نجلة السفير الإيرلندي تروي قصة "زكريا الزبيدي" الحقيقية و تكشف عن سجون الاحتلال الـ5 نجوم (حوار خاص)

4650 من بينهم 200 من السجناء الأطفال في معتقلات إسرائيل

مظاهرة ضد الاحتلال الاسرائيلي
مظاهرة ضد الاحتلال الاسرائيلي
كتب : سها صلاح

أثار هروب ستة سجناء سياسيين فلسطينيين من سجن جلبوع الأسبوع الماضي غضب وسائل الإعلام الإسرائيلية، وكان الأمر البارز حينها كيفية هروب السجناء الستة من سجن جلبوع شديد الحراسة، بهذا الشكل الدراماتيكي، وسرعان ما أصبحت رحلة الهروب حديث على مواقع التواصل الاجتماعي بارزة وجه المقاومة زكريا الزبيدي الرجل الذي استطاع أن يهز عرش الحكومة الإسرائيلية وقلب نظام الأحتلال بابتسامته فقط أثناء القبض عليه مرة أخرى بعد هروبه من سجن جلبوع، في أراضي عرب 48، والاهم من ذلك ابتسامته اثناء تعذيبه إلى أن وصل إلى المستشفى أول أمس، لذا كان لدينا الشغف لمعرفة الكثير عن زكريا الزبيدي ليس من أسرته بل من فتاة عاشت معه على مدار 19 عاماً، الناشطة الإيرلندية المعروفة 'كلير هولوهان' ابنه السفير الإيرلندي السابق في إسرائيل التي عرفت زكريا الزبيدي أول مرة في 2002 اثناء مجرزة مدينة 'جنين' الفلسطينية، لذا كان لـ'أهل مصر' حوار معها روت فيه اسرار زكريا الزبيدي الذي عُرف في مواقع التواصل الأجتماعي كمناضل دون معرفة كيف وصل ليصبح 'ايقونة فلسطينية' تترد على ألسنة العالم بأكلمه، وكشفت لنا ماذا يحدث يروج الاحتلال الإسرائيلي عن سجونه ومعتقلاته تحت شعار الحفاظ على حقوق الانسان.

من هو زكريا الزبيدي؟

'المرة الأولى التي سمعت فيها عن زكريا الزبيدي كانت قبل 19 عامًا في عام 2002 مباشرة بعد مذبحة جنين التي قتل فيها 55 مدنياً، كان والدي قد تم تعيينه للتو في فلسطين كسفير لإيرلندا وكجزء من وفد الاتحاد الأوروبي، وكان يخطط لزيارة المخيم بعد الهجوم الإسرائيلي مباشرة، في اللحظة الأخيرة منعتهم السلطات الإسرائيلية من الدخول، وذلك لمنعهم من مشاهدة الفظائع التي ارتكبوها،لم يُسمح بدخول أي وسائط إعلام في ذلك الوقت.'

وتتابع: ' في ذلك الوقت كان زكريا الزبيدي أحد قادة المعسكر وكان المقاتل الوحيد الذي لم يستسلم، أتذكر أنني قرأت مقالاً للصحفي الإسرائيلي 'جدعون ليفي' الذي كتب صفحة كاملة عن حياة زكريا الزبيدي في هآرتس العبرية.

واشارت إلى أنه قبل 19 عامًا شعرت بالغضب والألم لأن مثل هذا الشاب قد عانى وتحمل الكثير، كان يبلغ من العمر 25 عامًا حينها وكان عمري 18 عامًا وأتذكر أنني شعرت بالرعب لأن شخصًا يشبه سني عانى الكثير من المآسي، الآن وبعد كل هذه السنوات، ظهرت هذه المشاعر لدي مرة أخرى مع خبر اعتقاله، بالنسبة لأولئك الذين لا يعرفونه،فهو مناضل يستحق الاحترام.'

وأشارت إلى أن والدة زكريا الزبيدي، سميرة الزبيدي قُتلت في غارات للاحتلال الإسرائيلي في 3 مارس 2002، قبل شهر من مجزرة جنين، حيث استشهدت برصاص قناص من قوات الاحتلال الإسرائيلي استهدفها بينما كانت تقف بالقرب من نافذة في منزلها، ونزفت حتى الموت، وكان ابنها الآخر داوود على قيد الحياة، لكن الاحتلال الإسرائيلي احتجزته دون محاكمة لمدة عام، واستشهد في وقت لاحق.

كيف يرى الإسرائيلين السجناء الفلسطينيين؟

المثير للدهشة أن عددًا كبيرًا من الإسرائيليين يعربون عن تعاطفهم مع الأسرى الفلسطينيين حتى وهم يعتبرونهم 'إرهابيين'، يبدو أن هذا ينبع إلى حد كبير من الإعجاب بجوانب الهروب على غرار هوليوود، من النفق الذي تم حفره بملعقة داخل زنزانة السجن إلى الإخفاقات الهائلة لمصلحة السجون الإسرائيلية.

برزت تغطية الأسرى الفلسطينيين في وسائل الإعلام الإسرائيلية في السنوات الأخيرة، خاصة أثناء الإضراب عن الطعام، عندما تجاوزت الاحتجاجات الشعبية جدران السجن ووصلت إلى شوارع ونقاط التفتيش في الأراضي المحتلة وحتى داخل إسرائيل.

في كثير من الأحيان، لذا سيسمع الإسرائيليون في الأخبار حول المعتقلين المضربين عن الطعام على وشك الموت لأن القادة والمحللين الإسرائيليين سوف يزرعون الخوف من 'رد فعل عنيف' أو 'تصعيد' من قبل الفلسطينيين ، بدلاً من القلق على صحة أو بقاء الفلسطينيين.

على النقيض من ذلك مع وسائل الإعلام والشبكات الاجتماعية الفلسطينية، التي تقدم تقارير منتظمة عن الإقامة الجبرية، والمحاكم العسكرية الإسرائيلية، والنضال من أجل إطلاق سراح الأسرى المضربين عن الطعام، والنساء في السجون، وحياة السجناء السابقين، يمكن العثور على ملصقات السجناء في كل قرية وبلدة تقريبًا عبر الأراضي المحتلة، تقدم العديد من مجموعات حقوق الإنسان مثل الضمير والحركة العالمية للدفاع عن الأطفال-فلسطين تقارير مفصلة عن الاعتقالات وأوضاع السجناء.

مارأيك فيما روجه الاحتلال بوشاية اسرة فلسطينية بالاسرى؟

لقد عشت 20 عاماً في فلسطين اثناء خدمة والدي، وإذا كان هناك موضوع واحد يوحد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، فهو قضية السجناء السياسيين، وفقا للسلطة الفلسطينية، فواحد من كل خمسة فلسطينيين يجلس في سجن إسرائيلي منذ بدء الاحتلال في عام 1967.

ويمكن ايضاً أن تنتهي حياة أي طفل بقضاء شهور في سجن عسكري للاحتلال لمجرد التظاهر في قريته، يتم منح الأسرى مكانة خاصة في المجتمع الفلسطيني، على هذا النحو، سمح الهروب للعديد من الفلسطينيين، ولو للحظة واحدة ، بتخيل 'تحرير ذاتي' لجميع السجناء الذين تحتجزهم إسرائيل.

مارأيك فيما يروجه الاحتلال الإسرائيلي عن سجون الـ5 نجوم؟

من الواضح أن أولئك الذين يروجون لهذه النظرية لم يمضوا يومًا في سجن إسرائيلي، ولا يفهمون العواقب العقلية والجسدية والصحية للسجن الدائم.

تعتبر ظروف السجناء في إسرائيل - بما في ذلك غير السياسيين - من بين الأسوأ في العالم الغربي، حيث يتعرض النزلاء للحرارة أو البرودة الشديدة حسب المواسم ،ويعيشون في أقل من ثلاثة أمتار مربعة لكل سجين، بما في ذلك السرير والمرحاض والاستحمام، مقابل 8.8 مترًا مربعًا لكل سجين في دول غربية أخرى.

و بعد أن قدمت جمعية الحقوق المدنية في إسرائيل التماسًا بشأن هذه المسألة، حكمت المحكمة العليا الإسرائيلية في يونيو 2017 بأن أمام الدولة 18 شهرًا لتوسيع مساحة المعيشة بشكل كبير للسجناء الإسرائيليين، لم يتم تنفيذ هذا القرار بالكامل حتى الآن.

كل هذا بالإضافة إلى الحقيقة التي لم يتم الإبلاغ عنها، وهي أنه وفقًا للقانون الدولي، يُحظر على دولة الاحتلال نقل واحتجاز الأسرى خارج الأراضي المحتلة ، كما تفعل إسرائيل في عدد من السجون داخل حدودها الرسمية.

هل شاهدتي المعتقلات الإسرائيلية من الداخل؟

خلال يوم من الأيام كنت مكتب السفارة مع والدي وحدثت إشكالية مع أحد الشبان الإيرلنديين الزائرين لتل أبيب، وكنت بعمر الـ15 عاماً واضطر والدي بالتدخل لسلطته كسفير إيرلندي على تلك الأراضي وانا احب أن أقول الأراضي الفلسطينية وليس تل ابيب، وذهب لمقابلة أحد المسؤولين من ثم، ذهب بنفسه لإخراج السجين الذي امضي 24 ساعة فقط داخل أحد المعتقلات الإسرائيلية وذهبت معه، لم اري المعتقل من الداخل، لكن اريد ان أقول هنا أن الاحتلال الإسرائيلي لا يحترم أي شخص سوى نفسه، فالأمر لديهم سواء فلسطيني أو إيرلندي أو غيره، فالشاب في 24 ساعة خرج مهان بشكل سئ للغاية، حتى أنه طلب قطع زيارته و العودة لإيرلندا.

لماذا أصبحت مهتمة كثيراً بالقضية الفلسطينية لهذا الحد؟

الكثير يسألونني هذا السؤال، أنتي إيرلندية ماذا الذي يقحمك في هذا الصراع الأبدي، لكن أنا أقول مرة لقد عشت في فلسطين معظم سنوات حياتي بحكم عمل والدي كسفير، وربطتني علاقات صداقة بالكثير من الفلسطينين، والذي من بعضهم تم اعتقاله دون تهم واضحة فقررت ان اساند هذه القضية واروج لها داخل بلدي ايرلندا، فالعدد الإجمالي للسجناء السياسيين 4650 من بينهم 200 من السجناء الأطفال، و40 من النساء وهذا عدد كبير جدا لتغاضي الطرف عنه، والمدي قدماً

هل تعرض داخل بلادك للمساءلة بسبب مساندتك القضية الفلسطينية؟

على العكس تماماً، فبلادي تدعم وبقوة القضية الفلسطينية، حيث تبنى البرلمان الإيرلندي قرارا غير مسبوق بالنسبة لدولة عضو في الاتحاد الأوروبي في مايو الماضي، أدان السياسات التي تنتهجها إسرائيل بحق الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ماهو سبب دعم بلادك للقضية الفلسطينية؟

وأيرلندا أول دولة أوروبية تصف المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية بالاحتلال، وقد يكون دور بريطانيا في إنشاء إسرائيل سبباً رئيسياً في تضامن الأيرلنديين الذين ناضلوا كثيراً في سبيل الفكاك من السيطرة البريطانية.

لكن نضال الشعب الفلسطيني عادة ما يشغل عقول الأيرلنديين، في ظل علاقات تاريخية بين البلدين تتجاوز الدين والعرق والجغرافيا، لتربطهما بتجربة مشتركة من الاحتلال والقمع والنضال من أجل الحرية.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً