اعلان

جمعتهما «بطولات أكتوبر» ورحلا في نفس اليوم.. الحزن يخيم على المصريين بعد وفاة «طنطاوي» و«إدريس»

المشير طنطاوي والصول أحمد إدريس
المشير طنطاوي والصول أحمد إدريس

حالة من الحزن سيطرت على المصريين بعد وفاة المشير محمد حسين طنطاوي، وزير الدفاع الأسبق، فجر اليوم الثلاثاء، عن عمر يناهز 85 عامًا، بعد تعرضه لأزمة صحية، حجز على إثرها لفترة في مستشفى كوبري القبة، ليرحل عن عالمنا بعد تاريخ حافل من البطولات والتضحيات، التي تمثل علامة فارقة ونموذج مضئ في تاريخ العسكرية المصرية، كما أعلنت أسرة الصول أحمد إدريس صاحب الشفرة النوبية التي كانت سببا في انتصار أكتوبر، وفاته اليوم الثلاثاء، بمحل إقامته بمحافظة الإسكندرية عن عمر يناهز 84 عاما، وكلا البطلين من أبناء محافظة أسوان بصعيد مصر.

المشير طنطاوي.. تاريخ من البطولات والتضحيات

ولد المشير محمد حسين طنطاوي في 31 أكتوبر عام 1935 بحي عابدين في محافظة القاهرة، لأسرة تنتمي جذورها لمنطقة النوبة بمحافظة أسوان.

تمتع المشير طنطاوي بذكاء منذ صغره، والتحق بـ الكلية الحربية عام 1953، ومن هنا بدأت الأنظار تتجه إليه، حيث أثبت مهارته البدنية والعلمية، ونال العديد من البطولات أثناء فترة دراسته.

نشأته العسكرية

تخرج المشير طنطاوي في الكلية الحربية عام 1953 برتبة ملازم، والتحق بكلية القيادة والأركان عام 1971، كما التحق بكلية الحرب العليا عام 1982.

بطولاته العسكرية

شارك المشير طنطاوي بعد تخرجه من الكلية الحربية بثلاث سنوات في حرب 1956، كما شارك في حرب 1967، وما تلاها بعد ذلك من مرحلة حرب الاستنزاف، التي سطر فيها أبطال القوات السلحة العديد من البطولات والتضحيات، والتي كانت من أسباب قيام حرب أكتوبر المجيدة.

حرب أكتوبر المجيدة

شارك المشير محمد حسين طنطاوي في حرب أكتوبر عام 1973، وكان وقتها قائدا للكتيبة 16 مشاة، واستطاع أن يلقن 'أرييل شارون' قائد القوات الإسرائيلية درسا قاسيا في العسكرية الحديثة، حيث دخل معه في مواجهة مباشرة، وتمكن من الاستيلاء على نقطة حصينة على الطرف الشمالى الشرقى من البحيرات المرة، بعدما أجبر 'شارون' وقواته على الهرب ليلا، كما تمكن من إحباط عملية 'الغزالة المطورة' الإسرائيلية، بعدما كبد 'شارون' وقواته خسائر فادحة في منطقة 'مزرعة الجلاء'.

لقن شارون درسا في العسكرية الحديثة

واستطاع المشير 'طنطاوي'، أن يُفقد 'شارون' أكثر من 500 جنديا، بالإضافة إلى قتل ضباط الصفين الأول والثانى من قادة الألوية والسرايا، وحرق المئات من العربات المدرعة والمجنزرات، وهو ما اعترفت به القوات الإسرائيلية.

ترقياته العسكرية

تولى المشير 'طنطاوي' قيادة الجيش الثاني الميداني عام 1987، ثم قيادة الحرس الجمهوري عام 1988، ومن بعدها وزيرا للدفاع وقائدا عاما للقوات المسلحة عام 1991 برتبة فريق، ثم أصدر الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك قرارا بترقيته فريق أول، ثم رقاه 'مبارك' إلى درجة المشير عام 1993.

حصل الفريق محمد حسين طنطاوي على العديد من الأنواط والأوسمة والميداليات، منها وسام تحرير الكويت، وسام التحرير، وسام الجمهورية التونسية، نوط الشجاعة العسكري، نوط التدريب، نوط النصر، نوط المعركة، و ميدالية يوم الجيش.

وفاته

ورحل المشير محمد حسين طنطاوي عن عالمنا، صباح اليوم، عن عمر ناهز 86 عاما، بعد سنوات طويلة قضاها في الدفاع عن الوطن.

وفاة الصول أحمد إدريس

وخيم الحزن على الشارع النوبي، وامتد إلى باقي المحافظات بعد علمهم بوفاة الصول أحمد إدريس، مبتكر شفرة نصر أكتوبر، التي استخمت في تضليل العدو، وكان لها دورا كبيرا في نصر حرب أكتوبر المجيدة.

نشأته

ولد الصول أحمد إدريس فى شهر يوليو عام 1938، بقرية توماس وعافية النوبية الواقعة فى مدينة إسنا، وتطوع في سلاح حرس الحدود 'رقيب أول' بالجيش المصرى عام 1952 وحصل على الشهادة الابتدائية الأزهرية.

فكرة استخدام الشفرة النوبية في حرب أكتوبر

يقول الصول أحمد إدريس، في حوار قديم له مع «أهل مصر»: 'بداية الفكرة عندما أرسل الرئيس أنور السادات لقادة الجيش بإيجاد حل لمشكلة فك الإسرائيليين للشفرات، وبناء عليه حضر قائد الجيش مع قيادات الفرق والألوية لإيجاد حل وكان وقتها منتدبا مع رئيس الأركان 'تحسين شنن' عام 1971 وسمع حديثه مع قائد اللواء فضحك فسألوه، لماذا تضحك. فرد عليهم: 'لأنها حاجة سهلة، الحل هو اللغة النوبية فهى تسمع ولا تقرأ، وليس لها حروف، ولن تستطيع إسرائيل فك الشفرة، لأن الإرسال والاستقبال سيكون باللغة النوبية'، وأرسل الاقتراح لقائد الجيش، فسأل عن صاحب الفكرة، فقالوا 'الشاويش أحمد إدريس، فاستدعاه قائد الجيش وبدوره اتصل بالرئيس السادات وقال له: 'وجدنا الحل لمشكلة الشفرة' فسأله السادات من سمع الفكرة فقال له: 'قائد الجيش وقائد اللواء ورئيس الأركان وإدريس: 'فقال لهم السادات' لو تحدث أحد عن الفكرة سيتم ضربكم بالنار وأحضروا الشاويش مقيد بالكلابشات'.يضيف عم أحمد: 'بالفعل فى صباح اليوم التالى حضر شاويش ونقيب وقيدانى بالكلابشات وأخذانى من الإسماعيلية إلى قصر الاتحادية، وقدما خطابًا سريًا للغاية، وبعد ذلك ذهبا بى لمنزل الرئيس'.

وتابع 'إدريس' في حديثه لـ«أهل مصر»،: 'عندما وصلنا لمنزل الرئيس كان فى اجتماع مع لواءات وقادة الجيش، وانتظرت ساعة ونصف وأنا خلال هذه المدة كنت خائفًا، لأن وقتها كان يتم القبض على الكثيرين من الجواسيس ومرت على الساعة والنصف كأنها ثلاث سنوات، وعندما خرج السادات كان يمشى كالأسد يحمل فى يده 'البايب'، ووضع يده على كتفى وقال لى أجلس وجلس أمامى، وقال: 'أنت رجل حدود، إيه وداك مدرعات؟' حيث كنت فى لواء 15 مدرعات من عام 68 إلى 71 .ويستفيض الشاويش إدريس: 'سألنى السادات عن فكرة الشفرة النوبية، وبعد أن فرغت من طرح فكرتى ضحك الرئيس ضحكا هيستيريا، فارتعبت من ضحكته ووقفت وقلت له: 'هو أنا قلت حاجة غلط '، فرد الرئيس: 'لا، بس حاجة فى نفس يعقوب'، وقال لى خلاص هننفذ الفكرة، فرديت عليه ما دام هتنفذ الفكرة فإن اللغة النوبية تنقسم لقسمين فاديجكا وكنوز كل منها له لهجته وسأتهم من سلاح الحدود، لأن سلاح الحدود وقتها كان يأخد من النوبيين، الذين تربوا فى النوبة القديمة والعبابدة والبشارية، فقال أعلم، فقد كنت قائد إشارة بقوات حرس الحدود، وقالى: 'متجيبش سيرة الكلام ده لمراتك، ولا لأقرب الناس ليك'.

تكريم الرئيس السيسي للصول أحمد إدريس

كان الرئيس عبدالفتاح السيسي، قرر منح وسام النجمة العسكرية لأحمد إدريس، تقديرًا لمجهوداته في حرب أكتوبر، وذلك خلال ندوة تثقيفية للقوات المسلحة بمركز المؤتمرات بالتجمع الخامس.

وفاته

أعلنت أسرة الصول أحمد إدريس صاحب الشفرة النوبية، وفاته اليوم الثلاثاء، بمحل إقامته بمحافظة الإسكندرية عن عمر يناهز 84 عاما.

مكان العزاء

قال طارق عبدون، عضو النادي النوبي بمحافظة الإسكندرية، في تصريح خاص لـ 'أهل مصر'، إن تلقي عزاء الصول الراحل أحمد إدريس، غدا الأربعاء بالإسكندرية، بجمعية ( توماس وعافية ) بمنطقة العطارين، وسط محافظة الإسكندرية.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
إنجاز ريال مدريد| رقم قياسي جديد ينتظر الأهلي قبل مواجهة مازيمبي