«على عهد الحب اتجمعنا»| زوج يتبرع لزوجته بفص من كبده.. وأطباء «الزقازيق»: زراعة الأعضاء في ظل "كورونا" تحديا كبيرا (فيديو وصور)

الزوج
الزوج

ليس الحب وحده السبيل المحفز على التضحية، وإنما الإخلاص والشجاعة والوفاء، صفات ومقومات عظيمة تدفع للتضحية بقلب محب وقانع، هذا كان شأن الزوج الشاب 'إبراهيم مصطفى'، مع زوجته 'أمينة محمد'، الذي لم يتردد لحظة، بشأن إعادة الحياة لها من جديد، وإنقاذ سنوات شبابها الذي لم تعشه بعد، فأبى أن يعيش دونها، حتى وإن ضحى بحياته لأجلها.

روى 'إبراهيم' المقيم بمركز كفر صقر بمحافظة الشرقية، ويعمل سباك، البالغ من العمر 34 عاما، قصة الرومانسية والتضحية مع زوجته أمينة البالغة من العمر 24 عام، من داخل غرفة الرعاية المركزة في وحدة زراعة الكبد والكلى 'زراعة الأعضاء' الكائن بمبنى الجراحة بمستشفى الزقازيق الجامعي، قائلا: 'تزوجت أمينة منذ 7 سنوات، وبعد مضيّ 6 أشهر، تدهورت صحتها.

وأضاف إبراهيم، قائلا: 'بالتوجه للأطباء وفحصها كان التشخيص بأنها تعاني من مرض مزمن، يجب التعايش معه بتناول العقاقير والأدوية، لافتا إلى أن حالتها كانت تتدهور بمرور السنوات، إلى أن أجمع الأطباء بعد اكتشاف تليف في الكبد، فما كان من الأطباء إلا إخبارهم بضرورة زرع كبد لإنقاذ حياتها'.

وأضاف الزوج الوفي: 'في البداية رفضت أمينة التبرع، لكن مع الإصرار تقبلت الأمر، وطالب الأطباء أشقائها بالتحليل والفحوصات اللازمة للتوافق، إلا أن واحدا منهم لم يتوافق مع أمينة، وقرر إجراء الفحوصات لعل وعسى أن يفوز بإنقاذ حبيبته، وبالفعل بعد الفحوصات اللازمة تطابقت فصيلة دم إبراهيم مع أمينة، كما أظهرت التحاليل والأشعة توافق بنسبة كبيرة بينهما، فكانت الخيرة لله وقرر على إثرها التبرع لزوجته بقلب محب قانع، معلقا: 'كنت فرحان لكن أمينة كانت قلقانة عليا، وأنا اللي كنت بطمنها وأقولها إننا هنكون في الأول'.. حسب قوله.

وتابع إبراهيم، قائلاً: 'أنا عملت العملية بدافع حبي لربنا أولا ثم لأمينة ثانيا، وطبعا كان لازم أنقذها، من خلال إعطائها حتة من جسمي وتعيش ليا، وأنا سعيد بنجاح العملية وتحسن حالة أمينة'، مشيرًا إلى أن زوجته كانت تحيا في بيته هزيلة لا تقوى على الحركة ودائمة الإعياء والإغماء، مضيفًا بالقول: 'ربما هى بداية جديدة سعيدة لهما سويا، ويرزقهما الله الأطفال التي لم ينجبها طيلة 7 سنوات مضت، كله بفضل الله ثم بفضل ملائكة الرحمة الأطباء من الفريق المثابر الذي أقام وحدة زراعة الأعضاء بمستشفى الزقازيق الجامعي'.

وكانت جامعة الزقازيق وقعت بروتوكول تعاون مع جامعة المنصورة، لإنشاء برنامج زراعة الأعضاء والتي ستكون قريبا بفعل جهود الفريق الطبي المتكامل صرح طبي عظيم على أرض مدينة الزقازيق، وتم إجراء 5 عمليات زرع من بينهم 3 عمليات زرع كبد و2 عملية زرع كلى، وذلك بعد اختيار الفريق الطبي بدقة وعناية فائقتين من قبل القائمين على البرنامج، لتنفيذ عمليات زراعة الكبد والكلى بمهارة ونجاح دون تقصير، فالقانون رادع لكل من يحدث خللا أو تقصيرا وقد تصل العقوبة إلى الإعدام.

وقال الدكتور عمرو فؤاد الطبيب الجراح بوحدة زراعة الأعضاء ضمن الفريق الطبي بمستشفى الزقازيق الجامعي بشأن حالة 'أمينة' وزوجها 'إبراهيم' المتبرع لها بفص الكبد: إن الحالتين في استقرار بعد مضي نحو 8 أيام بعد إجراء العملية، وهذا مؤشر جيد، وفي طريقهم للخروج معلقا: 'على قدر صفاء نية الزوج، كان النجاح حليفنا في عملية زرع الكبد لزوجته بعد توفيق الله'.. حسب قوله، لافتا إلى أن الفريق الطبي كان يعمل على قدم وساق وكأنهم خلية نحل الجميع في تعاون دون كلل أو ملل، راجين التوفيق والسداد من الله'.

وأردف الدكتور 'عمرو فؤاد' قائلا إن إجراء عمليات زراعة الأعضاء في ظل توصيات منظمة الصحة العالمية في ظل جائحة كورونا تعد تحديا كبيرا بالنسبة للطاقم الطبي وكذلك المرضى خاصة مع إعطاء عقاقير مثبطة للمناعة للمرضى، مشيرًا إلى وجود فريق مكافحة العدوى الذي بعد فضل الله تخطى بهم هذا الخطر، مؤكدا على أن المريض والمتبرع يخضعون لفحوصات كثيرة وتجهيزات عديدة لإنجاح العملية والمرور منها بأمان مؤكدا على الدعم الكبير الذي تلقاه الفريق الطبي من قبل جامعتي الزقازيق والمنصورة.

فيما أوضحت الدكتورة مريم سامح صيدلي إكلينيكي بمستشفى الزقازيق الجامعي، أنه منذ توقيع البروتوكول مع جامعة المنصورة منذ عام 2019 والفريق الطبي يعمل بكامل طاقته دون كلل أو ملل، وبالجهود الذاتية والاعتماد على المستشفى، ولكن تم وقف العمليات بعد جائحة كورونا، التي تم استئنافها من جديد، مؤكدة على أن إجراء عملية أمينة لاقت دعما كبيرا غير السابق بتوافر الدعم المعنوي والمادي من قبل جامعتي الزقازيق والمنصورة وبدعم خاص من الأطباء 'عثمان شعلان، وليد ندا، يحيي زكريا وبقية الفريق الطبي، كما لاقت نجاحا كبيرا بفضل الله، ونتمنى أن تدعمنا الدولة بقيادة رئيس الجمهورية الرئيس عبد الفتاح السيسي، للانتشار أكثر وتوفير الدعم لحالات أكثر من المرضى وزراعة الأعضاء لهم'.

وأثنى الطبيبان 'عمرو فؤاد' و 'مريم سامح'، خلال بث مباشر أجرته محررة 'أهل مصر' على صفحة الفيسبوك، على ما قدمه الفريق الطبي من الكوادر الطبية الشابة زملائهم وكذلك الأطباء أساتذتهم، الذين بذلوا عطاءً وجهدا منذ نشأة وحدة زراعة الأعضاء، ممتنين للدعم الذي قدمه الأطباء: الدكتور عثمان شعلان رئيس جامعة الزقازيق، الدكتور وليد ندا المدير التنفيذي للمستشفيات، الدكتور عيد عبد السلام عميد كلية الطب والدكتور يحيي زكريا مدير برنامج زراعة الأعضاء، وباقي الفريق الطبي كاملا، فضلا عن دور الفريق الطبي من جامعة المنصورة ودعمه لهم، داعين إلى التعريف بالوحدة وانتشارها لإتاحة الفرص لإنقاذ حيوات لمرضى أكثر في قائمة الانتظار وغيره.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً