'الإعاقة الفكرية هي الإعاقة الحقيقة وليست إعاقة الجسد'.. مقولة طالما ترددت على مسامعنا ليبرهن على صحتها بليغ عبدالنبي زيدان، الشاب الذي اتخذ من شغفة عاملا لإثبات ذاته، متحديا ظروفه كفاقد للبصر، ساعيا بأن يكون مرآة نور لأقرانه.
اقتربت عدسة 'أهل مصر' لترصد قصة كفاح هذا الشاب، وقال في البداية إنه درس بمدرسة النور للمكفوفين بدمنهور ثم التحق بكلية الآداب قسم اللغة العربية جامعة دمنهور، مضيفا أن يحضر حاليا رسالة الماجستير.
وأوضح زيدان، أنه اقتحم مجال الإعلام رغبة في تغيير المفاهيم الخاطئة عن متحدي الإعاقة، مشيرا إلى أن مجال الإعلام هو الأقرب إلى الشعب والأجدر في تغيير وجهة نظره عن متحدي الإعاقة البصرية.
'الإعلام هو العقبة التي تواجه الكفيف في تغطية الأخبار والنشرات'.. بتلك الكلمات استنكر زيدان رفض وسائل الإعلام للمبصرين في العمل كمراسل تليفزيوني، مشيرا إلى أنه لا فارق بينه وبين السوي من المراسلين سوى الذكاء والحنكة التي تميز أحدهما عن الآخر.
' مفيش حد فينا بيتحرك من مكانه أثناء تغطية الحدث كمراسل' بهذه الجملة برهن زيدان على نجاح متحدي الإعاقة البصرية في عملهم كمراسلين فلابد من منحهم فرصة لإثبات ذاتهم وتقبل الإعلام لهم.
وأشار زيدان إلى أنه حصل على العديد من الدورات في مجال الإعلام رغبة في استكمال شغفه في ذلك المجال، مضيفا أنه بدأ التعمق في الإعلام من خلال الإنترنت، حيث تلقى العديد من الكورسات أون لاين.
وذكر أن الإعلام يعتمد على المشافهة لذا قرر السفر إلى القاهرة، لتلقي عدد من الدورات لدى خبراء في ذلك المجال، مشيراً إلى أن حبه للإعلام دفعه لقطع أميال عدة معتمدا على ذاته في سفره إلى القاهرة وغيرها من المحافظات لتلقي دورات إعلامية.
وقال إن الصدفة قادته إلى المشاركة في مجال المراسل التليفزيوني أثناء تجوله داخل كليته، مشيرا إلى أنه تمكن من الحصول على المركز الأول بكلية الآداب وتم تأهيله على مستوى جامعة دمنهور ومن ثم تم تصعيده بمسابقة إبداع العرب حيث تمكن من الحصول على المركز الرابع على مستوى الوطن العربي .
وذكر أنه عمل كمذيع في عدد من البرامج الإذاعية وقارئ للنشرات الإخبارية، كما يتم دعوته بصفه دورية لتقديم المؤتمرات والندوات الحكومية والخاصة، مشيرا أنه يعتمد على الارتجال في التقديم وما يدركه من اللغة العربية.
أرغب في العمل بمجال الإعلام من أجل تغيير فكرة المجتمع عن متحدي الإعاقة، بأنهم قادرين على خوض شتى المجالات والنجاح فيها بصورة تضاهي الأسوياء، الأمر الذي ينعكس بدوره على نجاح نماذج أخرى.
وفيما يتعلق بالدمج ذكر زيدان أنه سلاح ذو حدين حيث يحمل العديد من الإيجابيات والسلبيات أيضا، مشيرا إلى أنه اطلع على العديد من تلك البرنامج قائلا ' أكثر من رائعة' لكنها تطبق بشكل خاطئ.
وتابع بأنه من الضروري تأهيل كل من ذوي الاحتياجات الخاصة وكذلك الأقران بحيث يصبح الكفيف قادرا على التعامل بعد تأهيله ومن ثم يقبله الأسوياء عقب تأهيلهم أيضا لتقبل متحدي الإعاقة ومن ثم يتم الدمج.
وفيما يتعلق بإقناع الجمهور بعمله مراسل كغيره من الأسوياء أشار إلى أن لديهم ٤٤ حاسة منحهم الله إياها يستطع استخدامها في تسخير عمله الإعلامي.
مراسلة اهل مصر مع أول مراسل تليفزيوني كفيف
'نفسي أكون نور للمكفوفين'.. واصل زيدان حديثه عن مساندة أقرانه من المبصرين، مشيرا إلى أنه يلقنهم دورات في تعلم طريقة برايل، وكذلك الأصحاء، وعدد من دورات اللغة العربية.
وفي ختام حديثه وجه زيدان الشباب بضرورة تحدي الصعاب والتغلب عليها من أجل تحقيق الذات وتنفيذ دورهم الفعال في المجتمع من أجل إجبار الجميع على الثقة بهم ومنحهم الأعمال التي تمنح للأصحاء، مناشدا المسؤولين بضرورة تنفيذ توصيات الرئيس عبد الفتاح السيسي في الاهتمام بذوي القدرات الخاصة.