انتهت أمس جولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية التركية، بفوز الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان بنسبة 52.14%، أمام كمال كليتشدار أوغلو بنسبة 47.68% مع فرز الأصوات الذي وصل 99.73، ولكن ماذا حدث وراء الكواليس؟ وما الذي لم تصوره الكاميرات؟، هذا ما كشفته صحيفة صنداي تايمز البريطانية.
كواليس جولة إعادة الانتخابات التركية
قالت الصحيفة أن وراء الكاميرات شاهد المراقبون السياسيون سابقة يقول الخبراء في المشهد التركي الداخلي انها نادرة للغاية، بل يشيرون إلى أنها لم تحصل من قبل فقبل حتى ساعتين من إعلان النتائج رسميا وفي اللحظات الأخيرة التي ثبتت فيها نسبة الرئيس اردوغان وكان اكثر من 90% من عدد الاصوات تدفق المئات من باعة الاعلام والرايات في الشوارع لبيع الاعلام الخاصة بالاحتفال بالنصر الانتخابي.
وتعتبر تلك المرة الاولى التي يتم فيها بيع علم الدولة العثمانية للاحتفال وقد شكل بيع هذا العلم ظاهرة لافتة جدا للنظر في الشوارع خلافا لأن صورة الرئيس آردوغان وحتى قبل إعلان الفوز كانت إلى جانب علم الدولة العثمانية في الوقت الذي توسعت فيه الاحتفالات عمليا في المساجد وفي الشوارع العامة والساحات خصوصا في مدينة اسطنبول.
ورغم أن عملية الفرز لم تكن انتهت بعد إلا أن آردوغان وإلى جانبه زوجته أمينة اعتلى سطح احدى الحافلات على باب منزله في اسطنبول والقى ما وصفه بخطبة الانتصار قبل ان يستقل طائرة من مطار اسطنبول ليخطب في الجمهور المحتشد لتهنئته في مدينة انقرة.
خطاب أردوغان عقب فوزه بجولة الإعادة
في خطبته في مدينة اسطنبول بدا الرئيس آردوغان الخطاب بترديد عبارات اغنية تراثية معروفة في الغناء التركي ويقول صاحبها انه يحب الجميع وختم الخطاب بنفس الاغنية وسط مظاهر التاثر التي بدت على وجهه في الوقت الذي كانت زوجته امينة تربت فيه على كتفيه حرصا عليه.
لكن الجملة الساخرة السياسية كانت حاضرة عند الرئيس المنتخب واثارت انتقادات علنية فورا من قادة المعارضة بما في ذلك مستشاره السابق 'علي بابا جان' حيث اشار الرئيس الفائز إلى المهنة السابقة لخصمه في الانتخابات الرئيسية كليتشدار و هي مهنة تدقيق الحسابات عندما قال امام الجمهور في اسطنبول انه خسر نحو 40 مقعدا وزعها على من وصفهم باللغة التركية بـ'الفتافيت'.
والمقصود هو الأحزاب الصغيرة التي انضمت لتحالف المرشح كليتشدار وهنا برزت العبارة التي قال فيها اردوغان بان مدقق الحسابات يبدو انه لا يجيد اجراء الحسابات الرقمية ثم استخدم عبارة اخرى قال مراقبون وخبراء انها تستخدم بالعادة للسخرية وهي عبارة 'باي باي كمال'.
ماذا يعني خمس سنوات أخرى من حكم أردوغان لتركيا؟
ذكرت الصحيفة أن قاعدة أردوغان الشعبية 'تتلاشى'، بعد أن حقق أدنى مستوى من الحشد الشعبي في الانتخابات الرئاسية في الجولة الأولى، رغم فوزه بفارق ضئيل على منافسه كمال كليجدار أوغلو.
ووصفت تركيا بأنها 'ضعيفة ومحطمة اقتصاديا'، وتعاني من تضخم متصاعد مع تراجع قيمة العملة المحلية. وأشارت إلى تداعيات زلزال فبراير المدمر الذي قتل عشرات الآلاف.
وأشارت الصحيفة إلى أن تدهور حالة الاقتصاد التركي ينذر بالخطر، وإلى أن تعهد أردوغان بمواصلة خفض الفائدة، أدى بعد سنوات إلى مضاعفة نسبة التضخم.
ماذا سيحدث للاجئين بعد الانتخابات التركية؟
السوريين يخشون التعرض لاعتداءات، وتحدثت الصحيفة عن نهب المتاجر وأعمال قتل تشتبه العائلات في أن دوافعها عنصرية.
وأضافت قائلة إن الانقسام القديم بين الأتراك العلمانيين والمتدينين أصبح أقل أهمية، مع انتقال الناس من مختلف الأطياف السياسية بدلاً من ذلك إلى أشكال متشددة من القومية.
وبوجود هذا، يبدو مستقبل تركيا قاتما للغاية بحسب الصحفية، بغض النظر عن من فاز.