المرضى ينتظرون الموت حرقًا أو خنقًا.. منشآت طبية وخدمية تفتقر لمفهوم الأمن الصناعي بالإسكندرية

الموت حرقًا أو خنقًا.. منشآت طبية وخدمية تفتقر لمفهوم الأمن الصناعى بالإسكندرية
الموت حرقًا أو خنقًا.. منشآت طبية وخدمية تفتقر لمفهوم الأمن الصناعى بالإسكندرية

على الرغم من أن جائحة وباء فيروس كورونا تعتبر من أكثر الأزمات التى باتت تهدد البشرية، وراح ضحيته الالاف من المواطنين، ومازال يحصد الأرواح، إلا أن الإهمال والفوضى فى تأسيس المنشأت الطبية والعلاجية التى تستقبل المرضى، وتغافل القائمين على تلك المؤسسات، تطبيق الكامل لمعايير الأمن الصناعى والسلامة المهنية في تلك المؤوسسات، يأتي بكوارث كبرى وخسائر متعددة في الأرواح وخسائر مادية.

قررت 'أهل مصر' فتح ملف الأمن الصناعي بالمنشآت الطبية، ذلك الملف الشائك ورصد تاريخه المؤلم المتمثل فى خسائر بشرية وخسائر مادية كبرى، بمدينة الإسكندرية.

الموت حرقًا أو خنقًا.. منشآت طبية وخدمية تفتقر لمفهوم الأمن الصناعى بالإسكندرية

فى البداية، معايير السلامة والأمن الصناعى، هى حجر الزاوية في المنظومة الصحية، وفي جودة الخدمات الطبية المقدمة للمرضى، فلا يقبل بأي حال من الأحوال أن يجد المريض ما يؤرقه داخل المكان الذي لجأ إليه حال مرضه، ويقصد بالأمن الصناعى، تطبيق ضوابط وتعليمات ومعايير لمنع وقوع الحوادث والكوارث والحرائق، وتدريب العاملين على مواجهتها حال حدوثها؛ لتفادي الخسائر بصفة عامة، ومن هنا نستطيع أن نقول أن الأمن الصناعى له أهمية كبرى لا تقل عن الخدمة الطبية المقدمة للمرضى.

وتطبق كثير من المنشآت الطبية التابعة لوزارة الصحة كثير من معايير السلامة والأمن الصناعي، ولكن بدون تدريب العاملين بها على كيفية التعامل مع الكوارث.

وفى المقابل، نجد عشرات بل مئات المنشآت الطبية الخاصة تتغافل معايير السلامة والأمن الصناعي ولا تهتم بها، وهنا تبدأ الكارثة، حيث أن المستشفيات بصفة عامة سواء كانت خاصة أو حكومية، تمتلئ بالأجهزة الطبية والكهربائية من مكيفات الهواء وأجهزة التنفس الصناعي وأجهزة الغسيل الكلوي وحضانات الأطفال الرضع وغيرها من الأجهزة الطبية العديدة، ففي أى لحظة قد ينشأ حريق ناتج عن أي سبب معلوم أو وغير معلوم، مثل ماس كهربائى مثلاً تجد المستشفى والعاملين بها لايستطيعون التصرف أو مواجهة ذلك الحريق ويقعون والمرضى فريسة النيران والدخان ويموتون حرقا أو خنقا.

الموت حرقًا أو خنقًا.. منشآت طبية وخدمية تفتقر لمفهوم الأمن الصناعى بالإسكندرية

تلك المأساة تكررت كثيرا فى مدينة الإسكندرية، ففى مثل تلك الأيام من شهر يونيو من عام 2020، شهدت مستشفى البدراوى حريق هائل ناتج عن ماس كهربائى بأحد مكيفات الهواء، وأسفر عن مصرع 7 من المرضى المقيمين بالمستشفى وإصابة 7 آخرين من الطاقم الطبى للمستشفى، وغيرها كثير من حوادث الحريق في المستشفيات الخاصة، والتى كان آخرها حريق بحضانات الأطفال فى إحدى المنشآت الطبية والتى راح ضحيتها أطفال رضع، وكل تلك الحوادث تكشف عن تغافل مسئولو المستشفيات عن اتباع قواعد السلامة والصحة المهنية والأمن الصناعي .

وقال مصدر طبي مسئول، رفض ذكر اسمه، إن 95% من المؤسسات الطبية تتجاهل معايير السلامة والأمن الصناعى، وتطبيقه على الورق فقط للحصول على التراخيص المطلوبة، دون تطبيق للمعايير الخاصة بالصحة والسلامة المهنية، أو تدريب للعاملين بالمؤسسة على كيفية التعامل مع الكوارث حال حدوثها .

وأضاف المصدر، أن السلامة والأمن الصناعي له أهمية كبيرة فى مواجهة الكوارث والحرائق، وشروع أي مؤسسة فى عملها دون تطبيق كامل لمعايير الأمن الصناعى، حيث يعتبر إهمالاً ينذر عن كارثة كبرى، مطالبًا المصدر بمراجعة كافة التراخيص الممنوحة للمستشفيات الخاصة وكافة المؤسسات، وتغليظ عقوبة من يتجاهل تعليمات الأمن الصناعى، ووضع جدول زمني لمراجعة إجراءات الأمن الصناعى وتحديثها بشكل مستمر تفاديا لأي كارثة قد تحدث .

وطالب مجدى السيد، أحد نشطاء المجتمع المدنى بالإسكندرية، اللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية، بالاهتمام بملف السلامة والأمن الصناعي خاصة فى المستشفيات، والإشراف الفعلى على تطبيقه وتطويره فى كل المؤسسات، ومعاقبة كل من يغفل ويتجاهل قواعد السلامة والأمن الصناعي سواء كان صاحب مؤسسة أو مسئول عن منح التراخيص للمؤسسات.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
السفير محمد الشناوي مُتحدثا رسميا جديدا باسم رئاسة الجمهورية