الدول العربية تلفظ أمريكا من رحمها.. ماذا سيحدث في الشرق الأوسط بعد تقرير بن سلمان؟

 الأمير محمد بن سلمان
الأمير محمد بن سلمان
كتب : سها صلاح

بدأت إدارة بايدن في تعديل أولويات السياسة الخارجية لواشنطن في الشرق الأوسط، ولكن ديناميكية القوة في المنطقة تغيرت بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية، مع قيام دول الخليج العربية بتنويع شراكاتها الاستراتيجية، والسعي إلى علاقات أكثر مساواة مع الولايات المتحدة، وفقا لصحيفة أن بي سي الأمريكية.

رفض السعودية تقرير أمريكا

ورفضت الرياض رفضًا تامًا 'التقييم السلبي والزائف وغير المقبول' لتقرير المخابرات الأمريكية الصادر عن مكتب مدير المخابرات الوطنية الأمريكية (ODNI) في 26 فبراير 2021، حيث زعمت الوثيقة أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان 'وافق' اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي في أكتوبر 2018، وهو أمر نفته العائلة المالكة السعودية بشدة.

وقالت الخارجية السعودية، في بيان رسمي، إن المملكة ترفض أي إجراء ينتهك قيادتها وسيادتها واستقلال النظام القضائي، مؤكدة أن النظام الملكي أجرى تحقيقا شاملا في الجريمة النكراء وحاكم الجناة.

كما أن التقرير بأكمله جاء فيه 'ربما، يمكن، نفترض'، وبالتالي فهو لم يأت بتأكيدات واضحة أو دلائل مقرنة على تورط محمد بن سلمان ولي العهد السعودي في الادعاءات الموجهة له.

تقرير امريكا عن اغتيال خاشقجيتقرير امريكا عن اغتيال خاشقجي

هدف بايدن ذو الشقين في الضغط على ولي العهد السعودي

في أعقاب نشر تقرير خاشقجي، صرح وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكين، أن أمريكا ستغير نهجها تجاه المملكة السعودية، محددًا أن واشنطن لا تسعى إلى 'قطع العلاقة'، بل إلى 'إعادة تقويمها'.

وأعلنت واشنطن، الجمعة، فرض عقوبات وحظر تأشيرات على 76 مواطنا سعوديا كجزء من سياسة البلاد الجديدة لحقوق الإنسان.

وعلى الرغم من استهداف ولي العهد السعودي في تقريرها الاستخباراتي، لم تفرض واشنطن أي عقوبات على محمد بن سلمان.

وقالت الصحيفة الأمريكية إن تفضيل عدم معاقبة بن سلمان يشير إلى أن الإدارة تحاول تحقيق توازن بين تقديم نفسها علانية على أنها ملتزمة بحقوق الإنسان دون المساس بعلاقتها مع الرياض واستبعاد الحلفاء الإقليميين الذين ما زالت الولايات المتحدة بحاجة إليهم في سعيها لتحقيق مصالحها.

أما الهدف الأساسي لبايدن في الضغط على ولي العهد محمد بن سلمان ذو شقين، حيث 'يريد بايدن أن يمثل انفصالاً دائماً عن إدارة ترامب وأن يقدم صورة لإدارته كسلطة أكثر مسؤولية'؛ وثانيا: تريد واشنطن لجعل مثال بن سلمان لإرسال رسالة أوسع لحلفاء الولايات المتحدة أن الإدارة الجديدة تتوقع العودة إلى الانضباط في المنطقة في السعي لتحقيق مصالح الولايات المتحدة.

باختصار يرسل بايدن إشارة إلى تركيا والسعودية والإمارات مفادها أن واشنطن عادت لملء فراغ السلطة الذي خلفه في المنطقة دونالد ترامب وستسعى إلى تحقيق أهداف محددة في السياسة الخارجية مثل اتفاق نووي، مع إيران ، وتسوية تفاوضية في اليمن .

ديناميكية جديدة بالكامل في الشرق الأوسط

وتوشك إدارة بايدن على مواجهة ديناميكية جديدة تمامًا في العلاقات مع اللاعبين الخليجيين الذين يريدون أن يكونوا أكثر استقلالية عن واشنطن هذه الأيام.

وتحاول دول الخليج العربي تنويع شراكاتها الاستراتيجية والذهاب إلى آسيا وأوروبا وروسيا، وهذا نمط جديد يختلف تمامًا عما كانت عليه المنطقة قبل 20 أو 30 عامًا.

وبالتالي، تحافظ الرياض على علاقات تجارية قوية مع الصين، وهي أكبر مستورد للنفط السعودي، وتطور علاقات عمل متعددة المستويات مع روسيا بغض النظر عن وصف الولايات المتحدة للدولتين بمنافسيها الجيوسياسيين الرئيسيين.

وزعمت صحيفة ديلي صباح التركية، مؤخرًا، أن تغيير إدارة بايدن في لهجتها تجاه الرياض قد يدفع السعودية إلى الاقتراب من روسيا في وقت تكون فيه المملكة أقل ثقة في الولايات المتحدة كضامن للأمن.

والدرس الذي تعلمته الأنظمة العربية المختلفة، بما في ذلك المملكة العربية السعودية، خلال الحرب الأهلية في سوريا هو أن روسيا تقف إلى جانب حلفائها وشركائها في المنطقة على عكس الولايات المتحدة، والتي بدأت دول الخليج ترى أنها لا يمكن الاعتماد عليها بشكل متزايد.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
مجلس النواب يوافق على مشروع قانون لجوء الأجانب نهائيًا