يعد التنجيد أحد أشهر المهن القديمة، فهو مهنة أو صناعة فرش الأثاث المنزلي، كالكساوي القماشية أو الجلدية، والنوابض (السوست)، ويسمى يمتهنها النجّاد أو المنجد، المنجد مهنة قديمة منتشرة في معظم محافظات الجمهورية، ولا تخلو مدينة أو قرية من وجود دكاكين المنجدين، حيث كان اللحاف هو الأداة الأهم في حياة الأسر المصرية خاصة في فصل الشتاء، إلا أنه عقب غزو المراتب الفيبر والسوست الحديثة للأسواق ضرب سوق التنجيد فى مقتل، حيث استغنى المواطنين عن ضرب ونفس القطن واتجهوا الجاهز.
وقال 'محمد أبو رحاب'، منجد بلدى: كانت مهنة المنجد في العقود القديمة بمثابة الإعلان عن إقامة زفاف فى ذلك المنزل، حيث كان والدي يصطحبني واخوتى وبعض الصنايعية لمنزل العروس، ونبدأ فى فرش العدة، والتى تطورت من فترة لأخرى، حيث بدأت بقوس خشبي وعصا لضرب القطن، وبعض الخيوط والمسلات، والتي يجب أن يتميز مستخدمها بالمهارة اللازمة لتظهر العقد بصورة منتظمة.
وأضاف أبو رحاب، قائلاً: 'ظهرت فى فترة الثمانينات ماكينة الكهرباء، والتي تفرد القطن وتنفشه، حتى تصبح الوسائد والمراتب هشة كالغيمات، إلا أن الحال بدأ في الانحدار، خاصة بعد اختفاء أقطان التنجيد من الأسواق'، ووصل سعر القنطار لـ2000 جنيه، ففي التسعينات كان الزوجين يقدمون قسيمة الزواج لتعاون شركة مصر المحلة الكبرى، ويستلمون قناطير التنجيد بأسعار مخفضة، إلا أن تلك الخدمة انقطعت وزادت أسعار القطن.
وأشار رأفت السلاب أحد أصحاب محلات المراتب: عقب ظهور المراتب السوست بدأ اتجاه المستهلك لتلك الأنواع، حيث تعتبر أسعارها أقل بكثير من التنجيد، حيث يبدأ سعر المرتبة من 1000 حتى 5000 جنيه، على حسب مقدرة المستهلك، أما الوسائد فتبدأ من 100 جنيه وحتى 250 جنيه.
وأكدت سلمى رشيد أحد ربات البيوت بالمحلة، قائلة: 'تعتبر المراتب الجديدة صحية أكثر لصحة العظام، إلا أن عمرها الافتراضي أقل بكثير من مراتب التنجيد، كما يمكن إعادة تدويرها مرة أخرى وتنجيدها من جديد، على عكس المراتب الجديدة التى لا يمكن إصلاحها'.
وتابعت رشيد: 'كانت مهنة المنجد من أسباب البهجة لدينا جميعاً، حيث كانت الجارات تفترش الشوارع، وتعد الطعام والمشروبات لأهل العروسين، وتظل البهجة مستمرة لأكثر من يومين أو ثلاثة، للإعلان عن قدوم الأفراح'.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
