه إلى أرضها حاملة في يدها 'الفأس'؛ لكي تنظف بها زراعاتها المختلفة من 'ذرة وقمح وفجل وبصل وجرجير وبرسيم لأغنامها'، ثم تتناول غدائها بداخل أرضها وتعود لمنزلها في المساء، فيما عدا يوم الإثنين تجمع الجرجير والبصل وتستقل القارب الصغير لتتجه إلى السوق لبيعهما، وتشتري بمكسبها متطلبات أسرتها، مردفة: 'لا أتعب من خدمة أولادي وتكملة مسيرة زوجي في أرضه'.

محررة أهل مصر أثناء لقائها مع السيدة غنية عاملة الزراعة في قنامحررة أهل مصر أثناء لقائها مع السيدة غنية عاملة الزراعة في قنا

وأوضحت السيدة السبعينية أن 3 من أولادها سافروا لمحافظات مختلفة للعمل ولكن لا ينفقون عليها، مشيرة إلى أن أغلب أولادها لديهم أسرة وأطفال ومصدر دخل ليس بكثير لمواجهة ظروف المعيشة الصعبة.

وأشارت المسنة إلى أنها لا تزال تعمل في الزراعة حتى تستطيع الإنفاق على ابنتها المطلقة ونجلها المصاب في حادث منذ أعوام فلا يستطيع أن يحرك زراعه، موضحة أن كلاهما يساعدونها في الزراعة خاصة في فترة حصاد القمح.

'فخورة بنفسي وبفأسي'، بهذه الكلمات علقت السيدة غنية على ما قيل عن فتيات الصعيد بأنهم يعملن خادمات بالقاهرة، حيث أنها اختارت المشقة والتعب والعمل بغير مهن النساء حتى لا تطلب شيئًا من أحد، موضحة أنها كرست حياتها للعمل بمحاصيلها الزراعية، متمنية أن ينظر إليها مسئول بعين الرحمة ويساعدها بعلاج نجلها الذي أصيب بإعاقة في حادث وتوفير عمل مناسب له.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً