خبير: الدولة لا توفر لهم ما يساعدهم على القيام بمهامهم
يعد الأستاذ الجامعي من الشخصيات المرموقة وذات القيمة داخل المجتمع، فهو المسؤول عن تخريج جيل كامل في المرحلة الأخيرة من التعليم، وتكوين الفكر والسلوك، إضافة إلى مهام البحث العلمي التي من شأنها الارتقاء بالاقتصاد وقطاعات الدولة كافة، ولذلك من المهم أن يتم توفير حياة كريمة له حتى يظل دائما على أتم استعداد لإنهاء مهامه المكلف بها من أجل خدمة المجتمع.
هيئات تدريس الجامعات
ازدادت شكاوى أعضاء هيئات تدريس الجامعات في الآونة الأخير، بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة وضعف المرتبات، بعد إقرار زيادة المرتبات لأعضاء هيئة التدريس لجميع الدرجات الوظيفية في الجامعات المصرية بمقدار 500 جنيه للأستاذ، و400 جنيه للأستاذ المساعد، و350 جنيهًا للمدرس، و300 جنيه للمدرس المساعد، و250 جنيها للمعيد، ومن المهم أن تتماشى الزيادة الجديدة مع الظروف الاقتصادية والمالية الراهنة، بهدف تحفيز الكوادر البشرية المتخصصة وتعزيز دورهم في تحسين جودة التعليم والبحث العلمي في الجامعات.
المجتمع والشراكة
وفي هذا الشأن، قال دكتور حسن شحاتة، أستاذ المناهج بجامعة عين شمس، الخبير التعليمي، إن الجامعة هي المنوط بثلاث مهام، وهي تأهيل الطلاب إلى سوق العمل وتزويدهم وتسليحهم بالمهارات والقدرات، والقيام بالبحث العلمي لحل مشكلات المجتمع، وتوفير الحلول والبدائل المناسبة للمشكلات الواقعية والمتوقعة، إضافة إلى تطوير الحياة في البيئات التي تقع فيها الجامعات عن طريق المساهمة في خدمة المجتمع والشراكة والتحالفات مع المؤسسات الاقتصادية.
حياة كريمة
وأضاف أستاذ المناهج بجامعة عين شمس، في تصريحات خاصة لـ«أهل مصر»، أن الدولة لا توفر لأستاذ الجامعة ما يمكن أن يساعده على القيام بهذه الأعباء ثلاثية الأبعاد، مما يتسبب في إعاقته عن إنجاز هذه المهام بكفاءة واقتدار، لافتًا أن ذلك يرجع لعدم الوعي بهذه المهام المتعددة.
وأشار الخبير التعليمي، إلى أن الدولة لا توفر لأساتذة الجامعة حياة كريمة، ولا تدرك أهمية وقدرات وفاعلية أساتذة الجامعات في نهضة المجتمعات ونقلها إلى مصاف الدول المتقدمة.
راتب الأستاذ الجامعي في مصر 100 دولار
وفي ذات السياق، قال دكتور كمال مغيث عضو المركز القومي للتعليم، إن الدولة هي المسؤولة على التعليم الرسمي، وتاريخيا تؤهل الكوادر في المدارس والجامعات الحكومية حتى تكون على أعلى مستوى وأفضل من التعليم الخاص، لافتًا أنه منذ عشرات السنين هناك تدهور في أوضاع أعضاء هيئة التدريس في المدارس والجامعات.
وأضاف عضو المركز القومي للتعليم، إننا لدينا أفقر معلمي الأرض، وأيضا أفقر أساتذة جامعة على وجه الأرض، حيث لا يتخطى بداية راتب الأستاذ الجامعي في مصر 100 دولار، في المقابل يالدول الأجنبية يكون ذلك متوسط سعر الساعة، مما يترتب على ذلك ممارسات مشروعة ولكنها تؤثر بالسلب على الجامعات الحكومية مثل البحث عن إعارات للخارج، أو الانتقال للجامعات الخاصة والأهلية.
وأوضح، أنه يترتب على أوضاع هيئة التدريس الاقتصادية أيضا، ممارسات غير مشروعة مثل التربح من خلال الكتب الخارجية والدروس الخصوصية، والانشغال عن أداء مهامه الرئيسية كأستاذ جامعي، مؤكدًا أن ذلك يدفع الكوادر المهنية ذات الخبرات إلى الهجرة بحثًا عن الارتقاء بجودة المعيشة.