هل أفسدت الحسابات الفلكية الرؤية الشرعية لهلال رمضان؟.. العلماء يوضحون الفرق

استطلاع هلال رمضان أم الحسابات الفلكية
استطلاع هلال رمضان أم الحسابات الفلكية

اقترب شهر رمضان الكريم 2023، وأعلنت دار الإفتاء المصرية موعد استطلاع هلال رمضان 1444، وذلك في يوم الثلاثاء الموافق 21 مارس 2023، ويوافق هجريًا يوم 29 شعبان 1444، للبت في موعد بداية الشهر الكريم يوم الخميس الموافق 23 مارس 2023، وأن الأربعاء 22 مارس 2023 هو اليوم المتمم لشهر شعبان.

وكما ورد عن مركز الفلك الدولي والمشروع الإسلامي لرصد الأهلة، أن رؤية هلال رمضان بحسب الحسابات الفلكية يوم الثلاثاء 21 مارس 2023، في تمام الساعة 5:23 بالتوقيت العالمي، ستكون مستحيلة بسبب غروب القمر قبل غروب الشمس، أو لسبب آخر هو حصول الاقتران السطحي بعد غروب الشمس، وبناء على اقتران هلال شهر رمضان تبدأ دار الإفتاء في إعلان موعد بداية شهر رمضان الكريم.

وذكر الموقع أنه باعتماد التقويم الهجري العالمي المعتمد على حساب إمكانية رؤية الهلال، فإن بداية الشهر في النطاق الشرقي والغربي ستكون يوم الخميس 23 مارس 2023، مع العلم أن التقويم الهجري العالمي يعتمد على الحسابات المسبقة، والتي لا تنتظر الرصد العملي ورؤية الهلال، ويعتمد ذلك على تبني البلاد معيار بداية الشهر سواء الحسابات الفلكية أو رؤية هلال رمضان.

وعلى هذا يظهر تساؤلنا حول هل الحسابات الفلكية أفسدت انتظار استطلاع هلال رمضان؟ أم مازال المصريون ينتظرون رؤية هلال رمضان من دار الإفتاء، إذ إن هناك ارتباط عاطفي باستطلاع هلال وفق الرؤية الشرعية، بينما مع تطور الحسابات الفلكية في مصر والعالم أصبحنا نعرف بداية شهر رمضان كل عام باليوم والساعة، ولأجل هذا ناقشنا هذا الجانب مع متخصصين في الحسابات الفلكية والدين.

استطلاع هلال رمضان موعد استطلاع هلال رمضان اليوم

محمد غريب " أستاذ العلوم الشمسية بالمعهد القومي للبحوث الفلكية": الاختلاف يأتي من اختلاف المبدأ الذي يؤخذ به الدول مثل السعودية

وبسؤال الدكتور محمد غريب أستاذ العلوم الشمسية بالمعهد القومي للبحوث الفلكية عن مدى دقة الحسابات الفلكية خاصة مع هلال رمضان، أكد في تصريحات خاصة للجريدة أن الحسابات الفلكية دقيقة وأن الجميع يقوم بها، كما أضاف أنه تم استنتاج معادلات فأصبحت الحسابات في مصر كما هي في السعودية وأمريكا وإنجلترا، إذ كل علماء الفلك يقومون بالحساب بنفس المعادلات المعروفة وتستخدم ميكانيكا الصناعي.

وذكر بخصوص إن كان وارد حدوث خطأ في الحسابات الفلكية، أنه لا يوجد أي خطأ في الحسابات الفلكية، وأن الاختلاف يأتي من اختلاف المبدأ الذي يؤخذ به الدول، إذ هناك دول مثل السعودية تأخذ بالرؤيا، وهناك دول أخرى تأخذ بالحسابات الفلكية بمعايير محددة مثل تريكا وتونس، بينما تأخذ مصر مبدأ أن الرؤيا هي الأساس، بينما تأخذ دار الإفتاء الحسابات الفلكية كإرشاد لها في معرفة إحداثيات القمر، ولحظة الرؤيا ووضع القمر وارتفاعه وغيره، ووقتها تتوجه اللجان الفلكية والشرعية بحضور عضو من المرصد وعضو من دار الإفتاء وعضو من هيئة المساحة وعضو من وزارة الأوقاف للذهاب إلى أماكن الرؤيا، بالاستناد إلى الحسابات الفلكية والتي تتزود من قبل المعهد لاستطلاع الهلال، والنتيجة يتم إبلاغها إلى دار الإفتاء وبناء على قرار فضيلة مفتي الجمهورية وبالاستناد إلى البيانات التي استلمها يأخذ قراره من بداية الشهر أو عدمه.

ومن وجهة نظره حول إفساد الحسابات الفلكية للارتباط العاطفي باستطلاع هلال رمضان من الرؤيا التي تقوم بها دار الإفتاء قال غريب أنه في مصر مازلنا ننتظر قرار دار الإفتاء حتى وإن كانت الحسابات الفلكية تقول أن بداية شهر رمضان يوم الخميس 23 مارس 2023، إلا أن القرار مازال هناك انتظار بعض الشيء لقراره.

آمنة نصير: الحسابات الفلكية أمر يعتد به ويؤخذ في الاعتبار وفي الصيام والعبادة

نفت أستاذة العقيدة بجامعة الأزهر الدكتورة آمنة نصير في تصريحات خاصة لـ أهل مصر، عن إن كان الحسابات الفلكية أفسدت انتظار رؤيا هلال رمضان، قائلة أن الحسابات الفلكية جيدة أطلعتنا على حقائق الأيام، فلم تفسد أبدًا انتظار شهر رمضان، كما أشارت أنه من الأمور الجيدة أن نعلم موعد شهر رمضان باليوم والساعة، مؤكدة أن الحسابات الفلكية تعتبر عمل علمي جيد، نشكر وجوده فهو لم يفسد شيء.

واصفة الحسابات الفلكية بأنه أمر علمي جيد يعطينا معرفة الشهور وبدايتها بشكل علمي رصين، فهو أمر يعتد به ويؤخذ في الإعتبار، وفي الصيام والعبادة وكل شيء.

وبسؤالها عن إن حدث خطأ في الحسابات الفلكية علقت نصير عن إن الخطأ وارد من الإنسان فلا مانع ويصوب، بينما لا يوجد وذر على الصائمين إنما عليهم الاستغفار ويصوب الخطأ بالتعويض اليوم الذي نقص بعد رمضان.

الدكتور عبد العزيز النجار "عضو لجنة الفتوى في الأزهر": وليس هناك تعارض بين الرؤيا العينية والحسابات الفلكية

رفض الدكتور عبد العزيز عضو لجنة الفتوى في الأزهر في تصريحات لـ أهل مصر، أن الحسابات الفلكية تفسد رؤية هلال رمضان، لأن الحسابات الفلكية ليست هي الأصل، إنما الأصل هي الرؤيا لقول النبي صلى الله عليه وسلم 'صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ'، ومازال هناك لجان علمية متخصصة التي تشاهد الهلال، ولهذا نعتمد على الرؤيا العينية كما هو متعارف عليه، ولكن في حالة عدم الرؤيا فنأخذ بالحسابات الفلكية.

كما ذكر أن الفتوى في حالة خطأ الحسابات الفلكية أنه إذا ثبت أن شهر رمضان بدأ 'وقد غم عليكم' كما ذكر في حديث النبي صلى الله عليه وسلم، فإن لم نرى الهلال فنحن نتم شهر شعبان ثلاثون يومًا ولا شيء علينا، أما في حالة أتى رمضان و28 يوم، وثبت رؤية العيد، ففي هذه الحالة يتم الإفطار في يوم العيد وقضاء اليوم بعد العيد.

ونفى النجار أن الارتباط العاطفي حاليًا بالحسابات الفلكية، موضحًا أنه العلم تقدم وأصبح من الصعب أن يكون هناك خلل في الحسابات الفلكية، لأنها حسابات مبنية على علم دقيق، ولكن مازال الجميع لديهم ما يجعلهم ينتظرون رؤية هلال رمضان ويحتفلون بالرؤيا، وليس هناك تعارض بين الرؤيا العينية والحسابات الفلكية.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً