آخرها «شكة الدبوس».. فوبيا شائعات الخطف تحاصر المجتمع المصري

أرشيفية
أرشيفية

سامية خضر: هدفها الإساءة للمجتمع وعلى الإعلام التوعية

جمال فرويز: الشائعات يقف خلفها إرهابيون فشلوا في تنفيذ عملياتهم

استشاري تخدير: شكة الدبوس تخديرها مستحيل

من حين لآخر تتردد شائعات عن حدوث حالات اختطاف، ويستعرض البعض طرقًا مختلفة يستخدمها الخاطفون في جريمتهم، وتنتشر تلك الأنباء على صفحات السوشيال ميديا بسرعة كبيرة، وتثير القلق في قلوب المواطنين، وأحيانًا يصل الخوف إلى هوس.

ويتداول المواطنون الشائعات بينهم، بدون وعي بخطر ذلك على المجتمع، متجاهلين أهمية التأكد من كافة الأنباء قبل نقلها، حيث أوضح العديد من الأطباء، والخبراء، أن تلك الطريقة غير صحيحة، ولا يتمكن أحد من تخدير شخص بطريقة شكة الدبوس.

وانتشر تريند الدبوس بين المواطنين بشكل سريع، حيث تداولته صفحات التواصل الاجتماعي، وبث الرعب في قلوب الشعب، خاصة الآباء، حيث أشيعت أقاويل تشير إلى استخدام الخاطفين "دبوس" يخدر الضحية أثناء وجودها في المواصلات العامة.

وسبقها العديد من الأنباء التي توضح طرق مختلفة لخطف مثل طريقة العجوز التي ترغب في المساعدة من قبل شخص لعبور الطريق، لتخدر العجوز الفتاة عن طريق حقنة بحوزتها، لتتمكن من خطف الضحية.

وردد البعض طريقة خطف أخرى منها استخدام شخص رائحة غريبة، والتي تحتوي على مخدر، بمجرد رشه على وجه الفتاة ليغمي عليها، ويتمكنوا من اختطافها.

وفي ظل ذلك اللغط المنتشر خلال الفترات الأخيرة، والذي سبب الخوف والذعر داخل نفوس الملايين من المواطنين في كل أنحاء البلاد، والذي قد يصل إلى هوس مجتمعي، نناقش الظاهرة بشكل مفصل مع الخبراء.

شائعات تسئ للمجتمع

أكدت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، أن هناك الكثير من الشائعات التي تفيد بوجود حالات خطف، من ضمنها شائعة الدبوس، والتي اتضح خطأها، حيث أشار الأطباء إلى أن التخدير يستغرق الكثير من الوقت، أقلها نصف ساعة، ليظهر مفعوله.

وقالت "خضر"، إن هناك الكثير من الشائعات تروج لوجود عمليات اختطاف، هدفها الإساءة إلى المجتمع المصري، ويجب على الإعلام بكافة وسائله المرئية، والمسموعة، والمقروءة، توعية المواطنين، بحقيقة الأمر، فهذا يقع على عاتقهم، حيث يجب الاهتمام بوسائل الإعلام المرئية أكثر لوجود نسبة 25% أمية، خاصة البرامج الخاصة بالمرأة، حيث أنها أكثر ما ينقل تلك الشائعات بطريقة خطيرة.

واستطردت خضر، أن على الإعلام توعية المواطنين، بأن تلك الأقاويل كلها إشاعات وغير علمية، فيجب أن يوضح الحقائق أمام الشعب، فكل تلك الشائعات تذاع عن طريق الإخوان وهدفها الإساءة إلى المجتمع المصري.

وأضافت أن الأهالي من حقهم الخوف على أبنائهم، حتى ينبهوا أبنائهم للحرص، حيث أن الجميع يخاف على أبنائهم، ولكن في الوقت ذاته يجب توضيح أن كل تلك الأقاويل شائعات، حيث على الحكومة والإعلام طمأنة المواطنين، وتوضيح حقيقة الأمر.

وأشارت إلى أن الخوف المرضي على الأبناء أمر غير محمود، حيث أنه يخرج طفل جبان، ولكن الخوف الطبيعي محمود، مضيفة أن هذه الشائعات فضلا عن كونها تثير الرعب والخوف في المجتمع، تؤثر على السياحة، حيث أن انتشار تلك الاقاويل عندما يصل إلى الخارج يجعل السياح يخشون القدوم إلى مصر.

كذبة شكة الدبوس

صرحت الدكتورة رادا جمال، استشاري التخدير في معهد الأورام، ومستشفى مصر للطيران، أن فكرة تخدير الفتيات عن طريق شكة دبوس غير صحيحة على الإطلاق، مشيرة إلى أن حتى نشك شخص فيجب أن تكون المادة المخدرة في الدبوس، أو الحقنة، ويجب أن ندخل كمية كبيرة جدا من الدواء حيث أن أسهل طريقة لتخدير الجسم وإيصال المادة الفعالة له عن طريق الوريد.

واكدت جمال أن تخدير شخص، يستلزم حقنه بكمية كبيرة من المخدر، وتركه للفترة ليعمل مفعول التخدير.

وأشارت الدكتورة رادا جمال، إلى أن هناك 3 طرق للتخدير، حيث نوصل الدواء للجسم عن طريق الوريد، أو تحت الجلد، أو العضل، وعند الحقن في العضل يجب غرس الإبرة بشكل قوي، ما يؤلم بشكل كبير، وإذا كانت تحت الجلد يكون الوجع أقل ولكن لابد من كمية كبيرة من المخدر، فذلك لا يتم في المواصلات العامة، حيث لا تتوافر الظروف.

شائعات سياسية

قال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي في العباسية، أنه من فترة لأخرى تظهر الكثير من الشائعات دائما من قبل جماعات لها ميول سياسية، لتدمير الأمن الوطني، وبث الرعب في قلوب المواطنين، فكل ما تتناوله مواقع التواصل الاجتماعي عن حالات خطف شائعات، حيث أن تلك الجماعات فشلت في تنفيذ عمليات إرهابية فلجأت لترويج الشائعات، لتخويف المواطنين، وإحداث فتنة بين الشعب والأمن.

وأكد فرويز، أن كل ما يروج له من خطف الفتيات، شائعات، فهناك اشخاص متخصصة في ترويج الشائعات في فترات معينة من السنة، لبث الخوف والرعب في نفوس المواطنين.

وأشار "فرويز"، إلى أن مروجي تلك الشائعات يستهدفون عمل فرقة بين الشعب والحكومة، حتى يشعر المواطنون أن الحكومة لا تتمكن من حماية مواطنيها، وأن هناك خوف داخل البلد، فهم لم يتمكن من عمل إرهاب بالرصاص، فيرهبوننا بالشائعات.

في إطار متصل يحتوي الدستور المصري على العديد من القوانين التي تعاقب الخاطفين، وقد تصل العقوبة إلى الإعدام، حيث تنص المادة (290) أن كل من خطف بالتحايل أو الإكراه شخصاً، يعاقب بالسجن المشدد مدة لا تقل عن 10 سنوات، فإذا كان الخطف مصحوباً بطلب فدية تكون العقوبة السجن المشدد لمدة لا تقل عن 15 سنة ولا تزيد على 20 سنة، و إذا كان المخطوف طفلاً أو أنثى، فتكون العقوبة السجن المؤبد، ويحكم على فاعل جناية الخطف بالإعدام إذا اقترنت بها جناية مواقعة المخطوف أو هتك عرضه".

كما يحتوي الدستور على العديد من العقوبات الخاصة بترويج الشائعات حتى يتصدي للمحاولات الكبيرة في الإساءة لدولة، و بث الذعر في نفوس المواطنين، حيث أن المادة ( 80 ) من الدستور تنص على أن "يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أِشهر ولاتزيد على خمس سنوات وبغرامة لاتقل عن 100 جنيه ولا تجاوز 500 جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين كل مصرى أذاع عمدا فى الخارج أخبارا أو بيانات أو إشاعات كاذبة حول الأوضاع الداخلية للبلاد وكان من شأن ذلك إضعاف الثقة المالية بالدولة أو هيبتها وتعتبارها، أو باشر بأية طريقة كانت نشاطا من شأنه الإضرار بالمصالح القومية للبلاد".

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً