ads

كيف خطط نتنياهو لجر امريكا لهذه الحرب؟.. وما هي اهداف إيران القادمة ؟ ( تحليل)

الحرب مع إيران
الحرب مع إيران

في الوقت الذي تتبادل فيه إيران وإسرائيل الضربات المباشرة وغير المباشرة، تتكشف أبعاد حرب غير معلنة، تقودها المصالح والتحالفات، لا البيانات العسكرية.

تصريح مسؤول في البيت الأبيض بأن 'ترامب لا يريد المزيد من التدخل العسكري في المنطقة' يلقي بثقل جديد على المشهد من يسعى لتوسيع الحرب؟ ومن يضع لها حدودًا؟

كيف خطط نتنياهو لجرّ الولايات المتحدة إلى الحرب؟

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المعروف بتكتيكاته الحادة وقراءته العميقة لنقاط ضعف الخصوم، يدرك أن إسرائيل لا تستطيع خوض مواجهة شاملة مع إيران بمفردها.

لذلك، فإن استراتيجيته منذ البداية بُنيت على ما يمكن تسميته بـ'الاستفزاز الموجَّه وهي ضربات محدودة لكنها مؤلمة لإيران أو أذرعها، تؤدي إلى رد إيراني كبير

وبالتالي إجبار واشنطن على الدخول في المعركة دفاعًا عن مصالحها وقواعدها.

هذا ما حدث حين استُهدفت 'قاعدة العديد' في قطر، أو حين تعرّضت منشآت أمريكية لهجمات من جماعات مرتبطة بطهران.

لكن تصريح البيت الأبيض أجهض هذا السيناريو مؤقتًا، إذ أعلن بوضوح أن أمريكا ترفض التورط العسكري مجددًا في المنطقة، ما شكّل صفعة هادئة لتكتيك نتنياهو.

كيف ستتعامل روسيا والصين مع الموقف؟

روسيا والصين ليستا طرفين مباشرين في الصراع، لكنهما مستثمرتان استراتيجيتان في الاستقرار الإقليمي، ومتعاطفتان بشكل غير مباشر مع إيران في وجه الهيمنة الغربية. وهما تعتبران أن أي تصعيد عسكري كبير في الخليج سيُربك سلاسل الطاقة، ويمنح الولايات المتحدة ذريعة لاستعادة السيطرة الأمنية على الممرات الحيوية.

ووفق لموقع ' ABC Australia ' فروسيا ستواصل دعم إيران سياسيًا واستخباريًا، مع تجنّب الانجرار إلى دعم عسكري مباشر، إذ تسعى للحفاظ على توازن مع إسرائيل.

كما أن الصين ستضغط عبر القنوات الدبلوماسية لتفادي التصعيد، لكنها أيضًا تدرك أن نجاح إيران في ردع إسرائيل سيُضعف النفوذ الأمريكي في الخليج، وهذا يصب في مصلحتها طويلة المدى.

لهذا، فتصريح ترامب يُريح الصين وروسيا معًا؛ إذ يمنع وقوع حرب واسعة تهدد مصالحهما، ويمنح طهران هامش مناورة محسوب.

هل يمكن فعليًا قلب نظام الحكم في إيران؟

وفق موقع Long War Journal فإن الحديث عن 'قلب النظام' الإيراني يتردد في بعض الدوائر الإسرائيلية والخليجية منذ سنوات، لكنه يظل أقرب إلى الخيال السياسي منه إلى الواقع الميداني.

النظام الإيراني أثبت صلابة داخلية رغم العقوبات والاحتجاجات.

كما أن أي ضربة خارجية كبرى قد تُضعف الاقتصاد، لكنها تقوّي الخطاب القومي للنظام، وتمنحه شرعية إضافية لمواجهة 'العدوان الخارجي'.

لكن التهديد الأكبر للنظام لن يكون عسكريًا، بل اقتصاديًا ومعنويًا مثل انهيار الريال، سخط الشارع، عزل دولي تام، وفقدان الحلفاء الإقليميين.

تصريح البيت الأبيض يُضعف سيناريو 'القلب الخارجي للنظام'، ويعزز فكرة أن الضغط سيتم عبر الاحتواء وليس الإطاحة.

ما الأهداف التي ستُوجع إسرائيل إن قصفتها إيران فعلًا؟

رغم أن إيران لم تستهدف عمق الأراضي الإسرائيلية حتى الآن، فإنها تملك قائمة بأهداف قد تُحدث 'ألمًا استراتيجيًا' لإسرائيل، إن تجرأت على ضربها:

الموانئ الاستراتيجية مثل حيفا وأشدود، التي تعتبر شرايين اقتصادية حيوية.

منشآت الطاقة خاصة محطات الكهرباء وخزانات الغاز.

المقرات الأمنية الحساسة ومنها بعض مواقع القيادة والسيطرة التي لا تُعلن إسرائيل مواقعها رسميًا.

مراكز البحث النووي والعسكري وهي نقاط رمزية أكثر منها قتالية.

لكن إيران تدرك أن ضرب هذه الأهداف سيؤدي إلى ردّ إسرائيلي واسع، وقد يجبر واشنطن على التدخل، وهو ما لا تريده إدارة ترامب حاليًا

تصريح ترامب الأخير ليس فقط إشارة تهدئة، بل خريطة طريق جديدة لإدارة الصراع: لا تدخل مباشر، ولا حرب شاملة، بل ردع غير مرئي يحفظ المصالح دون إشعال النيران.

وفي هذا الفراغ المتزايد، تلعب القوى الإقليمية الدور الأكبر.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً