سب الأمهات أصبح شعار المشجعين.. عالم أزهري يكشف حكم الشرع

جماهير الكرة
جماهير الكرة

تقام المبارايات من أجل إسعاد محبي الدائرة المستديرة، ومن أجل الترفيه وليس التعصب، لكن ما يحدث خلاف ذلك تماما، فكل مشجع يخسر ناديه تجده يوجه سب للفريق الآخر، أو للاعب الذي يؤازره لأنه لم يسجل هدف محقق، أو أخفق في تسديد ضربة جزاء، وكل ذلك يكون عن طريق سب الوالدين، وتحديدا الأم الذي كرمها الإسلام وعظم من شأنها.

حكم الشرع في سب الأمهات

ومن جانبه قال الدكتور محمد علي، أحد علماء الأزهر، إن الإسلام كرم المرأة فجعل منها الأم والبنت والأخت والزوجة، وقد أوصانا بهن خيرا، فقال صلى الله عليه وسلم:(استوصوا بالنساء خيرا)،

وأضاف 'علي'، في تصريح خاص لـ'أهل مصر'، إن الإسلام نهى عن التعصب لأي رابطة غير رابطة الدين والعقيدة، واعتبر الحمية والتعصب لغير رابطة الدين دعوة جاهلية، مشيرًا إلى قوله صلى الله عليه وسلم:( إنَّ اللهَ أذهب عنكم عبيَّةَ الجاهليَّةِ وفخرَها بالآباءِ . إنَّما هو مؤمنٌ تقيٌّ ، وفاجرٌ شقيٌّ ، النَّاسُ بنو آدمَ ، وآدمُ خُلِق من ترابٍ).

وأكد العالم الأزهري أن الإسلام قد أقر حقيقة واحدة يتعامل الناس بها، وهي رابطة الدين والأخوة، وأن التفاضل بينهم يكون بالتقوى، لا بالألفاظ ولا بالعرق، ولا بالجنس، لافتًا إلى قول الله تعالى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ.

وتابع الدكتور محمد علي، قائلا: إن ديننا نهى عن المعايرة بين الناس، فقد روى البخاري: أن أبا ذر وبلالًا الحبشي رضي الله عنهما تغاضبا وتسابا، وفي ثورة الغضب قال أبو ذر لبلال: يا ابن السوداء! فشكاه بلال إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي لأبي ذر: 'أعيرته بأمه؟ إنك امرؤ فيك جاهلية، لافتًا إلى أن السخرية والمعايرة صفة من صفات الجاهلية الأولى.

وأضاف: في هذا الزمن انتشر ما يعرف بالتحفيل في كرة القدم، وهو حرام ويأثم فاعله لقول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ'، منوهًا إلى أن التحفيل إنما يفعله فارغي العقول، التافهين الذين لم يجدوا ما يشغلهم في الحياة.

ونوه إلى أن هذا التحفيل يؤدي إلى سب الآباء والأمهات بلا ذنب، وإن شئت فقل يؤدي إلى الكبائر، فالذي يتسبب في سب والديه لهو مرتكب لكبيرة وهي العقوق،

وأضاف 'علي'، قال صلى الله عليه وسلم:(إنَّ مِن أكبَرِ الكَبائِرِ أنْ يَلعَنَ الرجُلُ والِدَيه قالوا يا رسولَ اللهِ وكيفَ يَلعَنُ الرجُلُ أبَوَيه ؟ قال: يَسُبُّ الرجُلُ الرجُلَ فيَسُبُّ أباه ويَسُبُّ الرجُلُ أُمَّه فيَسُبُّ أُمَّه)

واختتم حديثه قائلا: فحق الوالدين على الأبناء كبير جدا، أقله: احترامهما وتعظيم حقهما بألا يسيء إليهما من قريب أو بعيد، فأقول لهؤلاء الجهال السفهاء : دعوها فإنها منتنة).

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً